محمود الربيعي
المقدمة التعريفية
جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري.
المقدمة التأريخية
كان جون منضما إلى أهل البيت بعد أبي ذر ، فكان مع الحسن ( عليه السلام ) ، ثم مع الحسين ( عليه السلام ) وصحبه في سفره من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق . عده الشيخ في عداد أصحاب الحسين ( عليه السلام ) . راجع رجال الشيخ : 99 ، الرقم 966 . وفي الإرشاد بعنوان : جوين مولى أبي ذر . راجع الإرشاد : 2 / 93 . موسوعة انصار الحسين.
رؤية وتحليل
لقد كان هذا الرجل مدخراً ليكون في صفوف الصفوة والنخبة بين المقاتلين القادة الأحرار أبدى منتهى الطاعة والإنخراط في صفوف الجماعة، وحاول الحسين عليه السلام أن يجنبه القتال لكنه أبى إلاّ أن يكون في نفس صف النخبة وأصر وأَلحََّ على الإمام لكي يكون حراً في خياره القتالي لمحاربة الأعداء والدفاع عن القيادة الشرعية المتمثلة بشخص الإمام وأتباعه، واراد بهذا الموقف أن يختلط دمه بدم الحسين على مذبح الشهادة، وأن يرتفع ذكره مع ذكر النخبة الطيبة التي دافعت عن الدين لإعلاء كلمة الله التي آمنوا بها وعملوا لأجلها، ولكي يعطي للونه شرفاً وتشريفاً وليثبت أنه لايقل حباً وطاعة لله في طريق الشهادة وطلب الحق.
ولقد صَدَّقَ جون قوله في معركة الطف ونال الشهادة بعد أن حارب بشجاعة وهو يَذُبُّ بحرارة عن حِياضِ الدين والدفاع عن قيادته الشريفة.
ولما كان جون قد طلب من الإمام الحسين عليه السلام تشريفه بالشهادة وقف الإمام عليه السلام على رأسه وقال: " اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ". تسلية المجالس : 2 / 292 - 293 .
وروى علماؤنا عن الباقر عليه السلام عن أبيه زين العابدين عليه السلام أن بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جونا بعد أيام تفوح منه رايحة المسك. راجع البحار : 45 / 23 ، ونفس المهموم : 264 .
هكذا كان شهداء الطف تفوح منهم رائحة المسك وهم في روضة جنة النعيم وملك لايبلى، فجزاهم الله عن مواقفهم أكرم الجزاء وأوفى الجزاء بعد أن رسموا الطريق وحددوا له معالمه.
https://telegram.me/buratha