بقلم الكوفي
هكذا يكون الانصاف وهكذا هي العدالة في عراق اليوم الذي بات من المؤكد فيه الغلبة لمن ينتمي الى هذه الجهة وتلك ،
نتناول في هذا المقال مجموعة من الحقائق التي لايمكن نكرانها او التنصل عنها والهدف من طرحها تذكير الاخوة الشرفاء في مجلس النواب ممن ينتمون الى عوائل الشهداء والسجناء وهم اكثر الناس معنيين بالدفاع عن المظلومين ،
هناك الكثير من الاخوة في مجلس النواب ممن ينتمون الى عوائل الشهداء ومن الذين قدموا التضحيات كما ان هناك من كان سجينا لسنوات في سجون الطاغية المقبور واخص بالذكر منهم الاستاذ ( خلف عبد الصمد ) والسيد الدكتور ( حسين الشهرستاني ) والذي تسنم منصب نائب رئيس الوزراء كما انني اوجه كلامي لكل نائب شريف ونزيه ووطني جالس تحت قبة البرلمان ،
نتناول في هذا المقال ثلاثة نقاط والهدف منها تذكير الاخوة البرلمانيين المذكورين اعلاه لعله يلتفتون اليها وبالتالي نتمنى ان تكون لهم وقفة جادة ومنصفة وعادلة من القضايا التي سنطرحها دون ان ندلي بدلونا فيها باعتبار انهم يستطيعون ان يشخصوا مواطن الخلل وايجاد الحلول الناجعة التي ترفع الحيف عن المظلوم ،
اولا : ( المليشيات ) كلنا نعلم ان تسمية المليشيات تطلق على الذين يحملون السلاح وعند سقوط النظام العفلقي البغيض ظهرت هذه المليشيات وحدث ما حدث حينها من قتل وهتك الحرمات وبسبب هذه المليشيات عطل دور الحكومة والعملية السياسية لسنوات كما انها ازهقت الاف الارواح وتسببت في خسائر مادية لايمكن لنا احصائها ، هذه المليشيات التي اقترفت الكثير من الجرائم حصلت في نهاية المطاف على امتيازات عالية مقابل التخلي عن السلاح وشرع قانون لها وسمي ب ( دمج المليشيات ) وكان المشروع يقضي بمنح هؤلاء رتبا عسكرية عالية في الاجهزة الامنية وهذا بحد ذاته يعد خطأ كبيرا باعتبار ان هؤلاء لايمكن ان يكونوا مواطنين صالحين وقد اثبتت التجربة ان اغلب الخروقات الامنية حدثت بسبب التواطىء من هؤلاء ورغم ذلك لازالوا موجودين برتبهم ، كما ان مشروع ( دمج المليشيات ) شمل جميع مناصري الاحزاب والتكتلات والحركات السياسية ووزعت الحصص بينهم .
ثانيا : ( القاعدة والارهاب ) هذه الفئة الثانية المجرمة التي كانت لها صولات وجولات في تعطيل الحياة العراقية برمتها وقتل الالاف من ابناء الشعب العراقي المظلوم ناهيك عن تدميرها لاغلب مؤسسات الدولة العراقية ، بالطبع القاعدة اغلب عناصرها من غير العراقيين ولولا وجود الحاضنة الامينة لهم من قبل البعث الكافر وايتام النظام المقبور والطائفيين لما استطاعت هذه الفئة المجرمة والضالة من سفك دماء الابرياء وتدمير كبريات المؤسسات الحكومية ، بمرور الوقت حدث الانشقاق والخلاف بين القاعدة التكفيرية ومن احتضنهم ، استغلت الحكومة العراقية هذا الانشقاق واستطاعت ان تشتري الحواضن بملايين الدولارات واعطتهم امتيازات كثيرة رغم علمها ان الحواضن ايضا مشتركة بالاجرام والقتل وتنفيذ مخططات القاعدة لسنوات ودعمها لوجستيا ، شرعت الحكومة العراقية بتنفيذ مشروع ( الصحوات ) فراحت تدعم شيوخ العشائر بملايين الدولارات واعطائهم امتيازات لا يحلمون بها كما ان الحكومة ومن خلال التاثير على شيوخ العشائر اشترت ذمم المجرمين القتلة وصفحت عن جرائمهم مقابل قتال القاعدة التكفيرية وقد حدث هذا فعلا وبقي المجرمين بحصانة ( الصحوات ) .
ثالثا : ( ابناء الشهداء والسجناء ) هذه الفئة الثالثة التي لم تتلطخ ايديها بدماء الابرياء بل ان دمائها استبيحت في زمن الطاغية المقبور واستبيحت مرة اخرى على يد المليشيات والقاعدة التكفيرية وايتام النظام المقبور حالها حال باقي العراقيين الابرياء ، هذه الفئة كانت تتوقع انها ستنصف من قبل الساسة الجدد خصوصا وان الشعارات التي رفعها الساسة الجدد واحزابهم وكتلهم في نصرة ( عوائل الشهداء والمظلومين والمحرومين ) ، للاسف الشديد ظهر بعد ذلك لهذه الشريحة ان اغلب الشعارات التي رفعتها هذه الاطراف ماهي الا شعارات خداعة كان الهدف من ورائها الوصول الى اهداف معينة تصب في مصلحة الاحزاب والكتل وبالتالي جميع الاحلام الوردية تلاشت وماهي الا سراب في سراب ، اضطرت مجموعة من هذه الفئة وبعد اليأس القاتل من انصافها ولتأمين رغيف العيش لعوائلها اضطرت لتقديم شهادات غير قانونية وهذه هي جريمتها ،
من خلال ماذكرناه بعجالة لدينا ثلاثة اطراف اثنان منها ارتكبت جرائم قتل وتخريب ودمار ورغم ذلك منحت وبشكل رسمي وعلني رتبا عسكرية كبيرة في مؤسسات تعد من اخطر واهم مؤسسات الدولة والتي تمس امن المواطن وقد صادق الجميع عليها وبدون استثناء ،
اما الشريحة الثالثة والتي هي من ابناء ( الشهداء والسجناء ) وجريمتها انها زورت بعض الشهادات الدنيا اي شهادات الثالث المتوسط والاعدادية تواجه اليوم عقوبة السجن وهي الان مطاردة من قبل الاجهزة الامنية ، في حين ان هناك المئات من زور الشهادات العليا والتي تسيد مزوروها مناصب في الوزارات والبرلمان وكذلك مدراء عامين ومستشارين ،
هنا اطرح سؤلا واحدا لاغير واترك الامر الى من طالبتهم باتخاذ الموقف الجاد والعادل والمنصف من هو المجرم الحقيقي من بين هؤلاء ومن يستحق ان يعاقب ويسجن ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
https://telegram.me/buratha