المقالات

زينب (عليها السلام) تعتقل الطغاة بصبرها وصمودها

875 13:45:00 2010-12-15

وليد المشرفاوي

يقف المرء منبهرا متسائلا عن السر وراء الصلابة والصمود المعهود من سيرة السيدة زينب الكبرى(عليها السلام) ؟فماذا كانت تمتلك من أسباب مكنتها من هزيمة الظالم يزيد بن معاوية ومن قبله عبيد الله بن زياد , وهي المرأة المجردة من كافة الوسائل المادية ؟ حيث ليس لها أسلحة أو جيش كما يملكه هؤلاء الأوغاد.لقد ورثت تلك الفاضلة جرأة جدها وشجاعة أبيها وحكمة أمها وكرم أخيها السبط الحسن المجتبى وسيف أبي الأحرار الحسين الشهيد الذي سله بوجه المنحرفين , إذن لا يوجد سر لصلابة تلك الطاهرة سليلة النبوة والإمامة , فان زينب بنت علي (عليه السلام) ما كان باستطاعتها أبدا أن تقف أمام الطاغية يزيد متحدية إياه بكل جرأة وشجاعة قائلة له:(فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا) ما كانت لتستطيع كل ذلك لو لم تكن قد مهدت لقولتها هذه روحا مفعمة بالتقوى وجوارح ما امتدت إلى الدنس أبدا , وفي موقف كان يهابه الرجال الشجعان لقد تمكنت السيدة زينب من اعتقال الطغاة الأمويين الذين ظنوا أنهم اعتقلوها بقيودهم وتفاخرهم وغرورهم ..ففي الوقت الذي كانت فيه تعاني المرض والإنهاك والأذى وقفت هذه السيدة العظيمة كالطود الشامخ أمام يزيد قائلة له:يزيد ! إني لاستصغر قدرك ,أي أنها كانت في مستوى تستصغر وتستحقر وتستهزئ بهذا الطاغية وملكه الواسع وجبروته الشاسع وحاشيته الفاسدة , كانت عقيلة الهاشميين زينب(ع) على علم مسبق ومعرفة روحانية تامة بان الدنيا مزرعة الآخرة ؟ وكانت على مطلق الدراية أيضا بان الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين لم يأتوا إلى هذه الدنيا إلا ليقولوا للناس بان هذه الدنيا ليست هي المستقر أو المقام , وإنما هناك ثمة دار آخرة ينبغي أن يحسبوا لها حسابها الأول , وهي دار الجزاء والخلود .لقد اتخذت السيدة زينب (ع) هذه الفكرة عقيدة أساسية وسياسية في مسيرتها الخالدة , فهي حينما اقبل عليها اللعين أمير المتآمرين عبيد الله بن زياد مصرحا بالكفر قائلا :الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب أحدوثتكم ..فأجابته بالقول الصادع:الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه (صلى الله عليه واله وسلم) وطهرنا من الرجس تطهيرا؟ إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله . ثم إن السيدة زينب(ع) كانت ملازمة لامها الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) طيلة حياتها مستلهمة منها أنبل الصفات وأروعها , فضلا عن أنها كانت تشاركها حزنها على فقد الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)؟ كما إن الأمر الذي يدل على مقامها الرفيع ووعيها الواسع هو إنها هي التي روت للتاريخ الخطاب العظيم الذي خطبته الزهراء(عليها السلام) دفاعا عن حق أهل البيت ضد مصادريه وظلت زينب مراقبة للأحداث المفجعة التي مرت على أمها وأبيها وأخويها فتزيدها صلابة وصمودا وصبرا؟ ثم أنها كانت على التزام ثابت ودائم بوصايا أمها وأبيها لها بضرورة التخلق بأخلاق القران؟ فكانت نعم المرأة المجاهدة الصابرة التي انتظرت طيلة حياتها المقدسة أن تؤدي المهمة العظيمة الملقاة على عاتقها , ألا وهي صياغة ونشر مظلومية وحركة الإمام الحسين (ع) الثورية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد صادق وذكراك زينب عز الطفوف ورمز الوفاء
2010-12-17
ثم ورحت وزيــن عــــبـــاد الورى تبيدي الطــــغـــاة ومن أجـــرمــــوا لأنت ونورك كــبـــرى النساء مـــنـــار من الهــــــدي يـســتـلهم وعاصرتي خمسا من الأولياء عليا وشبلاه والسجادومن لكــــل علوم الورى بــــــــاقــر مغنم كفاك شموخا بأنك كنت بطف الحسين جبالا من العــز والصبر والمكرمات بسفح رباها تتيه الشموس فمن أكرم؟ فألف ألف سلام وكوني ســـــــــيـدتــــي لنا الــشــافع المكرم علوتي دروس الطفوف الطفوف ومنك نساء السمو علا تتعلم
حميد صادق وذكراك زينب عز الطفوف ورمز الوفاء
2010-12-17
ثم ومن ذا في الورى كلهم زينب له الجد طــــــــــــــه وهل دونه أعظم كأني أراك بأرض الطفوف تباري الجبال تباري الشموس ومن أسنم كأني أراك بجنب الحسين حشـــــودا من الــــعــــــــــــــــز لا تـثــلم كأني أراك وذل العدى كنـــــار تـــلظـــــى بهم لهــم تــرجـــــم كأني أراك وصحب الحسين حشودا من الـنـــــــــــــو ر لا تـــظــلــــم وأني أراك وال الحسين ســـماء من الشــــــــــم بل أســـــــنم ورحت تلظي شمور العدى بنـــــار جــــهـــنــم من دونها أرحـــم ثم
حميد صادق للأولياء الطهر دوم معانق
2010-12-17
ياسيدة الطــف الأزهــى وســيدة الصــــبر الأوفـــــــى يا زيـــــنـــــب الكـــبرى يا بنت المــطــهريـــن الــعـــلى أذا الصبر بارى بعز الشموخ فمن ذا ســـــواك له المعــــلم وأن شع للعز نور الشموس فمن ذا ســــــواك له الأنــجــم وأن كان للسبط من شاهقات الصحاب فمن ذا ســـــــــواك له الأفخم أزيــنــب هل في سماك يجول القريض فيلقى ســــــواك له الأكــــرم فمن ذا سواك أتت فـاطـمـــا ومن ذا سواك لكرار كل العلى معلم ومن ذا سواك في الورى كلهم له الجد طـــه ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك