محمد رشيد القره غولي.
أن الجيل الذي ولد في الثمانينات و التسعينات، جيل يحتاج البعض منهم إلى إعادة نظر في ثقافتهم، لان الذي نلاحظه اغلب العمليات الإرهابية التي تحدث فاعليها من هذا الجيل، و هو في الحقيقة ضحية الفكر الهمجي الذي يثقف على أعمال العنف تجاه الأبرياء.كما أن جيل الثمانينات فتح عينه على الحروب آنذاك، و أكثرها تأثيرا هي حرب الخليج الأولى. أما من ولد في تسعينات القرن الماضي، فقد عاصر مرحلة صعبة شهدها العراق مما جعله فريسة سهلة أمام تلك الحركات التكفيرية التي أخذت منهجيتها من ذاك الفكر الذي يدعو إلى قطع الأعناق، ذاك الفكر الأموي البغيض. أما المولدون في الألفية الثانية، فهنا المشكلة أن لم نعدهم ليكونوا في ظروف جيدة و مناخ صحي يجعل منهم ابناءا أبرارا للبلد الذي ينتمون إليه.اغلب آبائهم من ذلك الجيل المتأثر بتلك الحروب، فهم أيضا في النهاية ضحية تربية خطا اكتسبوها من آبائهم. و كما أن تلك الأجيال تأثرت بالمناخ الذي عاشوه فعلينا أن نعد العدة لتنشأتهم في مناخ يفرض فيه القانون، و العمل على أن لا يكون منهم مشردا أو لديه عوزا ماديا. لان السبب هو الفقر في اغلب الأحيان مما يدفع البعض منهم إلى أن يتهجه نحو المال السهل من سرقة أو قتل. على الحكومات اليوم أن تنظر في هذه الأجيال بتمعن ـ أن أرادوا أن يدفعوا بعربة البلد نحو الإمام ـ و تنشأت الجيل الصالح الذي سيبني بلدا تُكرم فيه الإنسان، و هذا لا يأتي إلا بتطوير المنظومة التعليمية و الثقافة الدينية، و يشترك معها الإعلام، و كل شخص من أبناء البلد. لان الأمور لا تستقيم إلا بتكاتف السواعد للوصول إلى مناخ يسوده العدل و نبذ كل مظاهر الظلم بإشكاله القبيحة. يناط بوزارة التربية و التعليم إعداد دراسة واقعية لأحوال المنتسبين إليها و خصوصا المعلمون و المدرسون، فهم اليد اليمنى لهذه الوزارة، و تطوير عملهم بإعداد دورات تثقيفية و إتباع أفضل مناهج التقدم الفكري، و الاستعانة برجال الدين و خصوصا الحوزة العلمية في النجف و الوقف الشيعي و السني، لنصل إلى تكامل في منهجيتنا التي نريد بها تغيرا جذريا لتلك المفاهيم و الثقافات الدخيلة و ثقافة حزب البعث الغاشم. و لا ننسى كيف الزمن احدث تلك الأخاديد الجوفاء في أفكار الاجيال السابقة التي رسمت لنفسها مفاهيم بدا الدهر يحولها إلى تراث دخيل على الإنسانية، فكما الشيوعية سقطت و سقط قادتها مع ذلك بقي البعض يرفس ليلفظ أنفاسه الأخير و مجاهدا لجعل منها المنهج الإنساني الكامل لقيادة المجتمعات على هذه المعمورة. لكن كان الفشل سريعا. و هذا ما نريده لتنشأة جيل ينعم بمفاهيم تناغم الفطرة السليمة، و يكون ذو عقيدة قوية، تجعل منه إنسانا يدنوا من الكمال شيئا فشيئا، و بتقدمه يزدهر الفكر و البلد على حد سواء.
https://telegram.me/buratha