المقالات

الاستهداف والرد

711 12:01:00 2010-12-06

احمد عبد الرحمن

مرة اخرى تشهد العاصمة بغداد موجة من العمليات الارهابية استهدفت مناطق عديدة منها واسقطت عشرات الضحايا من المدنيين الابرياء بين شهيد وجريح.واضح جدا ان الجماعات الارهابية المسلحة من التكفيريين والصداميين مازالت تحاول جاهدة تعطيل الحياة في العراق وافشال وتخريب كل المنجزات المتحققة بفضل تضحيات وصبر وصمود ابناء الشعب العراقي. والجماعات الارهابية تفترض ان استهداف الناس المتكرر وبطرق ووسائل مختلفة يمكن ان يدفع الكثيرين من الفئات الاجتماعية المختلفة الى الانكفاء والعزلة ، وهو ما يتسبب تلقائيا بعدم انتظام الدوام في دوائر ومؤسسات الدولة وضعف حركة ونشاط الاسواق التجارية، وارتباك الدوام المدرسي والجامعي، بعبارة اخرى، تعطيل جزء من الفعل الحياتي اليومي في فترات زمنية كثيرة. وتفترض الجماعات الارهابية المسلحة ايضا ان أيقاع اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين الابرياء، يمكن ان يتحقق بأفضل صورة حينما يتم اختيار اوقات واماكن يكون فيها تواجد الناس وحركتهم كبيرا، كما هو الحال في استهداف الاسواق التجارية واماكن العبادة ومراكز التطوع وغيرها.ولعل اخطر شيء والذي يمثل مؤشرا على انتصار الجماعات الارهابية -لاسمح الله- هو تعطيل النشاط الحياتي اليومي بمختلف عناوينه ومفاصله ارتباطا بعميات الاستهداف المبرمج زمانيا ومكانيا، فذلك يشكل سابقة خطيرة قد لاتظهر اثارها وتأثيراتها سريعا وبوضوح، لكنها بلا شك ستولد ظاهرة سلبية تضاف الى ظواهر اخرى ينبغي معالجتها لااضافة المزيد اليها.في ذات الوقت فأن البحث من قبل الاجهزة الحكومية المعنية عن وسائل وسبل اكثر عملانية لمواجهة الارهاب بشت ىاشكاله واساليبه وصوره ، يعد من صلب واجبات الدولة، اذا افترضنا ان من ابرز واهم واجباتها هي الحفاظ على حياة المواطن وتجنيبه شرور الارهابيين والقتلة والمجرمين.ولاشك ان مهمة من هذا القبيل، وفي ظل اوضاع معقدة وشائكة الى حد كبير تبدو مهمة ثقيلة للغاية، وهو ما يحتم على المواطن ايا كان موقعه ومستواه ان يكون مساهما في تلك المهمة، وعاملا مساعدا للدولة -الحكومة- وبالتالي يكون رقما ايجابيا وفاعلا في معادلة الصراع بين الاخيار والاشرار، لكن يبقى الدور المحوري الاساسي هو للاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية التي ينبغي عليها ان تطور اساليب عملها وفق معيار المنهية فقط، وان تراجع بأستمرار خططها، ولاتكون خططها وتحركاتها عبارة عن ردود افعال قد لاتجدي نفعا بالمستوى المطلوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك