مصطفى الهادي
التحليل الغربي لظاهرة الجمهور : أثبت علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي استحالة السيطرة على التجمعات الكثيفة ، والمحاذير الوهمية التي تسجلها الدراسات الغربية للجمهور حين تسم سلوكه باللاعقلانية ، حيث تفترض هذه الدراسات نزوع الجمهور إلى التخريب والممارسات العدوانية حال تجمعهم ، وضربوا مثلا لذلك جمهور كرة القدم ، والحفلات الغنائية العامة والتظاهرات. حيث يخرج الجمهور عن السيطرة وتقع الضحايا الكثيرة وتصاب الدولة بخسائر مادية هائلة جراء هياج الجمهور.وصياغة السلوك الجمعي : هو أهم ما تقوم به الشعائر الحسينية . وهو ينسف تلك المحاذير الوهمية التي تسجلها الدراسات الغربية . مكنت القضية الحسينية الجمهور الحسيني من المسير وراء راية واحدة تصلها بلواء التوحيد . وليس هذا حكرا على القضية الحسينية بل نرى الانضباط في كل الشعائر الإسلامية وهو ما نلاحظه في الشعائر الأخرى كالحج صلاة الجمعة والجماعة حيث يلتقي الجميع من دون النظر إلى المراكز والمواقع الاجتماعية فلا غني ولا فقير . وقد أعطى التنظيم التلقائي انطباعا خطيرا في الغرب تجاه قضية الحسين (ع) حيث باتت قوى الكفر تخشى هذا التنظيم الذي ينتظم بدون أن يكون لأحد يدٌ فيه . فالناس تتجمع تلقائيا وفي كل بلدان العالم لتشكل مسيرات مليونية من دون وقوع مشاكل . بينما يقوم قادة التغيير الاجتماعي بجهود جبارة وصرف الأموال الطائلة لإيجاد تنظيمات اجتماعية يعملون من خلالها . ونحن نملك تنظيما لا يكلفنا شيئا . إن دراسة الغرب لظاهرة الجمهور الحسيني جعلتهم يشنون الحرب على كل ظواهر المآتم الحسينية عن طريق عملائهم من رجال الدين والزعماء السياسيين . ومن أهم معاجز ثورة الإمام الحسين (ع) أنها قامت بترسيخ الهوية الشيعية وتعميق انتمائهم وولائهم لأهل البيت (ع) فبعد أن كانت قلوبهم مع أهل البيت وسيوفهم عليهم أصبحت القلوب والسيوف مع آل البيت . أليس ذلك من أسرار الثورة الحسينية .
https://telegram.me/buratha