قلم : سامي جواد كاظم
عشرة ايام مرت من عاشوراء فيها الالم والحزن والصورة التي اجمع عليها كتاب المقاتل هي العطش الذي تمكن من عيال الحسين عليه السلام اما استشهادهم فهو امر ابلغهم به الحسين عليه السلام فيخرج الموالي للحسين من اهله او صحبه يبارز عدو الله ورسوله وبعد ان يقتل مجموعة منهم يرمونه بالسهام عن بعد حتى يتمكنوا من قتله واستشهد كل من جاء مع الحسين من المقاتلين وبقي الحسين لوحده كل هذه الصور هي طبيعية جدا في ماساتها ولكن بعدما رمي الحسين عليه السلام بالسهام والنبال وحال سقوطه من على فرسه ماذا جرى له ولعياله وللشهداء ؟انا ارى ان الماساة الحقيقية لعاشوراء هي من بعد سقوط الحسين وحتى ارتحال السبايا الى الكوفة فقد اقدم جيش اللعين عمر بن سعد على اعمال لا يقترفها ممن له اصغر ذرة من الانسانية .كيف استشهد الحسين عليه السلام ؟ ولما أثخن الحسين (عليه السلام) بالجراح ، وبقي كالقنفذ ، طعنه صالح بن وهب المزني لعنه الله على خاصرته طعنة ، فسقط الحسين (عليه السلام) عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن ، ثم قام صلوات الله عليه وصاح شمر باصحابه : ما تنتظرون بالرجل .قال : فحملوا عليه من كل جانب .فضربه زرعة بن شريك لعنه الله على كتفه اليسرى ، فضرب الحسين (عليه السلام) زرعة فصرعه وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا (عليه السلام) بها على وجهه ، وكان قد أعيى ، فجعل (عليه السلام) ينوء ويكبو .فطعنه سنان بن أنس النخعي لعنه الله في ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ثم رماه سنان أيضاً بسهم ، فوقع السهم في نحره ، فسقط (عليه السلام) ، وجلس قاعداً ، وبعد ان احتز راسه الشريف اللعين الشمر نادى عمر بن سعد في أصحابه : من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره ؟ فانتدب منهم عشرة ، وهم : إسحاق بن حوبة ، وأخنس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل السبيعي ، وعمر بن صبيح الصيداوي، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواحظ بن غانم ، وهاني بن ثبيت الحضرمي، وأسيد بن مالك لعنهم الله فداسوا الحسين (عليه السلام) بحوافرخيلهم حتى رضوا ظهره وصدره .وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد لعنه الله ، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة .نحن رضضنا الصدر بعد الظهر بكل يعبوب شديد الأسرفقال ابن زياد لعنه الله : من أنتم ؟ قالوا : نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا حناجر صدره .قال : فأمر لهم بجائزة يسيرة .قال أبو عمر(هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي ، المعروف بغلام ثعلب ، أحد أئمة اللغة ، صحب ثعلباً النحوي ، وكان من المكثرين في التصنيف ، توفي في بغداد سنة 345 هـ) الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا .ثم بدات مرحلة السلب والنهب وحرق الخيام التي تعتبر من افجع وافضع ما ارتكبه هؤلاء الزنادقة ولعل سرقة خاتم وتكة سروال الحسين عليه السلام تعد من القبائح التي لم يغفر الله عز وجل لمرتكبيها .الذي سرق تكة الحسين هو جمّاله فكان طول الطريق ينظر الى تكة السروال ويمني نفسه في سرقتها اي خسة هذه التي يحملها هذا الرجل انه ياكل من قصعة الحسين وينعم برعاية الحسين فينظر الى تكة سرواله ، والعجب الاكثر انه لما اقدم على سرقة التكة كانت جثة الحسين من غير راس فاي نفس لها القابلية على ان تتقرب على هكذا جسد صريع في العراء المهم ان نفسه قد دنت ، تخيلوا اثناء محاولته قطع التكة تحركت يد الحسين اليمنى لتمنعه فقطعها ومن ثم تحركت اليسرى فقطعها ، عجبا يد صريع تتحرك وعقلك لا يتحرك ولا يتعظ من هذه المعجزة اي نفس خبيثة هذه وبعد سرقته التكة تزلزلت الارض فخاف واستلقى على ظهره فنام بالعراء بقرب جسد الحسين فرأى في الطيف فاطمة وابيها وبعلها وابنها جاءوا للحسين عليه السلام فشكا الحسين من الذي سرق تكته واشار اليه فجاءت فاطمة اليه ودعت عليه طالبة من الله عز وجل ان يشل يداه ويذهب بصره ويدخله جهنم فجلس مذعورا وشوهد في الكعبة متعلق باستارها يطلب المغفرة من الله ان ينجيه من جهنم وهو يبكي مما الفت انتباه الحاضرين فقالوا له ممن علمت انك ستدخل جهنم فحكى لهم القصة وان دعاء فاطمة عليها السلام قد تحقق فقد شلت يدي وذهب بصري وبقي دخولي جهنم .هذه صورة واحدة من عشرات الصور الماساوية وهذه الاخرى عندما اركبوا علي بن الحسين عليهما السلام على جمل اعرج فكان اثناء سيره يؤدي الى سقوط السجاد عليه السلام فامر عمر بن سعد ان تربط رجلي الامام بحبل مع بعضها من تحت الجمل حتى لا يميل ويسقط وسار السجاد على هذه الحالة من كربلاء الى الكوفة والشام .اما حوادث السرقات وحرق الخيم وقطع بقية الرؤوس سيكون لنا حديث معها في مقال اخر .
https://telegram.me/buratha