وليد المشرفاوي
تقوم كثير من الأجهزة والإدارات الحكومية كالوزارات والمؤسسات العامة، بالمهام والأنشطة التي من شأنها تقديم الخدمة للمواطن بصورة يومية.. أو دورية.. فالجميع لا يستغني عن هذه الخدمات .والدولة العراقية منذ تأسيسها حتى الآن وحسب الدساتير فمثلما هي معنية بواجبات الأمن الداخلي وإقامة العدالة والدفاع عن الوطن.. فهي معنية أيضا بالواجبات التي من شأنها تقديم الخدمات المستمرة للمواطنين عن طريق المرافق العديدة التي أُنشئت لهذا الغرض ,فعلى الحكومة الاهتمام بالمراجعين من المواطنين وغيرهم لهذه المرافق وغيرها.. حيث تضمنت الأنظمة واللوائح التي تنظم العمل في هذه المرافق ما يدل على ضرورة حسن التعامل مع المراجع وتسهيل سير معاملته.. كما يجب على الحكومة إنشاء مكاتب لخدمة المراجعين في سائر الأجهزة والمؤسسات الحكومية التي تقوم باستقباله ومتابعة سير معاملته وإفادته بما تمَّ عليها في حدود ما يخدم مصلحة العمل. والحكومةعندما تقوم بذلك تجاه المواطن فذلك ليس منة منها على المواطن كون المواطن هو الأساس فيما تقوم به من واجبات وخدمات باعتبار أن المواطنين يمثلون القوى البشرية التي يُعتمد عليها بعد الله عز وجل في تقدم الوطن وتطوره.. فعلى الحكومة التأكيد على موظفي الدولة بضرورة خدمة المراجعين لكونهم مواطنين.. إضافة إلى أن هذه الخدمة تُعتبر هدفاً مهماً للحكومة باعتبارها أحد واجباتها الأساسية.. بل يجب إن تعتبر خدمة المواطن جزءاً من تقويم الموظف الذي بموجبه يمنح المزايا والترقيات في هذا المجال.. فالوظيفة أمانة وخدمة عامة ففي هذا المجال يقول المولى عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}. ويقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم: (من وُلي من أمر المسلمين شيئاً فاحتجب عنهم احتجب الله عنه يوم القيامة) .إذاً فإن خدمة المراجع وتسهيل سير معاملته يُعتبر جزءاً مهماً من العمل.. بل إن الوظائف وجدت من أجل قضاء حوائج الناس.. فالموظف للوظيفة وليس العكس، كما هو المبدأ الإداري المعروف، ولذا فإن الأمر يتطلب التعاون بين الإدارة والموظف في سبيل تحقيق هذا الواجب بالشكل الذي يتناسب مع أهميته.
فعلى كل من جهة العمل والموظف التابع لها واجبات حيال ذلك.. ومن ذلك بالنسبة للجهة ما يلي:
* بث الوعي بين الموظفين والمعنيين بأهمية واجب خدمة المراجع.
* وضع الإجراءات الخاصة بخدمة المراجعين وتطويرها من حين لآخر.
* إنشاء مكتب خاص بالمراجعين وتكليف ذوي الكفاءة واللباقة به.
* المتابعة المستمرة من المسئولين للتأكد من سلامة الإجراءات المعمول بها في هذا المجال.
* حسن الاستقبال بالكلمة الطيبة وطلاقة الوجه، فإذا كان المراجع كبيراً في السن أو معوقاً فتقدم له المساعدة المناسبة والخاصة بحالته.
* مناقشة المُراجع في الموضوع الذي قدم من أجله بالأسلوب المناسب وبرحابة صدر وفي حدود التعليمات.
* دراسة حالة المراجعين على أساس المساواة والعدالة والأولوية وعدم الإضرار بأحدهم في سبيل منفعة آخر.
* توفر الجدية والأمانة، والدقة والمسئولية لدى الموظف تجاه معاملة المراجع.. وكأنها بمثابة معاملة تخصه أو تخص أحد أقاربه أو معارفه.
* إذا كانت نتيجة الموضوع الذي يخص المراجع سلبية.. فيمكن إشعاره بذلك بأسلوب حضاري.. وإفادته بأن ما حصل في موضوعه تمَّ في إطار القاعدة العامة التي تُطبق عليه وعلى غيره.
https://telegram.me/buratha