قاسم العجرش
من المثير للأنتباه ان داروين حينما بدا بكتابة نظريته المثيرة للجدل، والذي باتت ما يعرف بنظرية أصل النواع، كان قد وجه بصره وبصيرته نحو الأرض، نحو أبسط الكائنات التي تدب على سطحها، نحو الحشرات بالتحديد، وكان بحثه في البداية قد أنطلق من نملة تسحب خنفساء أكبر منها حجما بعشرات المرات، حينها كان يدور في راسه مبدأ واحد أعتنقه هو صراع الأضداد، الذي أفضى الى مبدا أكثر تركيزا هو مبدأ البقاء للأصلح، ومن ثم مبدا الأنتقاء أو الأنتخاب الطبيعي، كان داروين متطرفا في آراه، لكنه وجد من وثق بها، وأعتقد داروينأن البقاء للأصلح وأن الكائن غير الفاعل يتنحى وجودا لصالح الكائن الأكثر فعالية، وأن العضو من جسد ذلك الكائن الذي يتعطل أو لا يعمل يتنحى نسبيا، كان داروين يقول أن الأنسان كان له ذيل شانه شان القرد الذي يرى داروين انه جد الأنسان، وأن ذيل الأنسان قد تنحى وأضمحل ولم يعد له وجود لأنه لا يحتاج الى ذيل في توازنه كما يحتاج القرد، ومع أن داروين لم يوضح اللحظة التي أفترق بها الحفيد الأنسان عن جده القرد وصار بلا ذيل ولماذا فقد الحفيد الذيل؟!، وأنه لم يوضح اللحظة التي تكلم فيها الحفيد، فيما بقي القرد الجد (يهوهو)، لكنه ـ أي داروين ـ بقي مصرا على أن اصل الأنسان قرد، وأن أصل السلحفاة سمكة وأن أصل الباقلاء هندباء...وفي كل مباحثه التي سطر أولها عام 1844 نحى داروين الأيمان بالخلق وفقا لما ورد في الأديان السماوية، كان يقول ان الغرائز هي التي تقود التصرفات وليس القيم التراكمية هي العنصر الفاعل في البناء الانساني، لقد أمحى داروين أثر التاريخ الأنساني، وثبت أثرا لتاريخ قردي!..داروين لم يكن ملهما، ولا ينطق عن وحي، بل أنه رجل وظف خياله بتزاوج مع منطق كان سائدا..ومع أن أصل "محمد" هو "أحميد" وأصل "أحميد" هو "حمودي"، فقد ثبت حديثا أن هناك أمكانية مؤكدة لأن يولد أنسان من غير عملية تناسل، مثلما ولدت النعجة دولي،وذلك عبر الأنقسام المتكرر لخلية جذعية، وهذا بالضبط ما كانت تقوله الأديان السماوية، وما بات يؤمن به الآن علماء الغرب بقوة وتمسك، إلا أن جماعة داروين من اليسار العراقي مازالوا يعتقدون أن نظرية الأنتخاب الطبيعي ستسود، وان اصل الأنواع يحتم البقاء للأصلح، وان الأصلح هو الزحلاوي و (مرينا بيكم حمد وأحنا بقطار الليل). سلام
https://telegram.me/buratha