محمد جواد/ مثقف عراقي
كثير هم الذين رافقتهم وعملت معهم من المثقفين, لكن لم يلفت انتباهي اي مثقف مثلما شغل بالي ذلك الرجل النحيف الطويل القامة صاحب الموهبه الربانية, ذلك الرجل الذي يتنقل بين ساحات الجهاد في الاهوار والجبال وبين المنتديات الثقافية, ذلك الشاعر الاديب جابر الجابري الذي لم تنصفه الحكومة ولم يعطي حقه كرجل سياسي ومثقف له باع طويل في مجابهة الفيالق العفلقية, والغريب ان العرب والغرب تحتفي به بينما التهميش يلاحقه في بلده العراق ،مهمش من قبل الدخلاء على الثقافة والسياسة .في خزانتي وذاكرتي جميع اسفار ودواوين وادب ونضال الجابري وايضا في خلدي عرفت الجابري يحمل سلاحه بين قصبات الاهوار ولم يكتفي بذلك بل وطأت قدمه جبال العراق الشماء ليشارك اخوته للتصدي لمجرمي صدام دفاعا عن الحرية والمظلومين.اليوم بدأ مثقفي العراق يتظاهرون ويطالبون بأخراج الوزارة من المحاصصة الطائفية ،وهذا من حقهم بالطبع فالثقافة يجب ان لاتخدم طائفة او حزب معين لان الثقافة تمثل كل الاطياف والالوان العراقية, وانا على يقين ان احد الاسماء التي تم طرحها في الاوساط الثقافية اسم الشاعر جابر الجابري الذي شهدت الثقافة على يديه بعد هروب اسعد الهاشمي افضل حالاتها ، وبدأ ومن معه من المتمرسين في الحقل الثقافي محاولة انقاذ الثقافة مما حل بها من نكبات ومازال يعمل على ذلك ، فهذا الرجل المستقل العصامي الذي يعمل بنكرات الذات, شق امواج الفتن وبحر في اعماق البحار لينتشل ثقافتنا ويعيد لها للثقافة مجدها المغيب لسنيين طويلة.وبصفتنا كمثقفين نطالب الحكومة العراقية بأن لاتعيد الخطأ الذي ارتكبته سابقاً بوضع الرجل غير المناسب في المكان الغير مناسب فللثقافة رجالها الذين يريدوا للثقافة العراقية ان تخط اسمها على الخارطة الثقافية العالمية .نحن نعرف ان العراق يحفل بالاسماء الثقافية المهمة والتي لها تصورات وخطط مدروسة والكل مرحب به لترشيح من يراه مناسباً لكن أليس من الانسب لنا ان نرشح شخصاً بدأ فعلاً بتنفيذ خطط وخطوات وضها هو واراد ان يكملها لكن دخول الوزارة ضمن المحاصصة جعلته يتوقف في المنتصف لكنه اليوم نراه نحن كمثقفين الاجدر لاكمالها فشاعرنا الجابري يريد ان ينهي مابدأه من مشاريع ثقافية لو طبقت لأنجلت الضبابية التي اعتلت وجه ثقافتنا ، لكننا كلنا أمل ان تأخذ الحكومة العراقية ومثقفينا كل هذا بنظر الاعتبار للنهوض بالعملية الثقافية .
https://telegram.me/buratha