..... طه الحسني ...
مرت تسعة اشهر على الانتخابات النيابية والحكومة لم ترى النور بعد ,, وتخللت هذه الفترة مفاوضات بين الكتل المتنافسة على السلطة ,, وعقدت تحالفات الهدف منها تشكيل الكتلة الاكبر التي تتولى تشكيل الحكومة بتكليف من رئيس الجمهورية ,, وكانت ابرز السيناريوهات السيناريو الامريكي الذي يريد ان يتولى علاوي رئاسة الوزراء لانه الاقرب لتنفيذ الاجندة الامريكية واجندة الدول العربية التي تهدف الى ابعاد الشيعة عن دفة الحكم ,, والسيناريو الايراني الذي يريد دعم المالكي لتحقيق اجندة ايرانية تهدف الى الحد من الخطر الامريكي على ايران ,, واستطاعت ايران ان تستثمر الاغلبية الشيعية في البرلمان لتنتصر على امريكا في تنفيذ اجندتها في العراق وتوحد الموقف الشيعي وتضغط على الاطراف الشيعية للقبول بالمالكي رغم معارضتهم له ولسياسته في ادارة الدولة في الولايتة السابقة .الاتئلاف الوطني العراقي المنافس لائتلاف دولة القانون شكل تحالف الكتلة الاكبر ليضع العصى في عجلة القائمة العراقية التي تحاول الحصول على رئاسة الوزراء باعتبارها القائمة الاكثر مقاعد في البرلمان ,, ومع وجود تناقض كبير بين توجهات واهداف اطراف التحالف الوطني الا ان المصلحة المذهبية جمعتهم رغم كل هذه التناقضات وكذلك الضغط الايراني ذو التأثير المباشر على قرار القيادات السياسية الشيعية ,, ولعل السيد عمار الحكيم لم يخضع للضغط الايراني الاانه في نهاية المطاف لم يعارض المشروع وحاول مسك العصى من الوسط ,, ولعله الرابح الوحيد الذي سوف لن يحرج من مواقفه وقراراته في المستقبل لانه ليس له التزام مع احد والمبادئ التي طرحها مبادئ عامة لاتتقاطع مع اهداف اياً من الكتل السياسية على مختلف توجهاتها .اما تحالف الصدريين مع المالكي يمكن ان ينفرط في أي لحظة لوجود بن شاسع بين مايريده المالكي وما يريده الصدريين ,, وهكذا حال التحالف الكردي مع المالكي المبني على المصالح الحزبية الضيقة والتي ستضع المالكي في موقف محرج بسبب طمع الاكراد في الحصول على المكتسبات ,,اما توافق القائمة العراقية مع المالكي فانه توافق مزيف مبني على تحين الفرصة للانقضاض الواحد على الاخر ,, والمالكي الاكثر احراجاً باعتبار انه يريد تخطي مرحلة تشكيل الحكومة ,, وسوف لن يستطيع الايفاء بوعوده لهم لانها تجاوزت السقف الاعتيادي .كل المعطيات تدل على ان التحالفات السياسية بين الكتل الفائزة تحالفات هشة لن تدوم وسوف تكون سبباً في ضعف اداء الحكومة وضعف اداء البرلمان والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي الذي لازال يعيش كابوس الاضطهاد وينتظر المنقذ من براثن المصالح الشخصية والفئوية وبراثن القيادات الانتهازية التي تاجرت بدماء العراقيين وسرقة لقمة عيشهم
https://telegram.me/buratha