المقالات

الوزير أم المؤسسة ؟ /

1115 14:21:00 2011-01-05

حافظ آل بشارة

ربما يطول انتظار تعيين الوزراء الأمنيين وذلك لشحة المستقلين في هذا البلد الصغير ، كيف يمكن العثور على شخص مستقل في هذه الايام ؟ ولماذا هو مستقل ؟ وهل كان متيسرا لاحد ان يدخل العمل السياسي مع النظام أو ضده ما لم يكن منتميا الى حزب البعث او أحد أحزاب المعارضة أو المقاومة ؟ واذا تم ترشيح الرجل المستقل من قبل حزب ما الا يخل هذا باستقلاله ؟ هذه الاسئلة تنشط الآن في الشارع العراقي غير المبلط ، فالناس من عالم وجاهل يعتقدون بأن الانهيارات الامنية المتلاحقة وتفاقم الاغتيالات بالكاتم سببها تأخر تعيين الوزراء الامنيين ، وفي المقاهي والاسواق وحافلات النقل تحتدم النقاشات بين المواطنين حول هذه القضية ، لكن الواقع يعيطي مؤشرات من نوع آخر فالعمليات الارهابية كانت وما زالت متواصلة بوجود الوزراء الامنيين أو بغيابهم ، وللعلم والاطلاع فان اي فشل يصيب الارهاب في العراق ليس سببه عبقرية الوزير الفلاني أو كفاءة القائد العلاني صحيح كان هناك تصدي تأريخي للأرهاب عبر العمل الجماعي الطوعي والكفاءات الفردية ، لكن هناك ايضا قوانين التأريخ ونواميس الوجود فالارهاب يجب ان يفشل ببساطة لأنه يسير بعكس تيار الحياة ولا يملك هامشا مناسبا من الخيارات ، فالارهابيون لديهم وسيلة واحدة يراهنون عليها وهي القتل فان فشلت هذه الوسيلة هزموا فورا ، أما الشعب العراقي فلديه الف وسيلة في المواجهة والف نوع من البدائل ، وقد توفرت للقتلة فرص نادرة ليجربوا فاعلية القتل وجربوها الى حد الابادة الا ان الشعب العراقي كان يقاسي جراحه بصمت ويزداد تمسكا بالصبر والوحدة والاتزان وتجاهل الكارثة الامر الذي أثار جنون الارهابيين ونشر الخيبة لدى دول نفطية انفقت ملايين الدولارات لافشال العملية السياسية في العراق ولم تفلح ، فشلوا في تحقيق اهدافهم المزعومة والعراق في اسوأ فراغ امني وفي ذروة الركود والفوضى السياسية بعد الانتخابات في السنة الماضية فمتى ينجحون اذن ؟ وفي تلك الاجواء وبعدها ايضا تمكنت القوات الامنية من توجيه ضربات موجعة الى الشبكات الارهابية ، اصبحت تلك الاجهزة تعمل بروح المبادرة الفردية دون ان تتأثر بالفراغات القيادية عندما تحدث ، وكانت عملية كشف وتفكيك الشبكة التي تقف وراء جريمة القتل الجماعي في كنيسة سيدة النجاة عملية متطورة وتدعو للاعجاب ، اضافة الى عمليات أخرى ترقى في حرفيتها الى اعمال احدث استخبارات العالم ، وهي تعيد ثقة الشعب بالقوات المسلحة وجهدها الاستخباري ، الا ان هذه المنجزات يجب ان تؤطر بالمهنية والتنظيم المتواصل ولا تبقى مستندة الى القيم المعنوية وحدها ، الوزارات الامنية تحررت من هيمنة وزراءها واصبحت قادرة على العمل بدونهم ربما بسبب تدخل رئيس الوزراء كقائد عام للقوات المسلحة ودور مكتبه في سد الفراغ احيانا ، أو بسبب النظام العسكري التقليدي السائد في تلك الوزارات ، ومن المفروض ان تعمم هذه القواعد على بقية الوزارات كنظام مؤسسة. عندما يفشل الاداء الحكومي بسبب غياب الوزير ، فذلك لا يعني انه سينجح بحضوره ، وليس من المعقول ان يكون حضور او غياب شخص واحد له هذا الاثر الاعجازي ، هناك احتمالان اما ان وزراءنا شخصيات خارقة يقولون للشيء كن فيكون ، واما ان الجهاز الاداري للبلد اصبح يعمل بآليات عشائرية تعتمد رمزية الوزير وغياب المؤسسة ، فالموظف يعمل للوزير وليس للمؤسسة ، فيما يبقى المفترض أن المؤسسة ثابتة والوزير متغير ، والوزارة ملك للشعب وليست غنيمة مسجلة بأسم شخص او حزب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك