المقالات

دوامة الاسئلة الكبرى

723 11:24:00 2010-12-06

حافظ آل بشارة

من علامات الوعي الشعبي ان تثار في الشارع اسئلة يتداولها الاذكياء من ابناء البلد من بقالين وباعة متجولين وسواق كيات وحمالين وعمال بناء ممن تلضت قلوبهم بالفقر والحاجة وهم يسألون لماذا كل هذا العذاب ونحن متدينون وأمة صالحة ؟ يقولون ان العراق من أكثر دول المنطقة في عدد مراجعه وعلماءه و العتبات المقدسة و مواسم الزيارة مشيا وبالسيارات ، ومن اكثرها مبلغين ومبلغات يجلسون بالآلاف لكي يتلقوا تعليمات عن كيفية النصح والارشاد وهداية العباد الى طريق السداد ، وربما من أكثرها مكتبات دينية و مساجد وحسينيات وجوامع وتكيات وهيئات عزاء ومواكب ، وهريسة وقيمة وزرده وشاي العباس ، ومن أكثرها مناسبات دينية واعياد ولكثرة المناسبات يصاب المواطن بارباك في مشاعره فاليوم هو يبكي في ذكرى حزينة وعليه غدا ان يضحك ويحتفل في ذكرى سارة وهو مأجور في الحالين ، هذه الحياة الدينية الحافلة بالنشاط العبادي والاحتفالي مابين واجب ومستحب تستوعب معظم اوقات الناس فهناك محرم وصفر ستون يوما من الرثاء المتواصل حيث ذكرى واقعة الطف وما يتعلق بها من احداث ، وبعدها المواليد والوفيات للنبي واهل البيت والصحابة وربما انبياء الديانات الاخرى وهناك اشهر رجب وشعبان ورمضان و فيها الزيارات والادعية والصلوات والمناجاة والصوم وليلة القدر ثم تاتي ايام الحج بشعائرها المعروفة . ولكن يعد العراق من اكثر دول المنطقة ارهابا ورعبا وقتلا وسلبا وخطفا وتهجيرا وسطوا مسلحا وغير مسلح ، ومن اكثرها أحزابا ومجموعات متصارعة وفوضى واختلافات واجتهادات ، وهو من اكثر دول المنطقة تعرضا للتدخل الاجنبي فمن الاحتلال الى الاختراق تخوض الدول صراع مصالح على اراضيه ، وهو من أكثر دول المنطقة صحفا وفضائيات وعطشا وجفافا وحرا و فسادا في الادارة واضاعة للاموال وتبذيرا للثروة وغشا في الصناعات وتدليسا في التجارة ، ومن اقلها انتاجا واكثرها استهلاكا وافشلها تنمية ، ومن اكثر البلدان ارامل وايتاما ، ومن أكثر الناس موبايلات وشركاته هي الاكثر تفننا في سرقة الرصيد ، والمشتركون يحبون المقاطع الطريفة في الموبايل لكن اكثر الناس يتركون المقاطع المفيدة ويسارعون الى شراء وتحميل مقطع وثائقي يظهر فيه رجل مجنون يلقي خطابا لا يوجد أي ترابط بين كلماته فيقابلونه بالاعجاب بل يقلدونه ! ، وأكثر الدول تشابها في التفكير بين النخبة السياسية والمواطن العادي ولا يوجد أحد احسن من أحد بل ربما الجميع يشبهون احيانا خطيب الموبايل ، كل هذا يعني وجود خلل خفي ، لماذا لا نلمس أثرا اصلاحيا للتبليغ والزيارات والمناسبات والصوم والصلاة على فكر وسلوك الناس ، ربما هو العجز المتوارث في فهم الدين ، هذه الازدواجية جعلت مفكري الغرب يعتقدون بأن الأسلام هو سبب ما نحن فيه من عذاب وتخلف وهوان ، وهم لا يعرفون ان الاسلام رحل منذ زمن فلا وجود له في اوساطنا وليس عندنا منه الا اسمه ومن القرآن الا رسمه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2010-12-07
مالحل اذن وكل ما قلته واقع خال ومعاول التخريب اقوى من الايادي المعمرة واكثر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك