سعد البصري
اظن إن الأيام القادمة في تشكيل الحكومة العراقية بدأت توضح الملامح الكاملة لها من حيث الهرم الحكومي الذي من المفروض أن يتم إعلانه في الأيام القليلة القادمة ، وبهذا تكون مسالة تشكيل الحكومة من الناحية النظرية قد اكتملت ولكنها من الناحية العملية قد تتأخر وقد لا تكتمل بسبب العقبات التي تواجه هذا التشكيل . وعلى راس هذه العقبات هو موضوع المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ، فقد تحول هذا الموضوع إلى عقبة كبيرة في طريق التشكيل الحكومي في العراق إذ أن هذا المجلس الذي أريد منه أن يكون احد الحلول التي ابتكرها القادة السياسيون لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد بات هو اليوم العقبة الكبيرة في طريق الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة ..! فالقائمة العراقية بزعيمها السيد إياد علاوي الذي من المفروض أن يتولى رئاسة هذا المجلس تطالب بان يكون بصلاحيات تنفيذية وميزانية مستقلة فظلا عن مائة مستشار وفوجي حماية ، وهذا ما يجده الآخرون غير منطقي وبعيد عن المطالب الوطنية ــ ولو إني اشك بذلك ــ إذ إن الصفقات التي جرت في كواليس مبادرة السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان تؤكد بما لا يقبل الشك إن من عقدت بينهم الصفقة أعطوا صلاحيات واسعة لهذا المجلس ، فالتحالف الوطني لازال متمسكا بموقفه الرافض لمنح هذا المجلس صلاحيات تنفيذية إلا في حال التصويت بنسبة 80 % حيث إن بعض الكتل العراقية وفي مقدمتها ائتلاف دولة القانون يرفضون مثل هذه الصلاحيات ويعتبرون الموضوع غير منطقي فلا يمكن إن تؤسس حكومة داخل حكومة ، على كل حال فمن يريد الحل ومن يريد أن يضع العقبات لابد عليه أن يفهم إن من لا يبحث عن المصلحة الوطنية بحق هو المعرقل .
https://telegram.me/buratha