بقلم : رياض البغدادي
لم اكن مندهشا لما تقيأ به مجلس النواب العراقي من قرار الغاء اجتثاث مروجي البعث المجرم ، وقطعا لم يندهش لهذا الخبر كل من له ذرة من التعقل والحكمة ، فالأمور اصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ولا نحتاج كثير عناء لفهم المرحلة السياسية التي شكلها ( المالكي بائع الامة والشعب ) بأليات المصالح والكرسي الذي تحطمت على مسانده المبادئ والقيم الاسلامية التي طالما نادى بها حزب الدعوة الاسلامية الذي اصبح المطية التي يمتطيها المالكي لتنفيذ أهوائه الشخصية.
هذا الرجل الذي جاء من خلف كواليس حزب الدعوة في لحظة من لحظات الازمة التي مر بها العراق بسبب العصيان الدعوي الذي تسبب بتأخير غير معقول لتشكيل الحكومة العراقية عام 2006 مما استدعى من قوى الائتلاف العراقي الموحد ان يقدموا قدرا من المرونة ينقلون بها البلد الى شاطئ الامان الذي أبى حزب الدعوة الانتقال اليه الا ومنصب رئيس الوزراء قد استقر في جعبتهم ، هذا المنصب الذي حول الأنانيين في حزب الدعوة الى امبراطوريات مالية يعجز العقل عن فهمها والغوص في دهاليزها الغارقة بالمؤامرات والتصفيات مما ولد مافيات اعلامية وتنظيمية تعبد الطريق لهذا الحزب ان يبني دكتاتوريته الجديدة .
كنت قد كتبت سلسلة من الكتابات التي تتناول ممارسات قيادات حزب الدعوة بالاستخفاف بالقانون ،هذا الاستخفاف الذي حدا بهم الى تسمية قائمتهم الانتخابية بدولة القانون وهم الذين لوّثوا القانون بسياسة الإنبطاح والتنازلات المهينة لأعداء الشعب المنهك الذي لا يريد شيئا من حكومته غير تأمين رغيف الخبز الذي استكثره المالكي عليه حين سلم وزارة التجارة الى الوزير الذي أزكمت رائحة فساده المالي والإداري أنوف الجميع وإثراء اقاربه وأصدقائه على حساب البطاقة التموينية التي فيها غذاء الملايين التي ما زالت تئن من جراحاتها الكثيرة . ترى هل هناك استخفاف بجراحات العراقيين اكثر من هذا ؟ وهل هناك سقوط ومستنقع رذيلة انجس واحّط من هذا البعث الذي يريدون ارجاعه واعادة الاعتبار له ؟لقد عاتبنا الكثير ممن نكن لهم الاحترام والتقدير على كتاباتنا بحق الإنحطاط الذي جر بلدنا واعاده الى احضان البعث بمؤمرات خسيسة تعالت عليها نفوس ممن قُدم لهم المنصب على طبق مرصع بجواهر تخطف انوارها الابصار وابت نفوسهم الشامخة ان تنزل بشعبها الى مستنقعات الرذيلة البعثية التي خبرها الشعب ويعرف مدى خستها ودناءتها وسوء منقلب من يسير خلفها وها انا اليوم اعاتبهم هؤلاء الاصحاب الذين لم يكتبوا واكتفوا بهمس ونفاق وتحجج ولجاج وجدال فارغ ودعوة للانتظار عسى ان ينكشف النهار عن مقلب يضمره المالكي وخديعة اشعرية ربما ترجح كفتها لعلي هذه المرة .اذن هذا المالكي الذي روجت له الاقلام ؟!
لا اعتب كثيرا على اقلام محسوبة على تيار الدعوة الاسلامي لان الاسلامي السياسي ليست لديه المرونة الكافية التي تمكنه من دراسة مستفيضة تمكن صاحبها قراءة الواقع بتجرد وبشتى الاحتمالات على عكس الاسلامي الفقيه الذي عندما يناقش الوجود يبتدئ بفرضية العدم ليثبت بعدها حقيقة الوجود وخيال العدم ، وهنا لابد من الاشارة الى ان الصنمية والجمود خاصية يتميز بها افراد حزب الدعوة بشكل واضح ومعروف ، لكن العتب كل العتب على اقلام محترمة محسوبة على التيار الليبرالي والعلماني واليساري ما كان من المفروض ان تندفع هذا الاندفاع الاعمى لمساندة من لا يعنيه من العراق غير نفطه وامواله وقطعه الاثرية التي تدر عليه وعلى اتباعه طائل الاموال ، نقول لهذه الاقلام انكم اجرمتم ولا نقول اخطأتم لتنالوا اجر الاجتهاد الذي بنيتموه على دماء واشلاء وحرمات انتهكتها مافيات تابعة لحزب الدعوة الاسلامية .يا اقلام المالكي واتباعه... ندائي لكم ان اصمتوا وهو اقل ما تعتذرون به لشعبكم او ان تكسروا اقلامكم وتسكبوا احباركم على وجوهكم لتخفوا سوأتها واذا لديكم ذرة من الكرامة والغيرة والشرف والنزاهة .. اصدروا بيانات اعتذاراتكم لشعبكم الذي غدرتم به بجرم ما اقترفته ايديكم من مقلوب الحقائق والتشويه ... وهنيئا لكم مالكيـّكم ان كنتم لا تريدون الاعتراف .. وهنيئا لنا عراقنا ووضوح مسيرتنا ونهجنا .
https://telegram.me/buratha