احمد عبد الرحمن
في ملحمة الطف الخالدة التي تتجدد صورها وابعادها الانسانية العظيمة في كل عام وفي وفي كل زمان وفي كل مكان، دروس وعبر تختزن الكثير من المعاني والدلالات.في ملحمة الطف الخالدة نجد الشجاعة وقوة الارادة ووضوح الهدف وصدق النوايا لدى ثلة من الناس شخصت طريق الحق وقررت ان تسير فيه الى النهاية بصرف النظر عما يمكن ان تواجهه من مصاعب واخطار، وبصرف النظر عما يمكن ان تصل اليه من نتائج على الصعيد المادي الملموس.في ملحمة الطف الخالدة نجد التضحية بأنصع صورها واعلى مراتبها.. من الصغير الى الكبير.. من المرأة الى الرجل.في ملحمة الطف الخالدة نجد الطاعة الحقيقية للقائد الرباني، التي تعبر عن الطاعة الالهية، والالتزام بالتكليف الالهي، وعدم وجود ادنى حيز للمزاج والرغبة الشخصية ونزعات الانا.في ملحمة الطف الخالدة نجد صرخة الحق تقض مضاجع معسكر الباطل وتزلزله وتربكه وتبث الرعب في كل جنباته، ذلك الرعب الذي لم يكن ممكنا اخفائه بكل تلك العدة وذلك العدد الهائل الذي جاء يواجه عددا قليلا من الاشخاص، فيهم من النساء والاطفال العدد غير القليل.في ملحمة الطف الخالدة وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة المادية الانية تجلى قول الباري عز وجل (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بأذن الله).مانشهده في كل عام، ومانشاهده في كل زمان ومكان هو ابلغ واكبر واعظم دليل على انتصار الحسين واهل بيته وصحبه في كربلاء قبل اربعة عشر قرنا.والصور الناصعة والمشرقة والمشرفة التي جسدها معسكر الحق في ملحمة الطف الخالدة، نجد في مقابلها صورا مخجلة ودنيئة وقبيحة رسمها معسكر الباطل.. انها صور الظلم والتجبر والطغيان وانعدام القيم الانسانية والتشتت والتفكك والخوف و الرعب والهمجية.لو لم ينتصر الحسين واهل بيته واصحابه في كربلاء لما وجدنا لهم اليوم ذكرا، ولما بات شعار (هيهات منا الذلة شعارا) لكل الاحرار في العالم، ولما باتت مقولة (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) مصداقا للانتصار التأريخي العظيم.. انتصار الدم على السيف، الذي هو ابلغ واروع واعظم انتصار .
https://telegram.me/buratha