المقالات

جاءت الحكومة فأين البرنامج؟ /

687 08:50:00 2010-12-21

حافظ آل بشارة

حكام البلاد ونخبتهم يعتقدون ان اهم ما في هذه الأيام من مشاريع هو تشكيل الحكومة وتوزيع الكعكة ولكن ليس بسكين عمياء يصعب فيها القطع ويتأخر التقسيم ، أما سواد الناس فيعتقدون أن الاهم من الحكومة هو برنامج الحكومة وحكومة بلا برنامج كمقاتل بلا سلاح ، اهم شيء هو البرنامج ، ويتمنون ان لايكون الوزراء ضيوف البرنامج بل يكونون المعدين والمنفذين ، ويتمنى الناس ان لا تكون جائزة البرنامج للوزير والحاشية بل للمواطن الذي هو الخاسر الاول في كل كارثة والرابح الاخير في كل غنيمة ، ولأن حسن الظن سائد يعتقد المواطن المستضعف هذه الايام ان حكومة المتدينين سوف تجعل قضية الحكومة جزء من لطميات عاشوراء اخلاصا وتسليما وثوابا ، ويرون ان هناك من يفكرون ببرنامج الحكومة ويناقشونه ويتفقون عليه ويبدأون بتطبيقه ، لكن المتخصصين في شؤون التنمية والاعمار متشائمون ويعتقدون ان القضية ليست قضية اعلام وكاميرات واضواء وسلق كلام و(تطيير فيالة) انه امر صعب مستصعب ، فما بال القوم يتكلمون عن برنامج الحكومة بهذه الطريقة التي تفت القلب وتجعل السامع يلطم على رأسه ويحطم التلفاز الصيني المظلم الذي امامه ؟ يا سادة اعلموا ان برنامج الحكومة ليس موضوعا للاعلام الا على سبيل ما يفعله الاخيار من تذكير وتحذير واجمال للاولويات أما تفاصيله التخصصية فهي انعكاس كامل لخطة التنمية الشاملة ، وهي خطة استراتيجية ضخمة يعدها قوم متخصصون في اولويات وجداول وارقام وسقوف زمنية وتكاليف وقد تكون مدتها المقررة خمسة وعشرين سنة مرفق معها جدول اجراءات ، وفي هذه الخطة هناك تشابك معقد بين القطاعات المختلفة ولا يمكن لقطاع اقتصادي ان يسير بمعزل عن القطاع الآخر لأن تنمية البلد كمعمل يخيط الثياب فمن يخيط الاكمام متكامل في عمله مع من يخيط الياقة او يهيئ الازرار والخيوط ولا يمكن لصاحب اختصاص ان يسبق صاحب اختصاص آخر ولا يمكن لقطاع ان ينجح وشريكه فاشل فأما ان ينجح الجميع او يفشلوا معا ، وهنا يتضح جهل بعض المتعصبين وهم يسعون لافشال الوزارة الفلانية لانها تابعة للحزب الفلاني وانجاح الوزارة الفلانية لانها محسوبة على الحزب الفلاني ، هذا تفكير رعاة غنم وليس ساسة ، في الوضع العراقي يجب ان تعمل الوزارات كفريق تنموي موحد متناغم يكمل بعضه بعضا ، ولا يصح ان تقترح كل وزارة خطتها على حدة بل تقدم خطة عراقية شاملة للسنوات الاربع المقبلة وكل وزارة تعرف حصتها في هذا البرنامج ، وموقعها في مسير (اليس يم) المتناغم وفي هذا السياق تتغير كثير من المفاهيم ومنها مفهوم الكفاءة الذي يجب توفره في أي وزير ، ولم تعد كفاءة الوزير او المدير تعني دقة المتابعة والحرص واتخاذ القرار الصحيح فقط ، بل تعني اضافة الى هذه العناصر قدرته على الاندماج في برنامج التنمية الشاملة وتعاطيه مع القطاعات الاخرى تعاطيا تكامليا وليس كماليا ! . هل تفهم وزاراتنا برنامجها بهذا الشكل ام ان هناك فهما من نوع آخر ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك