بقلم الكوفي
بالامس ( ام المعارك ) واليوم ( ام المهازل ) والتأريخ لا يرحم
تابع العراقييون في داخل العراق وخارجه تشكيل الحكومة العراقية والكيفية التي تشكلت بها من خلال الكلمات التي ادلى بها من ارتقى المنصة الخطابية في قبة البرلمان ،
من يقول انني منصف ولايمكن ان يقيدني انتمائي الحزبي او ميولي السياسي او حتى تعاطفي من قول كلمة الحق ( قل الحق حتى ولو على نفسك ) فانه بلا شك سيكون غير مقتنع بهذه التشكيلة بل انه يرفضها جملة وتفصيلا ،
بالامس كان الطاغية المقبور في اعلامه المشؤوم يقلب الانهزامات الى بطولات ولعل المعركة التي اسماها ( ام المعارك ) كان قد اسماها العراقييون ( ام المهالك ) كانت وحدة من المعارك التي حملت الجيش العراقي في حينها خسائر جسيمة في الارواح والمعدات ،
اليوم شاهد العراقييون التشكيلة الحكومية من على شاشات الفضائيات والتي تاخر تشكيلها قرابة الثمانية اشهر كانت بحق مهزلة من المهازل ويمكن لنا ان نسميها ( ام المهازل ) وهذا ليس اتهاما ولا انتقاصا وانما حقائق نقلت بالصوت والصورة وكان الارباك واضحا وجليا على الجميع اذ بدى ذلك من خلال التصريحات وتغيير المواقف قبل لحظات من الاعلان ناهيك عن الفضائح التي رافقت الاعلان عن تشكيلة الحكومة داخل البرلمان ،
دعونا نبدأ بالكلمة التي افتتحها الجعفري والذي كان فيها متشنجا ووجه الاتهامات الى الحكومة السابقة ونعتها بالفاشلة كما نعت التشكيلة الجديدة بأنها لم تكن بالمستوى والطموح الذي كان يأملها ، كما انه وجه الاتهامات للجميع ونسي نفسه او بالاحرى ابعد نفسه عن الفشل وكأنه يطلب ثأرا قديما عندما طلبت الكتل حينها تخليه عن منصبه لانه فشل في مهمته حينها ،
اما بخصوص تطبيق الدستور فالجميع ضرب الدستور وحاول رئيس البرلمان ان يكمل المسرحية رغم الاصوات التي طالبت بتطبيق الدستور ولولا المخاوف من انفلات الوضع لما حاول النجيفي ان يتغافل هذا الخرق الدستوري وكأن لسان حاله لو اردنا تطبيق الدستور فأننا لن نشكل الحكومة اطلاقا باعتبار ان تشكيل الحكومة اصلا لم يكن على اسس دستورية وهذا ما عرفه الجميع ،
النائبة الاء الطلباني كشفت من على منصة الخطابة البرلمانية كيف سحقت وذبحت الديمقراطية في قبة البرلمان من قبل الكتل المهيمنة ومن قبل قادة الكتل تحديدا وقوبل طرحها بالتصفيق وهذا قمة النفاق ان لم نقل النفاق بعينه ، الدستور ضمن للمرأة حقها الدستوري في التمثيل ولكن حملة الدستور والامناء على الديمقراطية كانت لهم كلمة اخرى ،
النائب الشجاع واقولها الشجاع صباح الساعدي اثبت انه لم يكن عبدا ولم يكن جبانا خصوصا انه يمثل نفسه وليس هناك كتلة تسنده باعتبار انه اعلن انسحابه من كتلة الفضيلة وهذه قمة الشجاعة ان يعترض على تشكيلة الحكومة بشكل قانوني ودستوري ويكشف ان تشكيلها غير دستوريا ،
استطاع النائب صباح الساعدي ان يوقف رئيس الوزراء تحت قبة البرلمان بل وجميع من في البرلمان عندما ذكر الفقرات القانونية الدستورية التي تحول دون التصويت على الحكومة الا بعد ان يعلن الوزراء الجدد تخليهم عن الجنسية الغير عراقية وبتعهد خطي قبل ترديد القسم ، الخرق القانوني الثاني الذي فضح فيه التمثيلية والمهزلة عندما ذكر ان القانون يلزم بأرسال اسماء المرشحين الى هيئة النزاهة لكي تدقق في سيرتهم وهل هناك من هو مطلوب للقضاء او له ارتباط بالارهاب او الفساد الاداري كما ان مسالة التحقق من صحة صدور شهادته الاكاديمية من عدمها علما ان مسالة التزوير واردة لكثرة التزوير ،
كان رد رئيس البرلمان على ما ماذكره النائب صباح هو صحيح وسيناقشه وللاسف رئيس البرلمان قفز على الدستور ( وغلس ) لانه يعرف جيدا لو اراد تطبيق هذه الفقرات الدستورية معنى ذلك ان التشكيلة الحكومة فاشلة ولايمكن تمريرها والتصويت عليها ،
الكارثة الحقيقية جائت على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي عندما طلب الاعتذار من الوزراء المرشحين عند ذكر صفتهم الاكاديمية لانه لايعرف ان كان هذا استاذ او مهندس او دكتور لان الاسماء سلمت اليه وهو متوجه للبرلمان وكيف قبل على نفسه هذه التشكيلة علما انه سيتحمل كامل المسؤولية وان مصير الشعب العراقي مرهون بهذه الوزارة ، هنا اسالكم بالله كيف لرئيس وزراء يقدم اسماء وزرائه وهو لايعرف الشهادات التي يحملها وزراءه في تشكيلته الوزارية وهذا موثق لدينا وليس اتهام ابدا ،
القضية الاخرى لا اعرف لماذا توقف رئيس الوزراء عن ذكر الاسماء الاخرى من الوزراء والذين ضمن القائمة المسلمة الى هيئة رئاسة البرلمان واكتفى بعدد دون ان يكمل باقي الاسماء ولولا احراج رئيس البرلمان له بتكملة الاسماء المقدمة من قبله الى البرلمان لمرر الامر ،
بعد ان توقف رئيس الوزراء هنيئة استجاب لكلام رئيس البرلمان واكمل الاسماء وفعلا نهض الوزراء الى المنصة وهنا نسأل لماذا لم يكمل رئيس الوزراء باقي الاسماء وما هو مبيت في ذهنه ولماذا الارباك بدى على وجهه وهذا كله مثبت لدينا وعلى الشرفاء ان لا يتهموننا اننا نقول الباطل وان شاء الله سنضع كل ما قلناه بالصوت والصورة ،
في الختام نقول ان هذه التشكيلة الحكومية او ( المهزلة ) اقر الجميع بانها ستكون اقرب للفشل منها للنجاح فهل ياترى اذا ما فشلت لا سامح الله فمن يكون المتضرر غير الشعب العراقي وبالخصوص الفقراء منهم كما اننا نخشى ان تكون هناك تداعيات لاحقة بسبب فقدان الثقة بين المكونات لان الاساس الذي بني عليه تشكيل الحكومة هو غير صحيح باعتراف الجميع وهذا ما لمسناه من خطابهم وكلامهم .
https://telegram.me/buratha