الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي
يتأطر التعليم الجامعي بأطر تختلف في إبعادها عما اعتاده الطلبة الجدد بعد التحاقهم في الجامعة ويمكن تحديد هذه ألأطر باختصار بما يلي:1-نوعية ألأستاذ وتأهيله:يعد ألأستاذ اوما يصطلح عليه عضو هيئة التدريس عنصرا له أولويته في رفد الطلبة في المعرفة المتوخاة ولابد وأن أنضجته المعارف من خلال البحث والتقصي في دراسته العليا.2- الجو العلمي: يمثل هذا الجو بعدا آخر في العملية التدريسية ونعني بذلك أن يشعر الطالب بأنه يتلقى زادا علميا محاطا بهالة من ألاحترام المتبادل بينه وبين زملاءه من جهة وبين عضو هيئة التدريس من جهة أخرى.3-العلاقة بين عضو هيئة التدريس والطلبة:تكون العلاقة التي نعنيها علاقة ذات دلالة من حيث ألاحترام كما اشرنا ومن حيث المضمون ألاجتماعي حيث يسودها في هذا المجال التقارب بين عضو هيئة التدريس وبين الطلبة بحيث يتجسد الدور المعرفي لدى عضو هيئة التدريس وشعوره بتوصيل المعرفة التي يحتاج لها أولئك الطلبة كما تتجسد من ناحية أخرى الرغبة لدى الطلبة في تلقي المعلومة التي يجلسون من اجلها.وبناءا على ما تقدم فأن عضو هيئة التدريس يقوده تأهيله العلمي والاجتماعي إلى سعة البال داخل المحاضرة كما ينبغي وتشخيص حالة ألاعتلال في سلوك الطلبة لغرض اتخاذ الموقف السليم في أثناء المحاضرة.ويمكننا القول في هذا الصدد أن المحاضرة العلمية تجمع في مضامينها أمور عدة نجملها بالآتي:المادة العلمية:تعد المحاضرة من حيث النظرة العلمية برنامجا مخططا من قبل عضو هيئة التدريس وتكون مادتها العلمية ذات صلة موضوعية بالخطة الدراسية المتعلقة بالمساق وهذا يعتمد بالدرجة ألأولى على مهارة عضو هيئة التدريس ولذا تلعب الخبرة والممارسة دورا رئيسيا في ألأداء، وينبغي ألإشارة في هذا الصدد أن يكون عضو هيئة قد هيئ نفسه للمحاضرة قبل دخولها دون ألاعتماد على معلوماته وخاصة إذا كانت المحاضرة تعتمد على ألأرقام والصيغ الرياضية حيث لاحظنا من خلال التجربة أن عضو هيئة التدريس قد يقع في مشاكل من حيث الحل والربط بين ألأحداث قد تبدو واضحة للطلبة مما يؤثر على المستوى العلمي لعضو هيئة التدريس وتفقد المادة العلمية مصداقيتها لدى الطلبة..الوقت:يمثل الوقت مضمونا ذو دلالة في المحاضرة حيث نعلم جميعا أن المحاضرة يخصص لها وقتا معينا ضمن الجدول الدراسي، وتكمن ألأهمية في الكيفية التي يحافظ بها عضو هيئة التدريس على هذا الوقت وخاصة بالنسبة للطلبة الجدد حيث يكون ألالتزام بوقت المحاضرة سلوكا مرغوبا له انعكاساته ألايجابية في تنظيم العمل اليومي للطالب والمحافظة على انضمامه مع مجموعته في المحاضرات المقررة.وتلعب مهارة عضو هيئة التدريس أيضا دورا فاعلا في ترتيب الوقت وتخصيصه ضمن مسار المحاضرة العلمية بحيث تكون مساحة الوقت الضائع ضيقة الحدود.3- الضبطيعد عنصر الضبط في المحاضرة عاملا أساسيا في فهم مفرداتها ولا نعني بالضبط هنا فرض نظرية العصا كما يعتقد البعض لأن هذه النظرية مرفوضة علميا ولكننا نقصد في هذا المجال أن تكون السيطرة على جو المحاضرة بحيث لا تفقد فاعليتها لأن مجتمع المحاضرة بشر لهم احساسيهم ومشاعرهم لذلك فأن سيطرة عضو هيئة التدريس تتجسد في شخصيته ومهارته وقد يشبه البعض ذلك كربان السفينة قد تصادفها موجات ينبغي معالجتها لإعادة الوضع كما كانت عليه دون التأثير على خط السير.ومن ناحية أخرى قد يسيطر الملل على جو المحاضرة مما قد يؤثر على الضبط وهنا ينبغي على المحاضر أن يلتفت إلى ذلك ويمكن معالجته بالخروج عن السياق بايرادبعض ألأمثال والنوادر وحتى الشعر والحكايات القصيرة التي ترتبط بمضمون المحاضرة ولكن من وجه آخر مما يحفز الطلبة ويجدد نشاطهم وهذا بطبيعة الحال يعتمد على ملكة وقابلية عضو هيئة التدريس وهنا تلعب المطالعة والقراءة المتنوعة دورا بارزا في ثقافة عضو هيئة التدريس وتأهيله لأنه يخاطب مجتمعا مختلف التجانس.ومن خلال تجربتنا وجدنا أن بعض الطلبة ذوي طبيعة مشاغبة همهم الحركة وجلب النظر بدافع سلوكي وهو يثير ذلك بقصد بريء وهذا يحصل وخاصة بالشعب ذات ألأعداد الكبيرة مما يخل بعنصر الضبط وهنا تلعب مهارة عضو هيئة التدريس وثقافته في كيفية المعالجة وتشخيص أولئك الطلبة وقد وجدنا أن غالبية من تم تشخيصهم ومحاورتهم في جلسات مكتبية قد هدوا إلى السلوك القويم وحصلوا على درجات متقدمة وأصبحوا طلبة نافعين.
ومن خلال الربط الموضوعي لما اشرنا ينبغي ان تعمل الجامعات على اعداد برامج مخططة لأ عضاء هيئة التدريس فيها وخاصة الاعضاء الجدد حيث يمثلون ادواتها الفاعلة في مجتمع مصغر وهو مجتمع الطلبة من اجل ان يكون هؤلاء نخبة صالحة للمجتمع الكبير ومن جملةألأمور التي تؤكد عليها الجامعات المتقدمة وكما ورد في ادبيات الجودة الشاملة(QA) حث اعضاء هيئة التدريس على كتابة البحوث والاشتراك في المؤتمرات العلمية مع تبادل الزيارات مع جامعات اخرى سواء كانت محلية او اجنبية مع اقامة دورات تدريبية سواء في مجال الحاسوب او اللغات اضافة الى تنشيط تفاعل اعضاء هيئة التدريس عن طريق القاء المحاضرات اللاصفية الى زملاءهم او لطلبتهم خارج قاعات الدراسة وبذلك يكون عضوء هيئة التدريس عضوا فاعلا متابعا للمستجدات في عمله مما ينعكس ايجابيا على سيرته العلمية حيث يترجم لنا القرآن الكريم مدلولا خاصا لهذا المعنى في قوله تعالى:"هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكر اولوا الالباب الزمر الاية 9"والله من وراء القصد
https://telegram.me/buratha