هشام حيدر
الخرطوم- أ ف ب أعلن الرئيس السوداني عمر البشير مساء الاثنين 11-1-2009 تخليه عن منصبه كقائد للجيش تماشيا مع القانون الانتخابي لكي يتسنى له الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في نيسان (ابريل) المقبل.
وقال مصدر دبلوماسي إن قانون الأحزاب السياسية المطبق منذ شباط (فبراير) 2007 ينص انه لا يمكن الجمع بين عضوية تنظيم سياسي والقوات المسلحة.http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/12/97048.html
طبعا هذا مايحصل في دول( متخلفة ) مثل السودان التي لاتعرف معنى الديمقراطية ولا التعددية وليس لها دستور ولامجلس نواب وليس لها حضارة يزداد عمرها في كل عام ...الف عام !في بلاد الحضارات يجوز الجمع بين قيادة القوات المسلحة ورئاسة الوزراء وقيادة حزب سياسي وليس مجرد العضوية فيه اذ يحق لاعضاء الحزب ان يتفاخروا امام اقرانهم بان زعيمهم هو زعيم الجيش والحكومة وهو صاحب الصحارى الثلاث والبحور الثلاث كما عبر اليابانيون عن والي بغداد في (مغامرات السندباد)!لايسئل عما يفعل وهم يسئلون !من شاهد الخرطوم يتحسر على بغداد ......الحقيقية طبعا وليست تلك التي صورها اليابانيون زمن سندباد !يسمعون عن بغداد ولم يسمعوا عن مثل عربي يقول ( ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه).......وهذا كان حال الجنود الاميركان الذين شاهدوا بغداد ..كما انه حال الجنود البريطانيين الذين كانوا على مقربة من بغداد عام 1917 وهم يحلمون بليالي الف ليلة وليلة بعد ان عاينوا خراب مدن وقرى العراق الاخرى وتخلفها كما عاين بعد قرن من الزمان نظرائهم الاميركان ثم راعهم حال بغداد لما اقتحموها !تطورت الخرطوم...وتطورت غزة...ولانريد ان نتحدث عن دبي طبعا وحالها في السبعينات وبرجها في الالفية الذي كلف مليارا من الدولارات لاغير يضيع بين اسنان المسؤول العراقي كما تضيع فضلات الطعام !فلاعجب ان تكون موازنة الرئاسات الثلاث التي اصبحت اربعا تعادل نصف ميزانية دولة مثل سوريا !!تعرفون ماهو السبب ؟؟السبب هو ان مواطني تلك الدول دعموا حكوماتهم...فدعمتهم ..... اما نحن فقد تعاقبت الحكومات على (دعمنا)...فسحقتنا !اجتهدت حكوماتهم لاجل ان يكونوا مبسوطين (بالمصري)....اما نحن فقد اجتهدت حكوماتنا لان نكون مبسوطين كذلك...لكن بالعراقي !واذا اراد المسؤول هنا ان ينتقد الفوضى والتخلف مط شفتيه وقال متهكما ( قابل احنة بالسودان)!** ** **وقد تسمع عن اوضاع السودان ومايحدث فيها من بلبلة سياسية والسبب هو نفط الجنوب الذين نجحت عصابات التبشير التابعة لمجلس الكنائس العالمي الذي انشأته المخابرات الامريكية منتصف القرن العشرين في تنصير الكثير من وثنييه مع تحريضهم وغيرهم لاجل الانفصال وتكوين دولة ليست عربية ولامسلمة تحتكر النفط كتكرار لما حصل في تيمور الشرقية التي سلخوها عن اندونيسيا... لكن مشكلة العراق ان اهل الجنوب فيه شيعة وتجاورهم ايران لذا كتب القتل والقتال عليهم ..وعلى المحصنات جر الذيول !تسمع ايضاعن حملة شركة (google ) وجامعة هارفرد وغيرها من المؤسسات (لمراقبة الوضع الانساني وانتهاكات حقوق الانسان في السودان عبر الاقمار الصناعية)....لكنك لم تسمع عن شيء شبيه ولو بجزء من المليون عن الوضع في وسط وجنوب العراق زمن صدام او غيرها من مناطق العالم المنكوبة باحتلال او ديكتاتوريات !وتسمع ان الصادق المهدي وهو الرئيس قبل البشير يهدد الرئيس الحالي بين يوم واخر عبر الفضائيات من داخل السودان ؟؟وتسمع ان الحكومة تقرر اجراء استفتاء لاهل الجنوب ...وتقرر دعمه اذا قرر الانفصال وتكوين دولة !وتسمع ان الرئيس يستقيل من الجيش ومن قيادته لخوض انتخابات رئاسة !لكن - على اية حال - احنة شعلينه ؟...قابل احنة بالسودان ؟؟!!وحيث اننا (مو بالسودان)....فان علينا ان نعد العدة من الان ليوم سيتولى فيه البعث مقاليد الحكم رسميا ونسعى من الان للفصل بين المناصب الحكومية من جهة وبينها وبين المناصب والانتماءات الحزبية من جهة اخرى لاسيما المناصب السيادية والامنية منها على وجه الخصوص حتى لايقال بعد سنوات.....(قابل احنه بالعراق)!وساعتها لن يجد (رياض الوادي) لنفسه ملجأ من البعثيين ...لافي الاهوار التي جففت ...ولا (خلف السدة) حيث توعد البعثيين واضحك الحاضرين!
هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/
https://telegram.me/buratha