المقالات

البيان الحسيني والحكومة

671 09:28:00 2010-12-14

جواد العطار

"إني لم اخرج أشرا ولا بطراً وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي, أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر" ... كان هذا هو البيان الأول لثورة الأمام الحسين وإيذانا بانطلاقتها, حيث حدد فيه الإمام الحسين "ع" أهداف الثورة وطبيعتها وآليات عملها. فلم تكن الثورة طمعاً في سلطان أو صراعاً على سلطة زائلة (لم اخرج أشراً ولا بطراً) وإنما كانت تهدف إلى الإصلاح أولا بعد أن استشرى الفساد في جسد الأمة، وبدأ ينخر في بنيانها ومقوماتها فكان لا بد من ثورة إصلاح جذري تعيد للأمة مكانتها وقيمها وتأريخها وهويتها.فالإصلاح على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي هو الهدف المركزي من الثورة الحسينية. وحيث أن الاصلاح مهمة شاقة ومعقدة تسبقها الحاجة إلى عملية كبيرة لقلع قوائم الفساد والخراب والدمار الذي لحق بالأمة نتيجة تحول النظام السياسي إلى حاكمية الفرد غير الكفوء وغير المناسب (أي الملك العضوض المتمثل ببني أمية), فكان لابد من استبدال ثقافة الإكراه والعنف والخداع والقدسية الكاذبة إلى ثقافة التحرر والحوار وقبول الآخر والمشاركة.واذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وسيلة التغيير وآلياتها الشرعية الناجحة التي قوامها الحوار ومقارعة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق, فإن هدف الإصلاح هو اعادة كرامة الامة وحريتها، لتساهم في بناء حياتها الآمنة المستقرة ...(الإصلاح في أمة جدي).واليوم، حيث الحوار قائم لتشكيل الحكومة، علينا أن نستحضر الدروس والعبر من ثورة الامام الحسين"ع", فالعراق الآن بأمس الحاجة إلى إصلاح شامل على كل المستويات. وهذا الهدف السامي لا يمكن استكماله او تحقيقه إلا بأن يأخذ الصالحون من رجالات العراق على عاتقهم مهمة الإصلاح (فاقد الشيء لا يعطيه). ومن هنا يتطلب الدقة والتفحص في استيزار الصالحين والكفوئين... (الرجل المناسب في المكان المناسب).وعلى الكتل السياسية ان لا تستغرق الوقت في من يكون وزيراً، او من لا يكون, وكم هي حصة هذه الكتلة وتلك. فالكتل عليها الانصراف والاهتمام الى دراسة برنامج الحكومة ومشروعها الإصلاحي الذي يستهدف بناء العراق واعماره واعادته الى مكانته ودوره الريادي إقليميا ودولياً.واذا كان من الأولويات العاجلة؛ حاجات الناس ومتطلباتهم وتطلعاتهم في الأمن والخدمات وايجاد فرص العمل وحل مشاكل من قبيل السكن والكهرباء؛ في المقدمة وعلى رأس الاهتمامات, فان مصلحة البلاد والعباد يجب ان تكون نصب العين متقدمة على غيرها من المصالح الاخرى. حتى نكون قد استحضرنا درس مهماُ من دروس كربلاء الحسين (ع).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك