إخواني الأعزاء وسادتي الأجلاءالسلام عليكم ورحمة الله
لا يخفى عليكم طبيعة الظرف الذي يمر به العراق العزيز خصوصاً بعد تشكيل الحكومة والتي ننظر إليها من زاويتين، أولها زاوية الأنتظار والأمل وثانيها زاوية الخوف والوجل، زاوية الانتظار والأمل بأن تستطيع ان تقدم شيئاً للمواطن بعد سنوات الحرمان وطغيان الارهاب والفساد والأثرة الحزبية، وبالرغم من إن التشكيلة الحكومية واللعب بين الكتل السياسية لا زال يقدم لنا أفقاً كبيراً من الإحباط فهي مخيبة للأمل وبإمتياز ولكن هناك آفاق أكبر من الحكومة وسياسييها وتزييفها للحقائق ولعبها على مصالح المواطنين، هذه الآفاق هي التي تدعونا لكي نتحزم بالأمل الواعد،
فمن جهة ملّ الإرهاب من أعماله وتم تحطيم المعادلة الظالمة التي كانت تدفع رأي المواطنين باتجاه استعباد الفرد وانتهت ديكتاتوريات المناطق وأمسينا نقترب من انتهاء الديكتاتورية الحزبية، ومن جهة هناك انفتاح في الآفاق الدبلوماسية التي تشير إلى رضوخ عربي لمنطق معادلة التغيير في العراق، وإنزواء عناصر الفتنة الطائفية وأسبابها بشكل جاد عن المعادلة السياسية، وتراجع التدخل الأمريكي وضعفه بالاضافة إلى معادلات كثيرة تركبّت خلال هذه الفترة، مما يوحي بفترة أكثر استقراراً من ذي قبل، بالرغم من بؤس الأداء المرتقب للأجهزة المتحكمة، وكل هذا يدعونا للطلب من الأخوة الكرام لا سيما كتاب المقالات إلى أن لا يتسبب الموقع من خلال مقالاتهم بضرر لواحدة من هذه المعادلات، وبالرغم من إن الموقع ينشر المقالات وهي لا تعبّر عن رأيه بالضرورة،
ولكن موقع الوكالة الحالي يفرض عليها مسؤولية خاصة، فالوكالة الآن هي الموقع العراقي الخبري الأول في العراق وفق الإحصاءات العالمية إذ بلغ هذا الأسبوع الترتيب 124 من كل المواقع التي يدخلها العراقيون، وهي ترقب عالميا وهي بالنتيجة تدخل في منابع تقييم السياسات والأفكار المتعلقة بالعراق، ومن الطبيعي إن هذا التقدم يفرض عبئه الثقيل الخاص على الموقع وعلى رسالته، ولهذا بدأت تردنا ملاحظات واعتراضات على كتابات تكتب لدينا حول بعض الأوضاع السياسية الأقليمية والدولية ونحن نقبل بها، لأنها تأتي من جهات نثق بإخلاصها أولا ولأننا نعرف إن بعض الكتابات خرجت عن حدود النقد إلى حدود التجريح وهذا ما لا نقبل به، ولذلك يلاحظ الأخوة الأعزاء حذفاً أو تحريراً لبعض المقالات، ونحن جادون في أن لا يتحول الموقع خارج عن اهدافه ورسالته، ولذلك نؤكد المضامين التالية:
أولاً: إننا نؤكد إن الوكالة لا تتبع أي جهة سياسية، ولئن أخذت شبهة أننا نتبع المجلس الأعلى فهذا وهم كبير، وشتان بين سياسة الوكالة والمجلس الأعلى، والذي نثق برجالاته، ونحترم سياساتهم، ولكنهم كأي ناشط في العملية السياسيية لهم أفكار وتقييمات ليست بالضرورة تكون مورد قبولنا، والعكس صحيح أيضا.
ثانيا: إن الموقع سيبقى ضد الإرهاب وضد التحالف البعثي التكفيري وضد الفساد والنفاق السياسي والعبث في التصرف بموارد الدولة، وسياسة الاستعداء الإقليمي للعراق الجديد، وسننصر العراق الجديد من خلال دستوره وقوانينه بكل ما أؤتينا من قوةً، وسنضع الوكالة بخدمة جميع شرائح الشعب العراقي بكل طوائفه ونسيجه الإجتماعي لا سيما المحرومين منهم والمظلومين، وسنبقى كما كنا أمناء على خط المرجعية الدينية.
ثالثا: إن هذه الرسالة تفرض على كتابنا الكرام مسؤولية ثقيلة، ونحن في الوقت الذي ندعوهم للمزيد من المشاركة والإسهام بشكل جدي في مسارات الوعي وصنع القرار، فإننا نربأ بهم أن يتناولوا أي جهة كانت بالتجريح والشتم والخروج عن الحدود واللياقات المتعارف عليها، فلهم ان ينتقدوا من يشاؤون، ولكننا لا يمكن لنا أن نقبل ان ينجر النقد إلى التجريح الشخصي والقدح الأخلاقي وملاحقة النوايا، ونعتقد إن ساحة النقد للسياسات والأفكار واسعة وكبيرة ولا تحتاج إلى لغة التجريح.
رابعاً: سندعم الحكومة طالما دعمت المحرومين من أبناء شعبنا وسنقف في صف المعارضة لها طالما أساءت وفرطت بحقوقهم، ولا علاقة لنا بمسؤول من أي جهة كانت إن مدحناه أو انتقدناه، فالمعيار هو المواطن، ومن أحسن للمواطنين سنجد أنفسنا معنيون في دعمه، والعكس صحيح أيضا.
خامساً: إننا إذ نلمس من الدول العربية إمكانية في الانفتاح على العراق وعمليته السياسية، وباعتبار اقبال العراق على استضافة القمة العربية، لذلك ندعو إخواننا الكتاب والمعلقين أعزهم الله إلى الالتزام بالاسهام بحفظ هذا الانجاز وتكريس واقعه، وعليه فإنني أقدم الاعتذار لحكومة مصر العربية على التجريح الذي طال مسؤوليها في مقالة أحد الكتاب، ونتمنى أن يكون هذا الاعتذار عربونا للإمساك بأقلام مصرية كثيرة تتجرأ على مراجعنا وعلى هويتنا الدينية والشعبية، ولا ننسى ما سبق لمجلة الأهرام الدولية ان تطاولت به على مرجعنا المفدى السيد السيستاني (دام ظله الشريف)، ولا الكتابات الوهابية التي تنتشر في أرجاء الإعلام المصري وهي تحرض علينا وتدفع باتجاه قتلنا والنيل منا، ونحن سعداء برغبة مصر العربية بتعزيز العلاقة مع العراق الجديد، ونتمنى لبلدينا كل الرقي والإزدهار، وسنكون أسعد لو تم التواصل وإبداء الملاحظات على عمل الوكالة عبر بريدنا الخاص، مع تقديرنا الشديد واحترامنا الفائق للجهة التي كانت واسطة الخير بين الوكالة وبين حكومة مصر العربية.
ونحن نقولها بإخلاص لا توجد لدينا أي رغبة عدائية ضد أي شقيق عربي، ولكننا وجدنا الحكومات العربية تتفرج على دمائنا تنتهك وتسفك، ولهذا نحن نتعطش لأي نصرة لنا في ايقاف سيل الدماء في عراقنا الواحد والموحد، ومع تعطشنا هذا فنحن نتشوق لكي نرى أشقائنا العرب وهم يتنافسون من أجل إعمار العراق والذي نعتقد إنه ساحة كبرى لتعاون المصالح العراقية العربية.
محسن على الجابريوكالة انباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha