بقلم الكوفي
ابناء الشهداء والسجناء ( هل من ناصر ينصرهم ) وهم يواجهون السجن من جديد ( عجبا )
هل قدرنا في هذه الحياة الدنيا ان تكون السجون هي مسكننا الوحيد ام ان القدر حكم علينا ان نقضي حياتنا معذبين ومشردين في ظل حكومات متعاقبة لاتخاف الله ولا تخشى عقابه ،
بعد ان نال الطاغية المقبور صدام العوجة وانظمته القمعية منا وشتت جمعنا واذاقنا الذل والهوان اذ انه جعل من العراق مقبرة جماعية دفن فيها الالاف من الشهداء السعداء ممن اتهموا بالانتماء الى ( حزب الدعوة ) ومنظمة العمل وغيرها من قوى المعارضة الوطنية والتحررية كما وانه لم يكتفي بذلك فراح يعاقب ابنائهم في دراستهم ويحرمهم من ابسط حقوقهم لا لشيء قد اقترفوه سوى انهم ابناء اؤلئك الشهداء السعداء الذين نذروا انفسهم قربانا في سبيل الله والوطن ،
اما شريحة السجناء التي قضت زهرة شبابها في سجون الطاغية المقبور والتي كانت لاترى ضياء الشمس وتعرضت لابشع انواع الظلم والجور والتعذيب وحرمانهم من الاكل والماء ومعاملتهم معاملة الحيوانات بل اكثر من ذلك حتى شاعت الامراض المعدية بينهم ولعل نصيب مرض السل ( التدرن الرئوي ) كان له النصيب الاكبر بسبب الاعداد الكبيرة وضيق المكان وسوء التغذية وحرمان اجسادهم من التعرض لاشعة الشمس طوال سنوات ،
اليوم نفاجىء بتحرك من قبل اطراف في الحكومة العراقية تريد ان تعيد السجناء وابناء الشهداء الى السجون من جديد بحجة انهم قد زوروا شهادات وتوظفوا في دوائر الدولة دون ان تلتفت الاطراف المعنية الى الاسباب التي دفعت البعض من تزوير شهادته ،
الجميع يعلم ان السياسة التي اتبعها النظام العفلقي المقبور ضد عوائل الشهداء وابنائهم بل تعدى ذلك الى الاقرباء من الدرجة الثانية حيث تعرضوا حينها لابشع اساليب الاضطهاد والحرمان ومحاربتهم بشكل جعل الكثير منهم يتركون مقاعدهم الدراسية والانصراف الى الحياة العامة لتأمين لقمة العيش لعوائلهم من جانب ومن جانب اخر تخفيهم عن الانظار وكتبة التقارير في المدارس والكليات والمعاهد ،
اما السجناء الذين اتهموا بتهمة الانتماء الى ( حزب الدعوة ) وحكم عليهم بالسجن المؤبد وفق المادة ( 156 ) من قانون العقوبات العفلقي والذي يقضي بالاعدام شنقا حتى الموت او السجن المؤبد اطلق سراح الاغلب منهم بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة ، قد قام الدكتور ( حسين الشهرستاني ) والذي كان سجينا بسرقة الملفات التي تحتوي على اسماء السجناء وعناوينهم عند هروبه من السجن وتوجهه الى الجارة ايران ومن ثم قدم هذه الاسماء لمنظمة حقوق الانسان الدولية والتي سارعت بالضغط على النظام العفلقي المجرم من اجل اطلاق سراحهم وقد تم هذا فعلا ،
هاتين الشريحتين وللاسف الشديد وبعد كل ماجرى عليهما من ظلم وقتل وتعذيب وتشريد وسجن وحرمان من ابسط الحقوق ومنها الدراسية في زمن نظام الطاغية المقبور ها هما اليوم يواجهان معاناة كبيرة لا تختلف عن المعاناة السابقة اذ ان البعض منهم مطارد من قبل الاجهزة الحكومة لالقاء القبض عليه وايداعه في السجن من جديد والجريمة هي تزويره للشهادة الدراسية ،
لقد غفلت الحكومة العراقية عن الفساد الاداري الذي ضرب جميع مؤسسات الدولة كما ان الحكومة غفلت عن السراق الذين سرقوا المليارات والملايين من الدولارات ناهيك عن المزورين للشهادات العليا والذين تسنموا مواقع في الحكومة العراقية بعد سقوط النظام العفلقي المقبور بل الانكى من ذلك والامر ان نرى ونشاهد البعثيين يتسنمون المواقع السيادية على حساب دماء الشهداء والسجناء والمحرومين ،
لازال العراق فيه من الخيرين ولازال هناك من يحمل هموم هاتين الشريحتين ويقدر حجم المعانات التي وقعت عليهما والاجحاف الذي طالهم في السابق والحاضر ومن هنا نناشد الخيرين ان ينصفوا هاتين الشريحتين وان يقفوا بجنبهم من اجل رفع الحيف عنهم ومطالبة الحكومة العراقية وعلى رئسها دولة رئيس الوزراء نوري المالكي باصدار عفوا خاصة بهم يحفظ لهم كرامتهم ويوقف اجراءات المطاردة بحقهم واعتقالهم كما ان اتخاذ مثل هذه الخطوة يعد تكريما لدماء الشهداء في ابنائهم وصون ماء وجه السجناء الذين حرموا من الدراسة بعد ان قضوا زهرة شبابهم في تلك السجون المظلمة ،
كما انني اناشد السيد اسامة النجيفي رئيس البرلمان وجميع البرلمانيين ان يقفوا موقفا جادا وبطوليا لانصاف هاتين الشريحتين ورفع الحيف عنهم علما اننا نعلم ان الشهادات التي زورت لا تتعدى شهادة الاعدادية في حين ان هناك ممن زور شهادات عليا وتسنم مناصب متقدمة في الحكومة العراقية وبشهادة لجنة النزاهة ،
وايضا نناشد رئيس الجمهورية السيد جلال الطلباني والذي يتفهم جيدا معانات هاتين الشريحتين وكيف عوملت من النظام العفلقي المقبور وماهي الاساليب القمعية التي انتهجنا النظام المقبور انذاك في حرمانهم ومحاربتهم ،
كما اننا نهيب بمؤسسات المجتمع المدني ان يكون لها موقفا مشرفا علما ان مثل هذه المؤسسات تستطيع ان تكون عونا للمظلوم كما انها قادرة على تشخيص الاسباب القهرية التي دفعت هاتين الشريحتين لاكتساب شهادات غير قانونية من اجل الحصول على وظيفة حكومية ،
في الختام اوجه ندائي للمرجعية الدينية في النجف الاشرف وجميع المؤسسات ان تقف مع هاتين الشريحتين المظلومتين واللتين قدمتا التضحيات الجسام في مقارعة الانظمة القمعية والشوفينية ومقارعة الطاغية المقبور وحزبه الكافر .
https://telegram.me/buratha