طه الحسني
في مثل هذه الايام تمر على العالم الاسلامي الذكرى الاليمة لواقعة الطف ,, ذكرى انتصار الدم على السيف ,, ذكرى انتصار ارادة الحق على ارادة الشر ,, ذكرى انتصار نكران الذات من اجل رفع الظلم والحيف عن الناس ,, ذكرى انتصار الوفاء للعقيدة على اصحاب المصالح الشخصية الضيقة ,,ان لمعركة الطف الخالدة معاني ومفاهيم عديدة اهمها : رسم صورة واضحة للهدف والتخطيط لبلوغ الهدف . التضحية بالغالي والنفيس من اجل بلوغ الهدف . مواجهة الطغات ومهما كانت النتائج لكشف اوراقهم وزيفهم وتلاعبهم بمقدرات الناس . الاخلاص والوفاء والطاعة التي تحلى بها اصحاب الحسين (ع) في نصرته . تحدي الموت والتدافع على الموت من اجل تحقيق الهدف لبلوغ الغاية لدى اصحاب الحسين (ع) . الايمان المطلق بان الحياة زائلة وان الاخرة هي دار القرار لدى اصحاب الحسين (ع) . الخيانة واليأس من روح الله لدى اصاحب يزيد لعنه الله .وهناك الكثير من الدروس والعبر التي تحتاج الى مجلدات من الكتب لكي نفي حقها من البحث والتحقيق للوصول الى الغاية التي كان يريدها الحسين(ع) . وللاسف الشديد نلاحظ ان مظاهر الحزن والتعبير عن التضامن مع الغاية التي ضحى من اجلها الحسين (ع) في الشارع الشيعي العراقي تشوبها الكثير من الاشكاليات والفهم الخاطئ لابعاد الثورة الحسينية ,, والامثلة على ذلك كثيرة ومنها ,, ظاهرة تعليق الصور لاستغلال المناسبة لاغراض حزبية وهذا ما يطغى على مواكب العزاء لدى التيار الصدري ,, وحدثني احد اصحاب المواكب ان مجموعة من اتباع مقتدى الصدر زاره الى موكبه وعندما لم يجد صورة لمقتدى او للصدر هدده بعدم التعاون معه والحضور الى الموكب او اغلاقه ؟؟ فياترى هل تفاعل الصدريين مع الذكرى الاليمة من اجل نشر صور قادتهم ام مع صاحب الذكرى ,,,والمثال الاخر ظاهرة قطع الشوارع الرئيسية من اجل مرور المواكب وهذا يولد حالة الاشمئزاز والتذمر لدى الاخرين خصوصاً من لايؤمن بهذه الشعائر ,, والمثال الاخر مكبرات الصوت التي تعمل ليل نهار وبصوت عالي جداً دون مراعات اذواق الاخرين ,,, والقصائد التي تبثها مكبرات الصوت والتي تتغنى بأمجاد القادة السياسيين ولعل هذه الصفة انفرد بها التيار الصدري ايضاً بشكل سافر واصبح الناس تلطم الصدور على مقتدى والمولى المقدس الصدر ولاتذكر مصيبة صاحب المصيبة ,, والشباب الذين يحضروان الى مراسيم العزاء اشكالهم ولبسهم ولحاهم كلها تدل على انهم شباب منحرف ولايوجد لديهم ثقافة اسلامية ولايستفادون من حضورهم الموكب الحسيني غير الزعيق والاكل والشرب والتغني بصفات القائد الضرورة مقتدى وغيره ومن المفروض ان يستمعوا الى الوعض والارشاد والنصيحة وتوضيح اهداف التي ضحى من اجلهاالحسين(ع) .ان مهمة المدرسة الشرعية في النجف الاشرف التوجيه الى كيفية استثمار هذه الايام لتوعية الناس على مبادئ الثورة الحسينية الخالدة ووضع ضوبط لاقامة مجالس العزاء الحسيني من اجل ان لاتستغل هذه الشعائر وتبتعد عن جوهرها الاصيل .. ومهمة المؤمنين محبي اهل البيت (ع) التخلص من المظاهر الخاطئة للتعبير عن حبهم وولائهم لابي الضيم الحسين الشهيد (ع) واياً كانت المظاهر فان ثورة الحسين ستبقى خالدة الى ظهور صاحب الامر ليملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا.
https://telegram.me/buratha