المقالات

آن أوان الخدمات .... ولتنطوي صفحة الإهمال وعدم الاكتراث

752 11:29:00 2010-12-27

علي الطربوش

تعتبر نظافة المرافق الحيوية والشوارع الرئيسية والأزقة وتوفر الخدمات الأخرى من الأمور التي تعتبر مرآة لزهو البلد ورقيه والتي تعكس اهتمام البلد بهذا الجانب ، فالعراق يعتبر من البلدان التي تخصص مليارات الدنانير لهذه الزاوية ولكن دون نتيجة تذكر ،فالتخصيصات التي تصرف سنويا كبيرة و الشوارع مازالت نصف ترابية وتصبح مستنقع بمجرد هطول المطر بضع سويعات متحولة بذلك إلى "شبه طينية" ، نعم شبه طينية نتيجة الأتربة المتراكمة وانسداد المجاري التي أصبحت شبكتها من التراث القديم، فكلنا يشاهد عمال النظافة يتزاحمون في شارع معين بينما تجد شارع آخر يغني على ليلاه ،وأمانة بغداد منهمكة باكساء الجزرات الوسطية، ماذا سنستفيد من أكسائها وشبكة المجاري على حالها تعاني الأمرين ؟ فجل حديثنا يتركز بقدر كبير على المناطق الشعبية كونها صاحبة الحصة الكبرى من الإهمال وعدم الاكتراث ، فمجرد دخول الشخص لتلك المناطق سيرى بوضوح مدى الحيف الذي أصابها منذ زمن البعث البائد وحتى يومنا هذا ، فهل يعقل أن تستمر هذه المناطق بدفع ضريبة الإهمال ؟ فياليتها اقتصرت على النظافة والإدامة فحسب وإنما ذهبت ابعد من ذلك لتصل حتى تداخل مياه المجاري مع مياه الإسالة وبالتالي يمكننا أن نطلق عليها بالكارثة البيئية البطيئة .فالعراق بلد غني ولديه مورد ضخم من الإيرادات النفطية حيث خمن خبراء الاقتصاد بأن العراق سيكون عملاق نفطي قادم وسيعتلي الصدارة في احتياطي النفط في العالم وهو ألان يزاحم إيران بالاحتياطي النفطي ، ولكن سخرية القدر جعلته من البلدان التي تعاني إهمال خدمي خطير بفعل كثرة التخصيصات ، نعم كثرة التخصيصات وليس قلتها فلم يكن خطأ إملائيا وإنما حقيقة فكثرة الأموال المخصصة أسالت لعاب كثير من ضعاف النفوس الذين يتغذون على قوت الشعب وراحته فالفساد المالي والإداري قد تم التأسيس له بشكل منظم منذ زمن ( الويلات ) التي أنهكت العراق بثلاث حروب التي أفرزت وحسب خبراء الاقتصاد مرضا خطيرا ينهش بأركان مؤسسات الدولة وهو الفساد الإداري والمالي وبالتالي فأن القضاء عليه يتطلب إستراتيجية فعالة وتدريجية ، هذا كله ليس مبررا لهذا الإهمال واستفحاله يوما بعد آخر ، فبلدنا وللأسف يعاني من ضعف الجانب الرقابي من لدن الحكومة والذي يعتبر من الضرورات الملحة إذا ما أرادت الحكومة أن تفعل قراراتها وقوانينها والتي بدورها ستجني ثقة الشعب من جديد فيما لو احترمت شعاراتها التي ترفعها أثناء حملاتها الانتخابية .لذا نرى أن الدولة متمثلة بجانب الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية الوحيدة في البلد من واجبها أن تخصص الأموال اللازمة لرفع مستوى الخدمات إلى مستوى يليق بالشعب العراقي ، فالعراق مقبل على ثورة اقتصادية وسياحية كبيرة بفعل العتبات الدينية المقدسة التي من الله تبارك وتعالى بوجودها في العراق والتي تتطلب اهتماما استثنائيا بالمرافق التي تنعش هذا الجانب وبالتالي تنعش اقتصاد البلد وسمعته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك