محمد الياسري
بعد ترقب طويل وجدل ونقاش وأخذ وعطاء، بعد انتظار لمعرفة من سيكون رئيس الحكومة الجديد حيث الصراع الطويل بين المالكي وعلاوي والتسريبات والشائعات والاقاويل، اطل الصبح الحكومي على ابناء الشعب العراقي وكأن الدنيا قد تبسمت له اخيراً، واعلن عن سلسلة توافقات وتنازلات وارضاءات واملاءات ليكون السيد المالكي رئيساً للوزراء لاربع سنوات قادمة مع وعود بحكومة تكنوقراط تبني البلد وتعيد صورته الزاهية.ثم جاءت الصدمة الاكبر لتقع فوق رؤوس العراقيين كالصاعقة، 42 حقيبة وزارية بدلا من التقليص تمت الزيادة، ثم اسماء لاعلاقة لها بالوعود الانتخابية لجميع الكتل التي ادعت انها تريد اعادة الاعمار والبناء والابتعاد عن المحاصصة الطائفية والحزبية والمصالح الفئوية. 42 وزيرا لا تكنوقراط بينهم، باستثناء وزير النفط، ولا سياسي مستقل ولا من خارج نطاق اللعبة السياسية المقيتة، ولا امرأة تحمل على كاهلها هموم النساء ولا من الوسط العلمي او الثقافي، فأي حكومة ستكون وكيف ستبني؟؟هل يحق لنا تسمية هذه الحكومة بحكومة الارضاء من اجل الحفاظ على كرسي رئاسة الوزراء ؟وكيف نصف التنازل عن كل الوعود التي قطعت للناس بتقليص المناصب الحكومية ودمجها والاعتماد على اهل الكفاءة والخبرات من اجل بناء البلد على اسس علمية؟.لا يمكننا القول سوى ان هذا البلد قد ُقرأ عليه السلام فبالله عليكم هل تدلوني على دولة فيها 42 وزير منهم 12 وزير دولة بلا عمل سوى اكل ونوم، سيضاف اليهم في كل وزارة 4 وكلاء وجمهرة لا تعد ولا تحصى من المستشارين وجيش جرار من الحمايات فكم سيبقى من ميزانية دولتنا للبناء والفقراء والاعمار ؟؟والسؤال الاهم اذا كان بناء دولتنا يعتمد على المحاصصة والارضاء والخواطر بحيث اصبحنا نستحدث مناصب ووزارات لاجل عيون الاشخاص فلم ندعي اننا دولة ديمقراطية ونجري انتخابات وندعو الشعب للاسهام بها ليعبر عن رأيه وارادته؟ ويتحمل الويلات والجرائم الارهابية والمخاطرة؟ليجلس قادتنا ويفصلوا بدلات بعدد الازرار التي لديهم ويستحدثوا مناصباً ووزارات حسب عدد السياسيين والمتسيسيين الجدد دونما السعي واللهاث بالشعارات التي صارت مكشوفة لاي مواطن بسيط بعيداً عن الكلام المنمق عن البناء والتطوير واشياع الجياع وانصاف المظلومين؟هل يتخيل ساستنا ما يحدث من مآسي في مدارسنا حيث يجلس العشرات على الارض وتضم المدرسة الواحدة الاف التلاميذ يكفي رواتب نصف عدد الوزراء الجدد خلال سنة من بناء عشرات المدارس النموذجية تربي النشء الجديد بدلا من اتخام الجيوب المتخمة اصلاً؟وهل يترأى لقادتنا كم من نفس زُهقت بالامراض لعدم توفر المستشفيات المتقدمة او الاجهزة الطبيبة لعدم وجود اموال تكفي في ميزانية الدولة لصرفها لهذا الغرض لان هذه الميزانية منهكة برواتب الوزراء والنواب والمسؤولين والمستشارين وووو؟فهل حقا ستكون هذه الحكومة مجرد لارضاء الساسة وتمشية الحال ؟ام سيقلبون الطاولة علينا نحن المتشائمون فيبنون ويعمرون ويتسامون على الذات بدل عن المصالح الشخصية ارضاء للشعب؟ محمد الياسري
https://telegram.me/buratha