مصطفى الهادي
إن ظاهرة الخوف من هذه الطاقات الشابة التي تحشدها مناسبة حزينة وهلعهم الدائم ناشئ من علمهم بأن في قضية الإمام الحسين طاقة حزن هائلة لو تمكن رجل دين أو قائد حاذق من تسخيرها لاكتسح الدنيا بما فيها ولتعطلت أمام إرادتها كل الأسلحة المادية بعد أن تخور القوى البشرية وتصبح عاجزة عن استخدامها . ولهم في تجربة إيران وحزب الله ، أكبر دليل على أن طاقة الحزن تفوق طاقة كل تلك الأسلحة التي جهزوا بها شاه إيران ، وكذلك كل ما تملكه إسرائيل من ترسانة نووية وطاقات عسكرية . فإيران الشاه وقفت عاجزة أمام قبضات الشعب الحسيني العزلاء الخالية المتوعدة ، فلم يسع الشاه إزاء هذه الطاقة الحسينية إلا أن يقوم بأمرين أحلاهما مرّ . الأول : أن يسكت تلك الأصوات العاشورائية ولكنهُ لا يقدر لأنه سوف يقضي على الملايين ، وهذا مستحيل تحقيقه . الثاني : أن يغادر إيران بلا رجعة وهذا ما حدث بعد أن تجمعت دموع الباكين على الحسين عليه السلام فأحدثت طوفانا جرف أمريكا وإسرائيل وعميلهم شاه إيران وألقاهم في مزبلة التاريخ . وفي تجربة حزب الله أيضا وقفت إسرائيل ومن يقف خلفها داعما عاجزين أمام اندفاع الشباب الحسيني لحزب الله. لقد تحولت تلك القبضات التي تلطم الصدور والتي كانت تحد من اندفاع طاقة الحزن الهائلة وتمتص ذلك العنفوان الحسيني لكي لا يتحول ضد الآخر فأئمتنا عليهم السلام سنّوا لنا تلك الشعائر وأيدوها لأنهم علموا مقدار الطاقة الكامنة في قضية الإمام الحسين وخصوصا البكاء . فحاولوا أن يحدوا من تلك الطاقة ويجدوا لها متنفسا لأنها لو بقيت حبيسة لتسببت بأمرين كلاهما خطير( ) ، سوف تؤدي تلك الطاقة إما إلى موت محبي الحسين كمدا وحزنا ، أو أن تلك الطاقة سوف تنفجر في لحظة شعور بالحيف والظلم فتكتسح كل من يقف في طريقها ولذلك عمد الأئمة الكرام وشيعتهم إلى تلك الشعائر لكي يُخمدوا تلك الجذوة المشتعلة ويأجلوها إلى وقتها المعلوم حيث تتعطل تلك الشعائر وتُسخر طاقتها لنصرة حفيد الحسين (( المهدي المنتظر)) فتتحول هذه الطاقة الحسينية إلى قدرة جبارة بيد المهدي لو عزم بها على الجبال لأزالتها من مكانها. وهذا ما رأيناه في حزب الله أولئك الفتية الحسينيين القلة فقد تحولت طاقتهم الحسينية إلى العدو المشترك للمسلمين (العدو الصهيوني) فلقنته درسا ، كتبتهُ المقاومة بقلم الخزي على جبين عاره الأبدي ففر مدحورا تاركا سلاحه وعتاده وعملائه وجواسيسه لا يلوي على شيء فأزالوا بتضحياتهم الحسينية تلك شبح الخوف من الحكام الرجعيين الخونة الذين كانت ترتعد فرائصهم إذا سعل يهودي في تل أبيب وأعادوا العزة والكرامة إلى الشعوب المغلوبة على أمرها والتي خدرها وعظ علماء السوء ممن يسير في ركاب السلاطين . وأثبت هذا الشباب الحسيني بأن معايير النصر لا تخضع للقلة أو الكثرة .وأثبتوا إلى الآخر المخالف بأن شيعة الحسين عندما يسكتون عن حقهم لأسباب يعجز الآخر عن هضمها .فالحسينيون فهم بسكوتهم لا يخافون من الموت ولا يخشون أحد إلا الله وضربوا له مثلا بصمودهم أمام أعتى قوة على وجه الأرض واخبثها . كل ذلك يستمدونه من مبادئ ثورة الحسين التي لم تهادن ولم تساوم . طاقة الحزن الحسيني هذه لا يمكن لها في يوم من الأيام أن تتحول لضرب الأخ في الدين مهما كانت الأسباب .والتاريخ القريب يشهد على ذلك عندما عمل سكين الطائفية في رقاب الموالين للحسين . فلم يسخّر الشيعة تلك الطاقة للرد على ذابحيهم أو لأخذ الثأر منهم ، إنما كانت تجري دموع الأسف على الأخوة الأعداء الذين يهلكهم الحقد اليزيدي الذي يُثيره ثلة من علماء خونه . وهذا ما فعله الحسين في عرصات كربلاء عندما كان يبكي على قاتليه فيسأله المقربون : أيبكي خوفا من الأعداء ؟فيجيبهم سيد الشهداء قائلا : لا إنما أبكي على هؤلاء الذين يدخلون النار بسببي . وهكذا تكرر المشهد المؤسف في تفجيرات زوار الحسين في كربلاء وكذلك في تفجير مرقد شريف من مراقد المسلمين (( مرقد العسكريين )) في سامراء في أقذر عملية استفزاز شهدها التاريخ المعاصر بحيث أدت هذه الجريمة إلى تلاحم الشيعة في كافة أنحاء العالم وأما في العراق فقد تحرك الجنوب الشيعي برمته والوسط والشمال في أكثر من خمسة عشر مليون مسلح ، وذهب وزير الداخلية بيان جبر إلى سامراء ووقف على أنقاض المرقد الشريف وبين يديه أكثر من ربع مليون مسلح يخضعون لوزارته الداخلية ، ولكنه اخذ يلطم صدره وهو يُردد : (( إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه )). ولكن مع كل مظاهر الثورة فقد ظهر الانضباط بأروع صوره بالامتثال لأمر حفيد الحسين راس المرجعية في النجف السيد السيستاني وبقية مراجع الشيعة الذين لم تنطلي عليهم المؤامرة القذرة لبعض التافهين المأبونين الذين يعتاشون على ما ترميه لهم الدولة اللقيطة وذيلها أمريكا. فكبت الشيعة مشاعرهم وهم القادرون على تحويل الجبال إلى هباء .ولم يحولوا قبضاتهم التي تلدم الصدور إلى صدور مخالفيهم لأن من أهم أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام هو هداية الناس وطلب الإصلاح حتى وإن أدى ذلك إلى موت المصلح في سبيل مبادئه كما حدث للإمام الحسين عليه السلام فأنتصر دمه الطاهر على السيف في ملحمة سطرها لنا التاريخ بأبهى الحلل على الرغم من تعاقب خلفاء السوء والرذيلة ومحاولتهم طمسها ولكنهم رحلوا وبقيت ثورة الحسين زاهية حاضرة في وجدان المسلم.ولكن ومع ذلك فقد تحركت فئة صغيرة من الشعب العراقي يقودها شخص لا يعرف الشيعة عنه شيئا سوى أنه تمرد على أوامر المرجعية منتفضا للكرامة الشيعية للرد على هؤلاء الذين جاؤوا من خلف الحدود كالزرقاوي وابي حمزة المصري وابي دجانة الوهابي وغيرهم من تكفيريين والذين يزعمون أنهم خلفاء الإمارة الإسلامية في العراق ، فرد عليهم بعض شباب الشيعة بمثل أسلوبهم وأذاقوهم جزءا من طعم العنفوان الحسيني ، وإذا بهم يفرون بين يدي هؤلاء الفتية كالغنم إذا شد عليها الذئب ، واخذوا يتصايحون ويطلبون التوبة والعفو ، وأما الذين تعودوا على حياة الارتزاق فكانوا عصابات القتل العشوائي أيام النظام من المثلث السني في تكريت والرمادي والفلوجة فقد تركوا جهاد المحتل ووجهوا بنادقهم إلى صدور إخوانهم ومن نفس المذهب وعلى رأسهم أبو ريشة وأمثاله فشكلوا صحوات لمحاربة كل من جاء من خلف الحدود لزرع الخوف في ربوع العراق الحبيب . فالحسيني الحقيقي لا ينظر إلى مخالفه إلا نظرة مليئة بالعطف والشفقة عليه ولكنه إذا دعت الضرورة فإنه يرمي عليه من شرر عنفوان الثورة الحسينية ليعيده إلى صوابه ويجعله يثوب إلى رشده ليس إلا .لقد أغاض صبر أتباع الحسين أعدائهم وجعلهم يتخبطون في تصرفاتهم ويمعنوا أكثر في قساوتهم فلا يمر يوم إلا وسيل من المفخخات والكواتم ينهمر على رؤوس أتباع آل البيت عليهم السلام . فلا يزيد الشيعة ذلك إلا إصرارا على احترام الآخر . ولكن عندما يتعلق الأمر بأعداء الإسلام فإن صبر الشيعة لا مكان له إلا على زناد البنادق . من أين استمد الشيعة عنفوانهم وصلابتهم وتضحياتهم ضد أعداء الإسلام ؟ ومن أين استمدوا شفقتهم على الآخر وعطفهم وتسامحهم ودعائهم لمن يخالفهم بالهداية .هل هو ضعف كما يتصور البعض ؟ هل هو خوف ؟ لا فقد أثبت التاريخ أن هذا الآخر كان خائفا ما دام الشيعة موجودين حتى لو كانوا أقلية ؟ وأنظر إلى صيحاتهم في المغرب والجزائر والسودان ومصر وغيرها من البلدان فبمجرد أن أعلن بضعة من الشباب السني في تلك الدول تبنيهم لمذهب التشيع حتى تعالت صيحات الذعر والخوف من الغزو الشيعي . فالشيعة لا يؤمنون في جهادهم بمبدأ القلة والكثرة لأنهم يعلمون أنه لايوجد للقلة والكثرة معنى في المقاييس الإلهية ، ونرى ذلك متجسدا في قوله تعالى :واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم . وقال أيضا : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله . وقال : فسيعلمون من اضعف ناصرا وأقل عددا . وأيضا :ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثُرت. هذا في المقاييس الإلهية ، ومن تعلق بالله فهم ذلك ، ومن هنا انطلق الرسول في رسالته في القلة من صحابته ، والحسين في مبادئه ، فاقتحم الأهوال بهذه القلة المؤمنة . ففي مفهوم القلة والكثرة فإن هارون الرشيد ، كان يملك أكثر من ستمائة ألف جندي مجهزين بأفضل الأسلحة ، ولكنه يخاف من شخص واحد ذلك هو الإمام موسى الكاظم فيعمد إلى قتله وإلى قبر الحسين (ع) فيأمر بهدمه . والمتوكل العباسي ، كان يملك (ألف ألف جندي) يعني مليون جندي مدربين ومجهزين بأفتك أسلحة ذلك الزمان ، ولكنه يأمر بتخريب قبر الحسين (ع) ويكربهُ ويأمر بزرعه . وطلب أحد الخلفاء العباسيين شخصا ليخرب قبر الحسين (ع) ويزرعهُ ولكنه لم يجد في مملكته المترامية الأطراف والملايين التي يحكمها من يقوم بذلك الكل خافوا من الحسين ميتا . فتبرع يهودي بهذه المهمة فأرسل الثيران على القبر الشريف . يملكون الملايين من الجنود ويحكمون على الملايين الأخرى ولكنهم يخافون من قبر الحسين (ع) . هل يوجد سر أعمق من ذلك ؟وهكذا انتقل الخوف من قبر الحسين عليه السلام إلى شيعته( ) فطاردوهم في كل مكان وزمان وهم الأقلية ومع كل ذلك لم يمد الشيعة يدا إلى واترهم ( ) ونظروا لهم بعين العطف والشفقة ويدعون لهم بالهداية في كل حين كل ذلك ليس جبنا أو خوفا إنما هو الأسوة التي زرعها رموز الإسلام الخالدون محمد رسول الإنسانية في قلوب المسلمين الصادقين الذي كان كلما اشتد أذى قريش له ويطلب منه أصحابه أن يدعو الله بهلاك قريش .كان يرفع يده الشريفة إلى الله وهو يقول : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون .والحسين في عرصات كربلاء كان يبكي على قاتليه لأن قتله سوف يدخلهم النار. نحن في هذه المدارس درسنا ومنها أخذنا. بينما نرى الطرف الآخر زرع في قلوب من يتأسون به القسوة والغدر والخيانة فكانت شعاراتهم : اقتلوهم على التهمة والضنة ، من رأيتموه على دين علي اهدموا داره واقطعوا عطائه ولا تقبلوا له شهادة أبدا . وهكذا افترقت تلك المدرستين على هاتين الثقافتين ولا زالت إلى يوم تزول الأرض ومن عليها .كفٌ حملت السكين لتحز رقاب كل من يخالفها فتمعن فيه تكفيرا وتفسيقا وتسفيها وتقتيلا .وكفٌ ملطخة بالدماء تدعو الله تعالى أن يهدي القاتل ويغفر له : ((لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)) ( ) أعداء الشيعة يراقبون كل ذلك ويدركون أن سر هذه الطاقة هي ثورة الإمام الحسين ((الرافضة)) ( ) للظلم والطغيان فحاولوا إزالة هذا القبر الشريف ليطفئوا نور الله ، ولكن كلما حاولوا تخريبه وإزالته ، يزولون هم والقبر باق يتوسع ويطاول السماء إمبراطوريات انقرضت برمتها كادت للحسين وأبو الحسين واخ الحسين واولاد الحسين وشيعة الحسين وحاربت الحسين ولكن الحسين باق وشيعته باقون يتنامى عددهم وينتشرون تحت نجوم السماء . قل لي بربك أين قبور هؤلاء الطغاة ؟؟ أين قبروهم من عثمان بن عفان وإلى آخر من تفرعن من الطغاة وأساء للحسين . وهل بقى صدام حسين ونسيبه حسين كامل ؟ لقد ذهبوا وبقى الحسين وتوسع قبر الحسين وازداد محبو الحسين. أين هم أين قبورهم هل تجد لهم ركزا . والحسين باق . ( )ولذلك فإن التفاف الشيعة حول الحسين وإقامة شعائرهم يخيف هؤلاء أكثر لأنها تديم زخم الثورة في صدور محبي الحسين وتزرع ((الرفض )) في إرادتهم لكل ماهو مخالف للإسلام وسيأتي اليوم الذي تقلب فيه مبادئ ثورة الحسين الكراسي على رؤوس حكام الجور والخيانة . ولكن مما يؤسف له أن ((العامة)) ( ) تبعت حكامها وقلدتهم في ذلك الحقد الذي يُغذيه رجال دين همهم ملئ كروشهم . وكان الأحرى بالعامة أن توفر طاقاتها للإصلاح في أممها ودولها فتمنع مثلا محلات بيع الخمر وتغلق أماكن اللهو والفجور وتنهى حكامها عن فعل الجور و الشرور والقهر والإذلال لهم ، ولكنهم لم يستخدموا طاقة الإسلام العظيم الذي ينتمون إليه وما بثه فيهم من روح خلاقة لتغيير واقع الحال في بلدانهم أو في مجتمعاتهم بل وجهوا تلك الطاقة والعنفوان الإسلامي لضرب إخوانهم في الدين وتركوا أعداءهم من صهاينة ومستعمرين، فأمعنوا في الشيعة لأنهم يؤبنون حفيد رسول الله ويحزنون لحزنه وحزن ابنته الزهراء الطاهرة . وإلا لم لا نراهم ينتقدون ويحاربون ما يقوم به الدراويش وأصحاب الطرق الصوفية من قادرية وتيجانية ونقشبندية والتي كان يرعاها أكابر رجالات الدولة لأنها لا تشكل خطرا عليهم لما فيها من روح الإلهاء والتخدير لطاقات الشعوب.1056 هؤلاء الدراويش الذي يضربون بطونهم بالسيوف ويغرزون الخناجر الحادة في رؤوسهم ويشربون قناني السم واللعب بالثعابين والعقارب والقفز على لهيب النيران المشتعلة والسير على جمرها المتوهج إلى آخره مما لا داعي لذكره. ولا أساس له إلا استيراد هذه الخرافات من الطواطم الأفريقية الوثنية والهنود الجوكية .هذه أوربا بحضارتها التي طاولت السماء ـ أنظر للصور المرفقة ـ تمارس شعائر دينها من دون تدخل من أي أحد لا جهة سياسية ولا دينية .ولم نر أي أوربي ينتقدها أو يسخر منها . فتتعبد لرداء ترير المقدس ، وتحج إلى اثوس ، وتجرح اجسادها في اليوهانس حزنا على رأس يوحنا الذي قطع على أيدي الرومان . فلا مذهبا ينتقد مذهب ، ولا جهة تكفّر جهة , ولا ذبح ولا تفخيخ ولا تفجير . قضية الإمام الحسين أصبحت من شعائر الله لأنها ارتبطت بالإسلام ، وكانت هذه الثورة خالصة لوجه الله كما نعرف ذلك من خلال أحاديث الرسول ص ومن خلال ما ورد عن الحسين نفسه ، وما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام . كيف أصبحت البدنة ((البعير)) من شعائر الله ؟ لأنها ارتبطت بالله وبالإسلام : (( والبدنة جعلناها من شعائر الله .(( كل هذه شعائر الله وعلاماته التي يميز بها المؤمن من الكافر: (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .(( ليهلك من يهلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينه.والسر في ذلك التقوى والامتثال والتسليم والخضوع الكامل : (( لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم .(( ومن هنا لم تُعط الشعائر الحسينية قيمتها الحقيقية . وذلك لغفلة المجتمعات الإسلامية عن المعطيات السياسية والاجتماعية لها . والتي من أهمهما على الإطلاق : البناء الاجتماعي والنفسي والروحي لأي مجتمع يعتنق مبادئها . ولو فهم شخص واحد حقيقة النهضة الحسينية وأعطاها حقها فإنه سوف يقود الدنيا ومن فيها ، ولربما نأخذ مثلا على ذلك الإمام الخميني فهو الوحيد في هذا الزمان فهم ـ لربما ـ بعض حقائق الثورة الحسينية فأحدث دويا هز الدنيا فلا عجب عندما نسمعهُ يقول : إن كل ما عندنا من عاشوراء . أعداء الشيعة يعلمون حجم طاقة الحزن على الحسين عليه السلام ذلك الحزن الذي يدفع المحب في حالة وجد يفقد فيها إحساسه المادي بالموجودات ويذوب في شخص من يحب ويحزن لأجله فيعمد إلى ضرب صدره وشق رأسه وقرع ظهره بالسلاسل تأسيا بما أصاب حبيبه . وهو ذاهل عن الألم ( ). هؤلاء الأعداء يعلمون أن هذه الطاقة التي تدفع بالحسيني إلى أن يفعل بنفسه تلك الجروح من دون الشعور بالألم هو الذي يُخيف أعداء الحسين هؤلاء يعلمون أنه لو وجه تلك الطاقة نحوهم لما وسعتهم إلا مزابل التاريخ . ولذلك نرى أن من أهم شعارات الثورة المهدوية هي يا لثارات الحسين ع ومن أهم رموزها هو السفياني ، وهاتين الإشارتين الغيبيتين من أروع رموز الملحمة الحسينية والثورة المهدوية في نفس الوقت واللذان يرمزان لخطين لا يجتمعان أبدا كما لا تجتمع الجنة والنار .
https://telegram.me/buratha