المقالات

ثورة سبايا آل محمد

1295 20:03:00 2011-01-11

قاسم التميمي

لقد حمل يوم عاشوراء في طياته مصائب ومآسي أمتزجت بمظاهر الطهر والقداسة فتمخض عن ذلك التركيب العجيب ملحمة عريقة تطوف بالأجيال على الحقائق الألهية الخفية، وتصل بهم في النهاية الى حيث المشاهد المؤلمة الأخيره:أطناب تلتهمها النار بشراهه وسماء حجبتها سحب الدخان المظلم وأطفال يضجون بالبكاء مشدوهين ونساء يتلاقفن سياط الأعداء بصبر ووجل وأجساد مقطعة الرؤوس تسقي الأرض بدمائها الزكية وعليل يتحامل على عصاه وهو يرقب لحظات القدر المريعة تلك .وبعدها يأتي موكب السبايا الذي يحث الخطى من مكان الى آخر ويقطع القفار تلو القفار يتقدمه رأس رجل من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وأقربهم منه وأعلاهم قدرا رأس رجل أنقطع بقتله وجود أبناء الأنبياء من أهل الكساء.لقد كان لهذا الركب من جانب :حرارة ثوره ومن جانب آخر أنين مكروب وبكاء على فراق حبيب ليس لعودته رجاء ولابعد وداعه لقاء فما حال جمع من النساء وسط وحوش ليس لها من الرحمة نصيب ؟ ومامصير أطفال يتامى غاب عنهم الولي والكفيل ولم يبق لهم الا امام عليل فد أخذت الكربات منه مأخذها وحال المرض بينه وبين الحول والقوة.فما زال الألم مقيما بين حنايا ذلك الركب الحزين يعتصر بالحرقة قلوب المسبيات من بنات النبيين مع مايحيطهن من خوف من المصير المحتوم ،فالحارس قاتل الأحبة والحادي ملؤه الشنآن والغلظة والمشايعون قد ماتت قلوبهم فهم في شهواتهم يعمهون ولايطيعون الا الهوى ولايعبدون الا الدنيا.وعلى الرغم من أن جل الركب كان من النساء والصبية الا انه صار كسيف مغمد تلمع حشاشته كل حين لترتعد منه فرائض الظالمين وتتزلزل له عروش الطواغيت المتجبرين فيبادروا لتحريك الركب عن موضعه ودفعه الى حيث مستقره.لقد أشعل ذلك الركب بعد مصرع الأمام الحسين عليه السلام ثورة عظيمة ذلك انه في خضم تشويه الحقائق التي كان يسعى اليها بني أمية فأنه قد يسهل آنذاك تبرير قتل الامام عليه السلام وتمويه الحقائق على الناس في ذلك الوقت ولكن أنى لهم تبرير سبي بنات رسول الله على مرأى ومسمع الامة بين البلدان ؟ فهذا العمل لوحده كان كافيا لفضح السلطان الأموي وتعرية وجهه القبيح امام المسلمين جميعا .هذا بالأضافة الى ماكان الامام السجاد عليه السلام وعماته وأخواته يلقونه من خطب وكلمات بليغة في الناس تبين لهم الحقائق وتحرك المشاعر ضد الظلم والطغيان ،لذا تجد ان في كل مقام وعظ لآل بيت الرساله على رؤوس الملأ تسمع البكاء والعويل بين حشود الناس حتى قيل للامام السجاد : نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولاراغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك وسلم لسلمك لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا.السلام على الامام المفجوع الأسير والسلام على عيال الحسين سبايا آل محمد وعلى الذرية الطاهرة الممتحنة ماأشرقت شمس وأنار قمر ورحمة الله وبركاته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقيه - العراق الحبيب
2011-01-13
السلام عليكم التعليق مؤثر جدا لمثل هكذا موضوع مؤثر .... ارواحنا لذكرهم الفداء سبايا ال محمد ص ...... ولكن استرعي انتباه الموقع الى انه وجود ثم في بداية التعليق يعني انه هناك تعليق قبله هل من تركيز في التعامل مع التعليقات التي تبذل جهود ووقت في كتابتها وهي جزء من سبب استمرارية الموقع في هذه المكانة التي يحتلها ... دمتم
يا لطـــــــــــــه
2011-01-13
ثم ثم هبوا سلبوا ما في الخيام حرقت بالذل والجور الخباء شرد الاطفال ذعرا للفلا وعليل الطف والال النساء ثم أسرى بحديدكبلوا ال الرسول وتباروا برؤوس حملتها الأدعياء خسأت كل قبيله برؤوس الشاهقين قسموها يا لهم خزي يزيد ووباء؟ كي لهم ذلا وعارا كي لهم يربو من الطغو النجاسات عطاء كل هــذا وعروش النــور تزهو بالفــداء كي يــقــام الدين للأخرى نقــاء يالعمري كم بذااليوم يزيدا كم عبيد الله كم شمورا كم من الحجاج عهراودناء ومن الهارون داء يا غيارى طهروا الارض صــفاء؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك