المقالات

حل سحري باستخدام الديكور

971 11:54:00 2010-12-13

حافظ آل بشارة

عاد الجدل بشأن تعريف مجلس السياسات الاستراتيجية ووظائفه ومن هم اعضاؤه ، وجد المجلس لارضاء القائمة العراقية باعتباره دائرة ذات اسم كبير ، وحماية كبيرة وسيارات ذات زجاج مضلل ، وسيارات أخرى تحمل ديمتروفات متوسطة ، وشبان متوترون ذوو ملابس مرقطة ونظارات سوداء يحملون اجهزة لاسلكي وعدة قطع من السلاح في آن واحد ، وشارع رئيسي تغلقه الحواجز الاسمنتية وعدة سونارات مغشوشة يحملها جنود في المداخل والمخارج وانتهى الموضوع فهذه من علامات الرئاسة في ثقافة القائمة العراقية وليس مهما ماذا يعمل المجلس المذكور وما هي صلاحياته . يعتبر هذا المجلس المختلق اكبر عملية استرضاء سياسي في تاريخ الحكومات ، ولكن ما زالت هناك اسئلة تثار حول الموضوع : لماذا تحتاج القائمة العراقية الى ترضية ، هل كانوا غاضبين ولماذا ؟ ألم تعلن المحكمة الاتحادية بأن التحالف الوطني هو الكتلة النيابية الاكبر التي تشكل الحكومة ؟ هل توجد مشكلة في هذا الموضوع ؟ اذا كان قرار المحكمة باطلا فيجب على العراقية التي تضم حشدا من القادة المناضلين ان لا تكتفي بالزعل بل عليهم ان يعلنوها حربا على النظام الجديد لانه يتلاعب بالدستور ، ومثلما كان علاوي محاربا عنيدا لنظام صدام بامكانه ان يواصل حربه ضد نظام سياسي خطير كهذا ، واذا قبلوا بالترضية مقابل ما يعتقدون انه خرق دستوري فهي خيانة للوطن والمبادئ والقيم ، أما اذا كان قرار المحكمة صحيحا فليس من حقهم ان يغضبوا ليحتاجوا الى ترضية ! هذه العملية اذن تجري لارضاء قوم ليس من حقهم ان يغضبوا او يعترضوا وزعلهم ليس في محله عرفا او قانونا ... ربما هناك من لا يفضل العودة الى مثل هذه السجالات لكن آخر الأخبار تدل على ان هذا المجلس تحول الى مشكلة وليس حلا فقد يسبب أزمة سياسية جديدة وقد يؤخر تشكيل الحكومة مدة اخرى لأن الاتفاق حول اعماله وصلاحياته لم يتم حتى الآن ، ويبدو ان محاولات تجميع اعمال لهذا المجلس قد فشلت فالفكرة تقوم على اساس توسيع مفهوم مجلس الأمن الوطني واضافة صلاحيات اخرى له مأخوذة من الوزارات ، بحيث يشعر رئيس المجلس انه اعلى من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وغيرهم ، وتوفير هذا الشعور امر ممكن من خلال حضور الجميع اجتماعات المجلس وجعل مكان رئيسه من ناحية الديكور يتصدر القاعة ويمكن زيادة ارتفاع الكرسي عدة سانتيمات وتنزيل كراسي الآخرين واضافة مطرقة وعلم وشابين يقفان بكامل اناقتهما بلا مبرر على الجانبين ، وعدم الكلام الا بأذن مسبق وتغطية الجلسات ببث مباشر ، اذا توفرت هذه الأجواء يمكن ان يتأسس هذا المجلس ويزدهر ويتواصل دون الحاجة الى تخطيط او تنفيذ أو دوخة راس ، ماذا استفاد البلد من التخطيط والتنفيذ سابقا؟ فالدولة قائمة والحكومة مستمرة وكل وزارة وكل رئاسة تعرف اعمالها وترفض التنازل عنها للمجلس الجديد ، الأفضل ان ندفع بالتي هي احسن ، والمثل يقول (المايجي وياك تعال وياه ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك