كريم عيسى
لبس العراق والعالم الإسلامي حلّة السواد وعمّ الحزن قلوب المؤمنين والأحرار في العالم وذلك مع حلول شهر محرم الحرام ، هذا الشهر الذي فجع فيه المسلمون وأحرار العالم بمصيبة قتل سبط الرسول الأكرم (ص) الإمام الحسين (ع) وأولاده وأصحابه على يد زمرة الضلالة والانحراف بقيادة يزيد بن معاوية ، يزيد هذا الرجل الذي تأمّر على المسلمين زورا وبهتانا وبالقوة العسكرية الغاشمة لمدة ثلاث سنوات فكانت بحق سنوات عجاف وقهر وعار على الأمة الإسلامية ،فكان أن رشق الكعبة المقدسة بالمنجنيق واستباح المدينة المنورة وهتك أعراض الناس فيها وختم ولايته السيئة هذه بقتل سبط الرسول الأعظم الإمام الحسين وسبي نساءه وأطفاله من الكوفة الى الشام ثم الى المدينة في سابقة خطيرة في تاريخ الإسلام وتاريخ الإنسانية .لم تكن الفاجعة الأليمة التي شهدتها كربلاء في عاشوراء ، لم تكن حدثا عابرا ولا نزوة آنية ، وإنما كانت عملا عدائيا مدبرا استهدف الإسلام المحمدي من جهة ، ومن جهة أخرى كانت واقعة الطف فعلا ثأريا أراد يزيد من خلالها أخذ الثأر لما لحق بآباءه وأجداده من الخسائر وتراجع النفوذ على يد صفوة رجال الإسلام الأوائل وفي مقدمتهم علي بن ابيطالب وأولاده وأهل بيته الذين وجهوا الضربات الماحقة لأوكار الضلالة والكفر بأمر من الله تعالى وتبليغ رسوله الأكرم .وبالتأكيد فانه لايختلف اثنان على شجاعة علي وإيمانه الشديد بالرسالة الإلهية وقوة إسلامه وصدقه وهذه كانت قد مكّنت الرسول الأعظم من المضي برسالته ونشر الإسلام في أصقاع المعمورة فضلا عن كونها أعطت الحماسة والإقبال لدى بقية المسلمين من الذين أصابهم الوهن والضعف في العديد من المعارك والفترات نتيجة فتوة الدين الجديد .واليوم ونحن نعيش في العراق أيام الحزن واللوعة لهذه المصيبة الجلل فاننا على ثقة بان أبناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم وأطيافهم أكثر عزيمة من أي وقت مضى في الدفاع عن الحق والمثل العليا والتصدي لأعداء الله والوطن .
https://telegram.me/buratha