محمود الربيعي
المقدمة الموضوعيةلأهل اليمن مكانة في التاريخ والدين والإسلام، والكل يعرف مدى قوة شخصية ملكة سبأ ودخولها في دين الله عندما أسلمت مع سليمان بن داود عليهما السلام ودخول أهل اليمن في الإسلام طواعية.وأهل اليمن أميل الى حب الرسول وآل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وكانوا أقرب الى علي وفاطمة وإبنيهما الحسن والحسين عليهما السلام، ولازال الكثير منهم على ولائه لأهل البيت ومنهم الزيدية الذين يؤمنون بعصمة الخمسة من أصحاب أهل الكساء المشار إليهم آنفاً، وقد رافق أهل اليمن الإمام علي عليه السلام في رحلته الى العراق زمن خلافته في الكوفة واستوطنوا فيها، لذلك ففي العراق الكثير من الناس من أصول يمنية، وبالنتيجة فإن أهل اليمن لهم حضور في واقعة الطف.ورغم قلة الناصرين للإمام الحسين عليه السلام يوم الطف لكن أهل اليمن كانوا سبّاقين لنصرته عليه السلام تحت مسميات عشائرية مختلفة منها الهمدانيين من أهل همدان، وفي مقالنا هذا نخص بالذكر شخصية لها مواقف متميزة وحضور مهم في الطف ذلك هو برير بن خضير الهمداني الذي طالما سمعنا ذكره على لسان خطباء المنبر الحسيني عند قراءة المقتل، كما ويذكره الخطباء في مجالسهم الحسينية كل سنة، وآخر مرة سمعت عنه كان على لسان الفيلسوف والمفكر الإسلامي سماحة الشيخ محسن الأراكي العراقي حفظه الله وذلك في محاضرة له في مؤسسة الأبرار الإسلامية في لندن.علماً أن تلك المحاضرات منشورة على الموقع الإلكتروني للمؤسسةwww.abraronline.net
مميزات أصحاب امام الحسين عليه السلامتميز أصحاب الإمام الحسين عليه السلام بمميزات لم يعهدها التأريخ فقد عرف الأصحاب أنهم مقدمون على الموت وأن ليس لديهم أية فرصة للنصر سوى أن يسجل لهم التأريخ موقفهم المبدئي الرافض للظلم والفساد وقد كان لهم ذلك.وأصحاب الإمام الحسين عليه السلام رضوان الله عليهم كانوا:أولا: إما صحابة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو أصحاباً لأمير المؤمنين عليه السلام.ثانياً: إما شيوخاً أو شباناً شرفاء في قومهم شجعاناً في ميادين القتال، أو كانوا قُرّاءاً للقرآن أو نُسّاكاً وعباداً.ثالثاً: يدخلون الى المواجهة يرجزون محددين ملامح شخصياتهم المتسمة بالصلابة والثبات والحفاظ على الثوابت.رابعاً: واثقين من الفوز بالجنة، فكانوا والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون.
المقدمة التعريفيةبرير بن خضير الهمداني المشرقي: همداني: من شعب كهلان، (اليمن، عرب الجنوب) موطنه الكوفة. ( وبنو مشرق بطن من همدان ) وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي. ذكره الطبري وابن شهراشوب وابن طاووس والمجلسي في بحار الأنوار مصحفاً بـ (بدير بن حفير) وورد ذكره في الرجبية. وقد أورد سيدنا الأستاذ ويقصد بذلك السيد الخوئي (ج3/ص289): (برير بن الحصين) وأسنده إلى الرجبية، والظاهر أن نسخة السيد مصحفة: خضير = حصين. واستشهد برير وله من العمر تسعون سنة.
المقدمة التأريخيةبذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الأموية. وصف في المصادر بأنه (سيد القراء) وكان شيخاً، تابعياً، ناسكاً، قارئاً للقرآن، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر. يبدو أنه كان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة. ومن شيوخ الهمدانيين في الكوفة، التحق بالامام الحسين عليه السلام في مكّة وسار معه إلى الكوفة، وقد خطب بمعسكر عمر بن سعد، فأوعظهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يتعظوا، وقد برز إليهم وهو يرتجز ويقول: أنا بريـر وأبـي خضـير ليث يروع الأسد عن الزير يعرف فينا الخير أهل الخير أضربكم ولا أرى من خير كذلك فعل الخير في برير وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين، وقال حميد بن أحمد في كتاب الحدائق أنه لما بلغه خبر الحسين بن علي عليه السلام سار من الكوفة إلى مكة ليلحق بالحسين عليه السلام فجاء معه إلى كربلاء حتى استشهد بين يديه، وذكر في المناقب لابن شهر آشوب: أنه لما برز برير إلى القوم قتل من القوم ثلاثين رجلا سوى من جرح واستشهد برير وله من العمر تسعون سنة.قال أهل السير: أنه لما بلغ خبر الحسين ( عليه السلام ) سار من الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين ( عليه السلام ) فجاء معه حتى استشهد. وقال السروي: لما ضيق الحر على الحسين ( عليه السلام ) جمع أصحابه فخطبهم بخطبته التي يقول فيها : " أما بعد، فإن الدنيا قد تغيرت الخ " فقام إليه مسلم ونافع فقالا ما قالا في ترجمتيهما، ثم قام برير فقال: والله يا بن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك، تقطع فيك أعضاؤنا، حتى يكون جدك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم، وويل لهم ماذا يلقون به الله، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم. وقال أبو مخنف: أمر الحسين ( عليه السلام ) في اليوم التاسع من المحرم بفسطاط فضرب، ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة فأطلى بالنورة، وعبد الرحمن بن عبد ربة ،وبرير على باب الفسطاط تختلف مناكبهما فازدحما أيهما يطلي على أثر الحسين ( عليه السلام )، فجعل برير يهازل عبد الرحمن ويضاحكه، فقال عبد الرحمن: دعنا، فوالله ما هذه بساعة باطل! فقال برير: والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا، ولكني والله لمستبشر بما نحن لاقون، والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن نحمل على هؤلاء فيميلون علينا بأسيافهم، ولوددت أن ملوا بها الساعة وقال أيضا، روى الضحاك بن قيس المشرقي - وكان بايع الحسين على أن يحامي عنه ما ظن أن المحاماة تدفع عن الحسين ( عليه السلام ) فإن لم يجد بدا فهو في حل - قال: بتنا الليلة العاشرة، فقام الحسين وأصحابه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون يتضرعون، فمرت بنا خيل تحرسنا، وإن الحسين ليقرأ * ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) فسمعها رجل من تلك الخيل فقال: نحن ورب الكعبة الطيبون، ميزنا منكم. قال: فعرفته، فقلت لبرير: أتعرف من هذا؟ قال: لا. قلت: أبو حريث عبد الله بن شهر السبيعي - وكان مضحاكا بطالا، وكان ربما حبسه سعيد بن قيس الهمداني في جناية - فعرفه برير، فقال له: أما أنت فلن يجعلك الله في الطيبين! فقال له: من أنت ؟ قال: برير. فقال: إنا لله عز علي! هلكت والله، هلكت والله يا برير! فقال له برير: هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام! فوالله إنا لنحن الطيبون وأنتم الخبيثون، قال: وأنا والله على ذلك من الشاهدين، فقال ويحك أفلا تنفعك معرفتك! قال: جعلت فداك! فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي؟ هاهو ذا معي .قال: قبح الله رأيك أنت سفيه على كل حال. قال: ثم انصرف عنا. وروى بعض المؤرخين أنه لما بلغ من الحسين ( عليه السلام ) العطش ما شاء الله أن يبلغ استأذن برير الحسين ( عليه السلام ) في أن يكلم القوم فأذن له، فوقف قريبا منهم، ونادى: يا معشر الناس، إن الله بعث بالحق محمدا بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفجزاء محمد هذا؟ فقالوا: يا برير، قد أكثرت الكلام فاكفف، فوالله ليعطشن الحسين ( عليه السلام ) كما عطش من كان قبله، فقال الحسين ( عليه السلام ) اكفف يا برير، ثم وثب متوكئا على سيفه، فخطبهم هو ( عليه السلام ) بخطبته التي يقول فيها: " أنشدكم الله هل تعرفوني . . . الخ " . وروى أبو مخنف عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس قال: خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة فقال: يا برير بن خضير، كيف ترى صنع الله بك؟ قال: صنع الله بي والله خيرا، وصنع بك شرا، فقال: كذبت، وقبل اليوم ما كنت كذابا، أتذكر وأنا أماشيك في سكة بن دودان وأنت تقول: إن عثمان كان كذا، وإن معاوية ضال مضل، وإن علي بن أبي طالب إمام الحق والهدى ؟ قال برير: أشهد أن هذا رأيي وقولي، فقال يزيد: فإني أشهد أنك من الضالين، قال برير: فهل لك أن أباهلك، ولندع الله أن يلعن الكاذب، وأن يقتل المحق المبطل، ثم أخرج لأبارزك . قال: فخرجا فرفعا أيديهما بالمباهلة إلى الله، يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل،ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بريرا ضربة خفيفة لم تضره شيئا، وضرب برير يزيد ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ، فخر كأنما هوى من حالق، وإن سيف برير لثابت في رأسه، فكأني أنظر إليه ينضنضه من رأسه، حتى أخرجه وهو يقول:أنا برير وأبي خضير * وكل خير فله برير ثم بارزالقوم فحمل عليه رضي بن منقد العبدي، فاعتنق بريرا، فاعتركا ساعة، ثم إن بريرا صرعه وقعد على صدره، فجعل رضي يصيح بأصحابه: أين أهل المصاع والدفاع؟ فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي يحمل عليه، فقلت له: إن هذا برير ابن خضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد! وحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره، فلما وجد برير مس الرمح برك على رضي فعض أنفه حتى قطعه، وأنفذ الطعنة كعب حتى ألقاه عنه، وقد غيب السنان في ظهره، ثم أقبل يضربه بسيفه حتى برد، فكأني أنظر إلى رضي قام ينفض التراب عنه، ويده على أنفه وهو يقول: أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لا أنساها أبدا. فلما رجع كعب، قالت له أخته النوار بنت جابر: أعنت على ابن فاطمة، وقتلت سيد القراء، لقد أتيت عظيما من الأمر، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .فقال كعب في ذلك:سلي تخبري عني وأنت ذميمة * غداة حسين والرماح شوارعألم أت أقصى ما كرهت ولم يخل * علي غداة الروع ما أنا صانعمعي يزني لم تخنه كعوبه * وأبيض مخشوب الغرارين قاطعفجردته في عصبة ليس دينهم * بديني وإني بابن حرب لقانعولم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناس إذ أنا يافعأشد قراعا بالسيوف لدى الوغى * ألا كل من يحمي الذمار مقارعوقد صبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نازلوا لو أن ذلك نافع فابلغ عبيد الله إما لقيته * بأني مطيع للخليفة سامعقتلت بريرا ثم حملت نعمة * أبا منقذ لما دعا: من يماصع ؟
قال: فبلغت أبياته رضي بن منقذ، فقال مجيبا له يرد عليه:فلو شاء ربي ما شهدت قتالهم * ولا جعل النعماء عند ابن جابر لقد كان ذاك اليوم عارا وسبة * تعيره الأبناء بعد المعاشرفيا ليت أني كنت من قبل قتله * ويوم حسين كنت في رمس قابر وفي برير أقول: جزى الله رب العالمين مباهلا * عن الدين كيما ينهج الحق طالبهوأزهر من همدان يلقي بنفسه * على الجمع حيث الجمع تخشى مواكبهأبر على الصيد الكماة بموقف * مناهجه مسدودة ومذاهبهإلى أن قضى في الله يعلم رمحه * بصدق توخيه ويشهد قاضبهفقل لصريع قام من غير مارن * عذرتك إن الليث تدمى مخالبه
( ضبط الغريب ) مما وقع في هذه الترجمة: ( برير ): في ضبط هذا الاسم وضبط اسم أبيه خلاف. فقد كتب في الرجال: يزيد ابن حصين ، وضبطه ابن الأثير برير بالباء الموحدة والرائين المهملتين وبينهما ياء مثناة تحت والتصغير . وضبط خضير بالخاء المعجمة والضاد كذلك والتصغير أيضا، وهو الذي يقوى نظرا إلى ما روي من شعره . ( بمسك ): يحتمل أن يقرأ بالفتح وهو الجلد فمعناه أمر بجلد فيه نورة فميث. ويحتمل أن يقرأ بالكسر وهو الطيب المعروف، فمعناه أمر بنورة فميث فيها بطيب. ( ميث ): مجهول من ماث يميث ويموث بالياء والواو يقال: ماث الملح بالماء أذابه وماث المسك دافه ومرسه وخلطه، فمعنى الكلمة أذيب وديف. ( سعيد ): بن قيس سيد همدان، وكان من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن الشيعة وشعرائهم. واختلف في زمن موته، فقيل: في زمن علي ( عليه السلام ) في أخريات أيامه بعد حرب صفين وهو المعروف، وقيل بعده . ( دودان ): بطن من أسد ولهم سكة في الكوفة. وصحفت الكلمة في بعض النسخ بلوذان وهو غلط. ( ينضنضه ): يحركه ويعالجه ليخرجه. ( المصاع ): القتال والجلاد . ( مخشوب ): مصقول يقال خشب السيف أي صقله. ( المازن ): بالراء المهملة والنون الأنف أو طرفه.
راجع الموقع الالكتروني لحوزة الهدى للدراسات الاسلامية / من وحي عاشوراءwww.alhodacenter.org/ashora
قراءة تحليلية لخطاب بريرأولا: ( تعبير عن الولاء ): كان برير يخاطب إمامه الحسين عليه السلام ويقول له: والله يا بن رسول الله لقد مَنَّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك، تقطع فيك أعضاؤنا.ثانياً: ( الإيمان بالشفاعة ): ويقول للإمام عليه السلام: حتى يكون جَدّك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم، وويل لهم ماذا يلقون به الله، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم. ثالثاً: ( اليقين بالجنة ): والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا، ولكني والله لمستبشر بما نحن لاقون، والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن نحمل على هؤلاء فيميلون علينا بأسيافهم، ولوددت أن ملوا بها الساعة.رابعاً: ( الجرأة والشجاعة ): قال مخاطباً أحد سفهاء قوم الأعداء: فوالله إنا لنحن الطيبون وأنتم الخبيثون، قال: وأنا والله على ذلك من الشاهدين. خامساً: ( المواجهة والمكاشفة ): لما بلغ من الحسين ( عليه السلام ) العطش ما شاء الله أن يبلغ استأذن برير الحسين ( عليه السلام ) في أن يكلم القوم فأذن له، فوقف قريبا منهم، ونادى: يا معشر الناس، إن الله بعث بالحق محمدا بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أفجزاء محمد هذا؟ فقالوا: يا برير، قد أكثرت الكلام فاكفف، فوالله ليعطشن الحسين عليه السلام كما عطش من كان قبله، فقال الحسين عليه السلام اكفف يا برير. سادساً: ( اليقين بالحق ): باهَلَ برير يزيداً بن معقل من بني عميرة بن ربيعة، قال له برير: فهل لك أن أباهلك، ولندع الله أن يلعن الكاذب، وأن يقتل المحق المبطل، ثم أخرج لأبارزك. فرفعا أيديهما بالمباهلة إلى الله، يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل، وضرب برير يزيد ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ، فخر كأنما هوى من حالق، وإن سيف برير لثابت في رأسه، فكأني أنظر إليه ينضنضه من رأسه، حتى أخرجه وهو يقول:أنا برير وأبي خضير * وكل خير فله برير
مع المفكر والفيلسوف الإسلامي سماحة الشيخ محسن الأراكي العراقي حفظه اللهقال الشيخ محسن الاراكي في احدى محاضراته في مركز الابرار في لندن: " برير بن خضير الهمداني قال: يا أبا عبدالله، لو كانت الدنيا باقية ونحن فيها مُخَلَّدون، وكانت الآخرة فانية ونحن فيها ميتون، لآثرنا الفناء معك على الخلود في الدنيا ".
رؤية وتحليلكان برير: أولاً: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ومن أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين.ثانياً: من شيوخ الهمدانيين في الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر إذ كان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة.ثالثاً: شيخاً، تابعياً، ناسكاً، قارئاً للقرآن، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة،. رابعاً: التحق بالامام الحسين عليه السلام في مكّة وسار معه إلى الكوفة، وقد خطب بمعسكر عمر بن سعد، فأوعظهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يتعظوا. بذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الأموية.خامساً: برز إليهم وهو يرتجز ويقول: أنا بريـر وأبـي خضـير ليث يروع الأسد عن الزير يعرف فينا الخير أهل الخير أضربكم ولا أرى من خير كذلك فعل الخير في برير سادساً: قتل من القوم ثلاثين رجلا سوى من جرح.سابعاً: استشهد برير وله من العمر تسعون سنة.ثامناً: ورد ذكره في الرجبية.
خاتمةكان برير مع إمامه الحسين عليه السلام، وكان معهم في الطف شيوخ كبار، أعزاء في عشائرهم، نساك متعبدون، قُرّاءَ للقرآن.. منهم من سبق له أن كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وهؤلاء منهم همدانيين ومنهم غير ذلك، من مختلف العشائر من أهل العراق أو اليمن.. خطباء شجعان، مقاتلين مواجهين لأعدائهم، على يقين من الحق، ويقين من حقائق الإمامة، متيقنين بالشفاعة والجنة.
محمود الربيعيmahmoudahmead802@hotmail.com
https://telegram.me/buratha