احمد عبد الرحمن
مع بزوغ تباشير هذا اليوم نكون قد ودعنا عاما هجريا، واستقبلنا عاما اخر، ولاشك ان لهذا التحول والانتقال دلالاته ومعانيه الكثير والكبيرة لانه يؤرخ لواحد من ابرز واهم الاحداث التأريخية للكيان الاسلامي، الا وهو هجرة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) وما انطوت ذلك الحدث على مضامين واهداف ودوافع عظيمة، بأعتباره لم يكن قرارا شخصيا او خاصا، وانما كان قرارا الهيا.نقطة التحول التي مثلها حدث الهجرة النبوية الشريفة، كان من شأنها ان تعزز وترسخ وتثبت اسس وركائز ومقومات الدين الاسلامي الحنيف، وتعطيه بعدا شموليا وعالميا كان لابد منه حتى تتجاوز الرسالة السماوية الخاتمة حدود الجغرافيا الضيقة، وتمتد الى مختلف اصقاع المعمورة ويصل صدى صوتها الى كل الشعوب والامم في مشارق الارض ومغاربها. تلك الرسالة التي لم يكن لها ان تبقى وتستمر وتستقطب ملايين الناس من مختلف الاجناس والالوان والاوطان لولا تضحيات كبرى قدمها اشخاصا ارتفعوا وترفعوا عن كل ملذات الدنيا وبهارجها ومغرياتها، وكانوا في سلوكياتهم ومنهجيات حياتهم قدوة لاصحاب المباديء ودعاة الحرية والثوار وبناة الامم والمجتمعات على الاسس والمفاهيم الصحيحة والصائبة.انهم اهل بيت النبوة الاطهار عليهم السلام، الذين مازالوا وسيبقون على مر الازمان والدهور والعصور حاضرين ليس فينا نحن المسلمين، بل حاضرين في الانسانية عموما.واليوم، وفي كل عام، ونحن نشهد اطلالة عام ميلادي جديد، نعيش ذكرى واقعة تأريخية اخرى مثلت هي الاخرى نقطة تحول عظيمة في تأريخ الانسانية، وتأريخ الاسلام على وجه الخصوص. الا وهي واقعة الطف الذي كان احد اهل بيت النبوة الاطهار رمزها الخالد، انه سيد الشهداء وابي الاحرار الامام الحسين بن علي عليهما السلام.ليس غريبا ان توحد ثورة الامام الحسين، وما حملته من قيم ومباديء عظيمة ،مجتمعات وشعوب تختلف وتتقاطع فيما بينها في الكثير من العناوين والمضامين.وليس غريبا ان لايتوقف نزيف الدماء الطاهرة على امتداد اربعة عشر قرنا من الزمان حتى لاتجف الدماء الطاهرة التي سالت في كربلاء قبل الف وسبعمائة وواحد وسبعين عاما.
https://telegram.me/buratha