حيدر عباس
رغم ان السيد رئيس الجمهورية كان أبويا وعطوفا مع دولة رئيس الوزراء في منحه الوقت الكافي للتعامل مع محنته وأزمته في اختيار تشكيلته الوزارية المرتقبة لانه استنفذ اخر لحظات الوقت السابق لتكليف السيد المالكي بتشكيل الوزارة.ولم يتردد السيد المكلف في الإعلان عن إمكانيته تشكيل الحكومة العراقية الجديدة خلال ثلاثة ايام قبل تكليفه وبعد تكليفه وعلى طريقة الأصدقاء القدماء الجدد الانكليز .وانتهت الأيام الثلاثة ومعها أسابيع أخرى ولم يستطع السيد المالكي من إعلان حكومة حتى حانت لحظات الحسم ولغرض التخلص من انتهاء المدة القانونية قرر اعلان تشكيلة الحكومة القادمة بنصف + 4 وبطريقة ضربات الجزاء دون اللجوء الى الوقت الإضافي وهي نسبة جيدة في حسابات التصويت البرلماني ..أما التصويت لمنح الثقة للتشكيلة الحكومية الجديدة فاعتقد ان الأمر مختلف تماما. المهم ان الحكومة حصلت على التزكية بالتوافق ونال كل صاحب موقف ما طلب وتمنى وتفرق الجمع على كلمات التبريك والتهليل والأمنيات لهذه المناسبة العظيمة.ولم يختلف رأي المحكمة الاتحادية التي تنتمي إلى وزارة العدل او انها مستقلة... عن رأي السيد طارق حرب وعلي شلاه وعدنان السراج وعباس ألبياتي من قانونية التصويت على الحكومة ولا ضرر ان بقي خارج التشكيلة اللطيفة (17) وزيرا بكل شممهم وكبريائهم وجبروتهم وخططهم التي لم تكتب بعد.وربما سيقول البعض خاصة بعد تصريحات السيد المالكي عن عدم رضاه بالتشكيلة الوزارية الجديدة وانها جاءت على عجالة ..لماذا لم يصوت البرلمان على تكليف السيد المالكي بتولي جميع الحقائب الوزارية وكالة وفسح المجال الكافي له ليكون خارج نطاق ألتغطيه المغرضة لعدد من المتربصين الذين يدعون ان السيد المالكي لم يقرأ السير الذاتية لعدد منهم وهذا طبعا كذب وافتراء . لانه أي رئيس الوزراء ربما يرى(ولعظم ما يرى) ان هؤلاء الوزراء الطيبين هم من الثقات الإجلاء المعروفين بنزاهتهم وحسن سلوكهم وصلاتهم وصيامهم وان المراجعة هنا تكون مضيعة للوقت الثمين في حسابات الحكومة القادمة.والشيء الأخر الذي لم يخرج من نطاق الأقاويل والمتربصين هو زيادة عدد الوزارات في التشكيلة الحكومية الجديدة الى (42) وزارة والذي يعتبر الأعلى من بين جميع التشكيلات الوزارية في تاريخ العراق الحديث وأضاف بذلك رقما قياسيا جديدا الى سجل الأرقام القياسية التي بدأت تتهاوى في اولمبيات تشكيل الحكومة العراقية 2010 .وقد يكون في زيادة عدد الوزارات والسعي الى توسعتها أكثر فأكثر في المرات القادمة هو تنصيب اكبر عدد من العراقيين وزراء بدون وزارات.
https://telegram.me/buratha