وليد المشرفاوي
إن إصرار بعض الأطراف الداخلية والخارجية على موقف يتسم بالعداء ضد المجلس الأعلى, ولا تكاد تلعب التطورات والمتغيرات أي دور في إزاحة وتحريك ذلك الموقف الثابت بغطرسة واضحة ,رغم إن تلك التطورات خلقت معطيات على الساحة أسهمت في تغيير الكثير من المواقف والأحكام بحق الكثير من الجهات الأخرى المشاركة في العمل السياسي مع أنها هي نفسها لم تتغير في شئ يذكر على خلاف المجلس الأعلى الذي تخلى جناحه العسكري (منظمة بدر) عن سلاحه طواعية ومارست العمل السياسي كمنظمة مدنية وأثبتت حرصها ووطنيتها وإخلاصها لبناء العراق بعد التخريب الذي لحق به ؟ .وبتقليب أوراق التاريخ القريب تاريخ السنوات القليلة ما بعد التغيير نقع على بعض المفردات الهامة فقد تكون صغيرة ولكن أصبح الآن لها دور كبير في توضيح ملامح الصورة وفهمها ,إن اتهامات المجلس الأعلى بالطائفية والتخوين وغيرها ما كانت لتكون لو إن المجلس الأعلى ليس حركة جماهيرية عقائدية يحمل هما إسلاميا معتدلا يدافع عن حقوق المظلومين والمضطهدين ويتبنى طرحا واضحا للحفاظ على العملية السياسية وتعزيزها ونبذ لغة السلاح والعنف , إن المحاولات التي باءت بالفشل الذريع للنيل من المجلس الأعلى بهجمات إعلامية شرسة كانت تهدف إلى تقليص نفوذه المتزايد في أوساط الجماهير ,إن حملات التضليل والتشويه لتاريخ المجلس الأعلى ودوره في خدمة القضايا الوطنية تنتجها ماكنة إعلامية ضخمة تفوق في قدراتها قدرات بعض الدول , وهو ما يعزز القول إن إطرافا خارجية تقف وراء تلك الحملات وهو تحرك يقع ضمن إطار جهود تقويض العملية السياسية والأدوات الفاعلة في بنائها, وقد غدا معروفا إن هناك أنظمة إقليمية معادية للوضع الجديد تنطلق من منطلقات طائفية وسياسية معادية للعراق ككل , والاستهداف المتصاعد للمجلس الأعلى يأتي لأسباب يمكن حصرها بالاتي:أولا:- إن المجلس الأعلى حركة جماهيرية عراقية وطنية غير خاضعة لتأثيرات الحكومات والقوى المعادية للشعب وهي مؤمنة بمبادئها الإسلامية والدفاع عن أغلبية الشعب المظلوم , تستمد قوتها من جماهيرها في مختلف أنحاء البلاد , إن المجلس الأعلى بكلمة واحدة هو حركة جماهيرية عقائدية مدججة بالإيمان العقائدي لمدرسة أهل البيت (ع) وهذا يغيض الطائفيين والبعثيين الصدامين والقوى الإرهابية وكل من لا يريد الخير للعراق وشعبه , لهذا فلا شك انه سيكون هدفا لحملاتهم التشويهية والدعاية المغرضة التي تعتمد الأكاذيب والافتراءات والتهم الزائفة.ثانيا:- يعتبر المجلس الأعلى ركنا أساسيا من أركان البناء والتنمية السياسية ويحتل مساحة واسعة وثقلا حاضرا في الساحة , وبما إن هناك أعداء مستميتين دأبوا خلال السنوات الماضية منذ ما بعد التغيير وإسقاط النظام على رفض المعادلة الجديدة في حكم العراق ومحاربة تغييرها والتلاعب بها ,ومن هنا فاستهداف المجلس الأعلى يأتي في سياق الاستهداف المقصود لبناء العراق الجديد ومحاولة النيل منهم وفصل أو توهين الارتباط بين هؤلاء البناة وقواعدهم الشعبية.ثالثا:- التزام المجلس الأعلى بخط المرجعية الرشيدة وامتثاله لتوجيهاتها العامة وهو ما يفجر حقد وضغينة الأعداء وخشيتهم من أن أية مخططات مستقبلية تستهدف وحدة البلاد ومستقبلها السياسي والاجتماعي لا يمكن أن تمرر بوجود التأثير القوي والمتغلغل في عمق المجتمع للمرجعية المباركة لهذا فالعمل على ضرب وتشويه واستهداف المجلس الأعلى الذي يستمد وينهل من فكر وتوجيهات المرجعية يصبح أمرا لابد منه في حسابات مصالح هؤلاء.المشروع الذي يتبناه المجلس الأعلى ليس مشروعا سياسيا صرفا بل هو مشروع الحياة , ويرتبط بأبعاد ثقافية وفكرية وعقائدية , كما انه يرتبط بالجانب الإنساني والتنموي والخدمي لأبناء الشعب العراقي , تلك بعض الأسباب التي تجعل المجلس الأعلى دون غيره مستهدفا من قبل وسائل إعلام معروفة التوجه ومرتبطة بأجندات لم تعد خفية على أبناء شعبنا.
https://telegram.me/buratha