قلم : سامي جواد كاظم
المنبر الحسيني والكتاب الاسلامي وخصوصا الامامي عانيا من اضطهاد الطاغية شتى انواع الضروب وبالرغم من ذلك فان المحبيين كانوا في ظلمات الليل يمارسون شعائرهم من خطابة او قراءة كتب .كان الخطيب عندما نجتمع في بيت احد الاخوة المؤمنين يعلم بانه عرضة الى الاعتقال هو وصاحب المجلس والحضور، لهذا كان الخطيب يتمعن في كل معلومة يقولها يرجو منها الفائدة للكل ومن صميم حياتنا التي نعيشها في ذلك الوقت مبتعدا عن المواضيع الكلاسيكية وكنا نتفاعل مع الخطيب اذا ما ذكر شيء له مساس بحياتنا البائسة في زمن الطاغية لهذا كان المجلس حقيقة شعلة من ثورة الحسين تحفه المخاطر البعثية وكنا نرى ان هذا المنبر هو السلاح الاقوى بوجه الطاغية ، فكلمات الخطيب ياتي اختيارها بدقة من قبل الخطيب ليمنح اكبر قدر ممكن من الثقافة الشرعية للمجتمع وتوعيته وفي نفس الوقت يفكر الخطيب انه اذا ما القي القبض عليه يكون قد نفع الناس ونشر الثقافة والوعي بينهم .والكتاب نصيبه من التعسف مثل ما للمنبر كنا نقتني الكتب المستنسخة وباسعار باهضة والمهم كانت الكتب التي نتداولها ليست من تلك الكتب التي تحتوي معلومات كلاسيكية اكل وشرب عليها الدهر او قصة ادبية او ما شابه ذلك بل كانت اغلب الكتب هي للمستبصرين وكانت الاغلى فيما بينها تلك التي تتطرق الى الواقع العراقي ايام الطاغية وكذلك كتب الحوزة العلمية التي افتدقت فكان اصحاب اجهزة الاستنساخ حريصون على انتقاء الكتب المفيدة التي تستحق عناء وجهد واعتقال لا ان يستنسخ كتب لا فائدة ترجى منها .اليوم وبعدما انعم الله عز وجل علينا بالحرية نجد ان بعض خطباء المنبر واصحاب المكتبات بل وحتى المؤلفين للكتب جعلوا المجلس والمكتبة استهلاكية لبضاعة معادة التصنيع قد تؤدي بالضرر على روادهما ، حيث لا دقة في اختيار موضوع المجلس ولا اهتمام في نوعية المعلومة التي في الكتاب بل اننا نجد كتب مختلفة العناوين والاحجام ولها مضمون واحد فقط مثلا نهج البلاغة ، 1000 حكمة لامير المؤمنين (ع) ، اروع ما قاله علي (ع) 5500 حكمة للامام علي (ع) غرائب احكام الامام ( ع ) قضاء الامام علي (ع) لو ثنيت لي الوسادة ، واخر زاد وكتب 10000 حكمة للامام علي (ع) وكلها نفس المضمون مجرد زيادة في صرف الملايين من الاموال لهذه الكتب المركونة على رفوف المكتبات . هذا ناهيك عن كتب تفسير الاحلام والطلاسم والسحر وكيف تكسب الاصدقاء وكيف تكون ناجح في عملك وما الى ذلك من الكتب التي يستفاد منها ممن يبحث عن الفراغ الفكري .شوهد شخص بيده بندقية صيد وعلى الجدار الذي امامه رسمت حلقات في وسطها مكان الاطلاقة فقيل له كيف اكتسبت هذه الدقة في الرماية بحيث ان كل الطلقات جاءت في وسط الدائرة ولم تهدر طلقة اجاب بسيطة جدا انني رميت اولا الاطلاقات ومن ثم قمت برسم الدوائر حولها !!!قام بذلك حتى لا يقال له : انك اهدرت الطلقات ، ونحن نهدر الكلمات ونحشو اذاننا بما لافائدة منه وكأن شيئا لم يكن.حتى هلال رمضان والعيد بالرغم من عناءنا في اثبات رؤيته او الحصول على راي المرجعية في زمن الحرمان فكانت الكلمة واحدة واليوم في زمن الحرية اصبح لنا اكثر من ثلاثة اراء حول رؤية الهلال في اليوم الواحد سواء كان رمضان او شوال او ذي الحجة .
https://telegram.me/buratha