حيدر عباس
يحاول البعض من السياسيين الحاذقين القفز على الحقائق الواضحة الجلية التي لا تحتاج إلى مجهر أو مكر سكوب لتحليل نتائجها ومعطياتها لأنها واقع ملموس ولا يمكن تصديق نقائضها حتى لو تم أتباع أسلوب اكذب اكذب ألف مرة ليتم تصديقك.واعتقد ان الجميع في عراق اليوم ومع تشكيل الحكومة الجديدة يتمنون ان تنتهي إرهاصات المرحلة السابقة وان تفتح الأبواب والقلوب والمطارات والتفاهمات لجميع الأشقاء والأصدقاء خاصة الإخوة العرب المعارضين والمشككين في سير العملية الديمقراطية في العراق لمرحلة جديدة لان استقرار العراق والمنطقة لا يتم من خلال العنتريات الفارغة والتصريحات الشاذة التي أوصلت أصحابها إلى الحفر وحبال المشانق.
وأتمنى على الحكومة العراقية ان لا تخلق لنفسها أعداء وهميين بسبب ضعف القراءة الصحيحة للواقع والمنطقة وكفانا تخبطا في رسم السياسات الخارجية طوال السنوات السبع المنصرمة وبكل تأكيد فان الحوار والتفاهم هما الوسيلة الأفضل للوصول الى النتائج المنطقية في حل كل الخلافات والمسائل العالقة.
وعودة على ذي بدء فان ما أعلنه النائب سامي العسكري والقيادي في دولة القانون عن عدم تقديم المملكة العربية السعودية تهنئة للعراق بتشكيل الحكومة الجديدة يأتي لهزيمة السياسة السعودية بعد ما ضخت أموالا وعملت على منع المالكي من تسلم رئاسة الوزراء فترة ثانية لا يمت الى الحقيقة بشيء لا من قريب ولا من بعيد بل هو على النقيض تماما مما ذكره العسكري لانه وحسب الدراسات والقراءات والتحليلات الصحفية والدراسات الإستراتيجية المنطقية والصحيح هو خلاف ذلك كون أمريكا والسعودية نجحت نجاحا منقطع النظير في تحقيق ما تطمح إليه ياسيد سامي العسكري في تنفيذ سياساتها ومطامحها واهدافها في العراق والدليل هو الإصرار على تقاسم السلطة وتثبيته كمبدأ أساس لإدارة الحكومة القادمة بحقيقة اتفاق اربيل وتأكيد القيادة الأمريكية العليا وبأكثر من مناسبة من خلال الاتصال بالسيد مسعود البرزاني راعي الاتفاق على الإسراع في تفعيل مجلس السياسات الإستراتيجية العليا برئاسة أياد علاوي بالإضافة إلى إعادة القادة البعثيين وتشكيل حكومة شراكة بين القانون والعراقية والمتعاونين المخلصين.
ويقينا يا سيادة النائب ستتعرف أكثر على دور السعودية في العراق ونجاحها في تفتيت المشروع العراقي الديمقراطي الجديد عندما سيقف أعضاء الحكومة العراقية الجديدة إلى السيد المالكي بالمرصاد وسيزاحمونه على كل صغيرة كبيرة ويشاركونه في اتخاذ القرارات وعندما يقفون بكل حزم من اجل تنفيذ كل ما اتفق عليه في الليل والنهار وعندما يعاد البعثيين والصداميين وفدائيي صدام وعندما تمنح الهبات والعطايا والرواتب والدرجات التقاعدية لكل هؤلاء.
لسنا بحاجة إلى تفسيرات ضيقة لمواقف الدول المجاورة وخاصة الدول العربية باتجاه الوضع في العراق بقدر حاجتنا إلى رسائل ود وتطمين الى هذه الدول أما مواقف الدول فهي الوحيدة القادرة عن التعبير عنها ولا اعتقد ان السعودية او غيرها نصبت من ينوب عنها لان يكون ناطقا باسمها
https://telegram.me/buratha