علي جبار البلداوي
لايعرف هذا الرجل الذي ترتسم على وجهه براءة القرية وجمال الاهوار وطراوة اللسان الجنوبي وعذوبته، وارادة المناضل الذي وعكته ايام الكفاح ومرارتها حتى اضحت علاماتها واضحة على تقاسيم وجهه وشعره الاشيب الذي لم يكن كذلك قبل نيف من السنين، ولكنه زاده مهابة ووقاراً..؟انه باقر جبر صولاغ الزبيدي الملهم بحب العراق وشعبه حتى غدا مشروعا مستمرا للنضال في سنوات الجدب والتعسف ومصادرة الحريات.. فعندما تسنم المسؤولية في وزارات الدولة بدءاً من وزارة الاعمار والاسكان ثم الداخلية وصولا الى وزارة المالية، كان حريصا على ان يجرد جميع اسلحته ليختصر بها مسافة الزمن نحو المستقبل الذي كان يراه في السنوات الماضية، وكان يستحضر فلسفة الحكم في الاقتصاد والسياسة التي وضع اسسها الحقيقية السيد الصدر قدس سره، ويستلهم مناهج التضحية من نبراس العراق السيد الحكيم قدس سره.. لذلك استطاع ان يبلور الفكر والعقيدة الى اسس راسخة للنجاح ولعمري فقد عزز الغربة بنجاح الميدان وكسب القلوب المفعمة بحب العراق وكل من يعمل من اجله.. وليتنا وجدنا من قبل مثل هذا المناضل الذي فك رموز الفلسفة المالية حينما بات وزيرا للخزانة وبيت المسلمين، وصار لعجاف السنين (بخرج) مملوء بالغلة والخير الوفير لاهله.. ولم يتردد في طرق ابواب الدائنين لكي لايطرق ابواب العراق دائن يطالب بدينه.. فأسقط الديون بجهد لم يماثله اي شيء، وكان يستطعم السهر والتعب وليس غيرهما من اجل ان تبقى رؤوس العراقيين مرفوعة لايخالجها الحياء الممقوت الذي يدل على الضعف والذل.. وحتى اولئك المفسدون الذين ظنوا انهم سيفلتون من العقاب واستعذبوا الفساد بانواعه.. فوجئوا باجراءاته القاسية التي جعلتهم يحسبون الحسابات قبل ان يتجرأوا على سلوك الطريق الشائق الذي يرفضه شعبنا وترفضه عقيدتنا وتقاليدنا..هذا الرجل اليوم محط انظار الخيرين وغير الخيرين..فالخيرون يرونه الضوء الساطع في نهاية نفق الظلام الذي استمر سنين طويلة، ويتمنون ان يصبح هذا الضوء شمساً تشرق على ارض العراق .. وغير الخيرين يخشون من ان هذه الشمس ستضع حداً لظلامهم لذلك يضعون العراقيل والمسامير في طريقه..ولكن هيهات .. لأن الشمس لايمكن تغطيتها بغربيل.. والزمن القادم سيكون زمن باقر جبر صولاغ الزبيدي.
https://telegram.me/buratha