المقالات

الانبار وغيرها

851 09:21:00 2010-12-29

احمد عبد الرحمن

ربما لم تكن المرة الاولى التي تشهد فيها محافظة الانبار عمليا ارهابيا كبيرا مثل ذلك الذي وقع يوم الاحد الماضي واودى بحياة عشرات الناس الابرياء من ابناء هذا الوطن.وماحصل في الانبار يوم الاحد حصل عشرات او مئات المرات في مختلف مدن ومحافظات البلاد طيلة الاعوام السبعة الماضية، ولم ولن تختلف وتتغير اجندات واهداف ومخططات الجماعات الارهابية في يوم من الايام.واذا كانت العمليات الارهابية الاجرامية تترك اثارا واضحة للعيان، بصورة دماء مراقة واشلاء اجساد مقطعة وبنايات مدمرة وسيارات محترقة، فأن اثار ومخلفات الفساد الاداري قد لاتبدو للعيان بنفس القدر من الوضوح، رغم ان الارهاب والفساد بكافة اشكاله، لاسيما المالي والاداري، وجهان لعملة واحدة، وحيثما توفرت البيئة المناسبة والارضية الملائمة للفساد، حيثما وجدنا استفحال الارهاب، فالفساد هو البوابة الاساسية ان لم يكن البوابة الوحيدة للارهاب، ولعل البحث في خلفيات مختلف العمليات الارهابية يوصل الى حقيقة ان الفساد الاداري والمالي هو الذي مهد السبيل لقتل الناس واستباحة الحرمات وانتهاك المقدسات، والا كيف تصل السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة الى الاسواق والى المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ودوائر ومؤسسات الدولة، لو لم يكن هناك ارهابيون مجرمون لايمتلكون أي قيم او مباديء اخلاقية او انسانية او دينية، ولايتورعون عن فعل أي شيؤ من اجل اشباع نزواتهم الحيوانية الرخيصة.ان تعزيز المؤسسات العسكرية والامنية والاستخباراتية بالقدرات والكفاءات التقنية والبشرية والمالية امر مهم للغاية، لكنه بالتأكيد غير كاف ان لم يقترن بخطط عملية وعملية لاجتثاث كل بؤر الفساد من اصغر دوائر ومؤسسات الدولة وحتى اكبرها.المختصون وساسة البلد وعامة الناس يتفقون على ان الفساد الاداري والمالي ربما يفوق في خطره الارهاب، وهذا صحيح جدا، ففضلا عن كونه مدخلا للارهاب وطريقا للتخريب والقتل والتدمير، فأن يكرس كل الظواهر والمظاهر الاجتماعية والثقافية والسياسية السيئة التي من شأنها تحطم المجتمع بالكامل.والحكومة الجديدة مطالبة بأن تقف بكل حزم وشجاعة بوجه كل مظاهر الفساد الاداري والمالي، وحتى الاخلاقي، وبنفس المستوى من وقوفها بوجه الارهاب.والقضاء على الفساد يختصر الطريق للقضاء على الارهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك