لا أحد يعرف متى تعلن الحكومة الجديدة ومن هم اعضاؤها وماهو شكلها ، ولكن ما تسرب عن اجتماعات الكتل يؤكد ان الحكومة المقبلة ستقع في ما وقعت فيه الحكومة الماضية من محاذير ، فالمبدأ المتبع حاليا في تشكيل الحكومة لا يعتمد الشعارات القديمة مثل الكفاءة والنزاهة التي تبخرت وعاد الجميع الى لغة الاسترضاء ، المعنيون بالامر اصبحت مهمتهم الآن لجم غضب الشركاء وتقديم رضاهم على رضا الله او رضا الشعب ، يأمل الجميع صيدا وفيرا ومن لم تسعفه الوزارات الحقيقية سيجد ضالته في الوزارات المختلقة التي يتم تاسيسها للارضاء ، وبسبب هذا الاسلوب ستلحق بالعملية السياسية اضرار خطيرة اهمها :
1- لا يمكن الجمع بين الاسترضاء وتطبيق مبادئ النزاهة والكفاءة والاختصاص التي نودي بها كشروط لشغل الوزارات من باب الزينة في الخطاب فيصبح تطبيقها امرا خاضعا للصدفة في ظل هذا النهج .
2- سوف تستحدث وزارات لا حاجة للبلد بها لان التوافقات تحتاج الى موقع وزير اضافي لكن الشعب لا يحتاج الوزارة ! خاصة وان الوزارات القديمة لم تقدم له شيئا فكيف بالجديدة .
3- هذه الطريقة في التشكيل تكرس ظاهرة تسييس الحكومة مع انها دائرة كبيرة وجدت للخدمة وليس للامارة والترؤس وصناعة الامجاد الشخصية وحقل تجريب للمحاصصة السلبية.
4- زيادة عدد الوزارات يعني زيادة في الانفاق الحكومي غير المفيد فهي تتطلب مزيدا من الاموال والموظفين والسيارات والمباني وأفواج الحماية واغلاق شوارع جديدة ونصب سيطرات وحواجز لوزارة وهمية لا تحل ولا تربط .
5- سيؤدي ذلك الى تشتيت القرار وتعقيده داخل مجلس الوزراء اذ يزداد عددهم وتزداد رؤاهم وتتسع خلافاتهم ويصبح انخاذ الاتفاق بشان مختلف القضايا اكثر صعوبة .
6- سيظهر تقاطع وتنازع في الصلاحيات بين الوزارات الاصلية ووزارات الدولة المضافة ذات الوظيفة المماثلة ، مثلا وزارة الخارجية ووزارة الدولة للشؤون الخارجية وقس على ذلك .
7- سيؤدي هذا الاسلوب الى تدمير مصداقية السلطة التنفيذية عندما يرى الجمهور ان الوزارات الحقيقية تختلط بغيرها من الوزارات الارضائية ويتساوى الوزراء من النوعين في الصوت والموقف والقيمة الادارية والسياسية .
8- هذا الاسلوب يتنافى مع دعوة معظم الكتل سابقا الى ترشيق الدولة واختصار الوزارات والمؤسسات لتركيز العمل وتقليل الانفاق وتسهيل المتابعة ومعالجة الترهل والتشتت . يفترض ان تثير هذه الوقائع غضب الذين طالبوا بان تكون الحكومة حكومة خدمة ومهنة بعيدا عن التسييس والتدليس ، هذه الطريقة في تشكيل الحكومات طريقة لا يمكن هضمها او التغاضي عنها خاصة بالنسبة الى بلد عانى الامرين من المحاصصة الاجتماعية او الطائفية فيما يسود الدول الحديثة اسلوب الاغلبية السياسية ، وهو في العراق اسلوب ينفع الناس ويضر الساسة لذا يجب اعتباره غير ملائم لنا بسبب اوضاعنا الحرجة التي ستبقى حرجة الى يوم يبعثون .
https://telegram.me/buratha