قاسم العجرش
أبدلت الخاء كافا في كلمة النخبة، فرأيت المعنى أكثر إستقامة وإنطباقا على كثير ممن نصفهم بهذا الوصف الباذخ! هولاء ممن يدعون بالنخبة او نصفهم بها .. يصرون على ان يمسكوا العصا من النصف ، ويمشون بها على حبل سرك ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.. عين هنا واخرى هناك.. يواكبون الحاكم أيا كان في التزوير والتدليس وفي الخداع.. بعضهم أحترف تسويق الفشل، وبعضهم أمتهن بيع القصائد التي تلائم مدح كل حاكم جبار عنيد، أو فاشل قميء رعديد .. بعض "النخبة" يفصلون كل شئ حسب ارادة ورغبة مولاهم ووفقا لما تقتضيه مصالحهم.. وكل شئ ـ عندهم ـ مسألة فيها نظر وحتى انظار حسب المصالح والتجليات! يومنا يقول ما خلفه أمسنا، يحيا الرئيس القائد! والحاكم الحالي هو ماكانت الأمة تحلم به منذ عقود، والحاكم السابق ماكانت تعاني منه الأمة لعقود..كلام قيل أيضا في عهد الحاكم السابق، وسيقال في عهد الحاكم القادم ، وقائلوه هم "النخبة" ، نخبة ذاك الزمان، ونخبة هذا الزمان، ونخبة الزمن الذي سيأتي، إذا لم ينته الزمان بعد إنتهائكم من قراءة هذا الخروج عن النص! رجال النخبة، ونساؤها أيضا، جاهزون للبيع، جاهزية كتاباتهم للبيع، وهم يعون أن لكل شيئ ثمنا، ثمن للكلام وثمن لعدم الكلام، وثمن للكتابة وثمن لعدم الكتابة، ثمن للغناء وثمن أيضا للرقص على الأشلاء، وثمن لتقبيل يد الوالي لحظة طبعه قبلة على فخذ بغي، أو أثناء إطلاقه الرصاص على رأس صبي في كربلاء في شعبان 1991... رجال النخبة ونساؤها أيضا، يحبون الوطن فقط عندما يكونون خارجه! والباقون هنا يكتبون قصائد شوق له، يبثون لواعجهم في منثورات حزينة، فقط عندما يكون "الميز" عامرا في حانة إتحاد الأدباء، وعندما تغلق هذه الحانة يكرهون الوطن، وبعضهم يشتمونه ويصفون الحكام بالطغاة... سلام.
https://telegram.me/buratha