الحلقة الأولى مصطفى الهادي
يدعوهم للقتل فيستجيبون من أحد أكبر معاجز الثورة الحسينية أنها ولحد هذا اليوم لا زالت تحتوي على أسرار عجيبة ، وأمور غريبة وخصوصا في مفردات خطب الإمام الحسين (ع) ، وكذلك من معاجزها أن ثورة الإمام الحسين غضة طرية مهما قلت بحقها ومهما نسبت إليها فإنها تتمدد حتى تستوعب ذلك القول إو هذا الكلام ولا نبالغ إذا قلنا ذلك لأن معطيات الثورة الحسينية هي الشاهد على ذلك وعلى طول مسيرة التاريخ الإسلامي . ومن أراد أن يعرف المزيد من أسرار هذه الثورة المباركة فعلية بما جاء على لسان النبي الأمي (ص) وأوصيائه من بعده فهم وحدهم أناروا لنا ما غمض من أسرار هذه الثورة . وأحد أسرارها الغريبة ما نراه في دعوة الإمام الحسين من خلال خطبته عشية خروجه من مكة وقد تبعهُ جمع كثير من الناس فقام خطيبا فيهم وقال : ( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة .. . ألا ومن كان فينا باذلا مهجته . موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ) . والسر في ذلك يكمن في غرابة الدعوة التي وجهها الحسين (ع) لمن تبعهُ من الناس ، وهي دعوة غريبة في تاريخ الثائرين . فلا يمنيهم الحسين بملك أو سلطان أو جاه أو مال كما يفعل من يُريد كسب الأنصار إلى دعوته . إنما يدعوهم للقتل ! وهذه خصوصية تتميز بها ثورة الإمام الحسين (ع) عن غيرها من الثورات التي قامت . ولو خرج مع الحسين ناس يومئذ يُريدون الدنيا وليس وجه الله ، ويطلبون المال والسلطان لأخلّوا بهذه الحركة وأفقدوها تأثيرها العميق الخالد الذي أكسبها لمعانا وشهرة غطت من خلاله على كل الثوارت التي سبقت أو جاءت بعد هذه الثورة .
https://telegram.me/buratha