* راسم منصور
ثورة الجياع،اشعل فتيلها شاب تونسي يدعى(بوعزيزي) أحرق نفسه أمام المجلس البلدي في مدينته ،لأنه عاطل عن العمل،ألألاف مثله في تونس ،والملايين في الوطن العربي كله ،حرك مشاعر الغضب. ازدادت الاحتجاجات وصلت للعاصمة تونس هرب الدكتاتور وترك بلاده تغرق بالأرباك والفوضى،هكذا هو حال الدكتاتوريات الهروب دائما من مواجهة الشعوب.مئات الألاف من العاطلين عن العمل في العراق ،يقابلهم الاف السراق والفاسدين والمسيطيرين على قوت الشعب ،تحميهم الدولة بمؤسساتها ،ويدافع عنهم اعضاء الحزب الحاكم ،ولا اخشى شيئا حين اقول أن المالكي نفسه وهو رئيس وزراء العراق يدافع عن البعض منهم ،ويضغط على القضاء من اجل الافراج عن بعض منهم (ولنتذكرجميعا وزير التجارة السيد السوداني وقضيته الشهيرة).ليس بجديد أن نقول أن العراق يتصدر دول العالم بالفساد الأداري والمالي وليس بجديد القول أن شخصيات مقربه من رئيس الحكومة وحزبه هي من تشير أليها اصابع الأتهام في هذا الفساد، ولكن الجديد اليوم هو أن الشعب العراقي أستوعب تماما درس الشعب التونسي، وهو كشعب لايقل جرئه وشجاعة واقدام عن الشعب التونسي ،بل يفوقه في ذالك لاسباب عديده لعل اولها حجم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي وكذالك الوعي الكبير الذي تبلور لدى الشعب خلال الثمان سنوات الماضية ،كما وأن العراقيين كشعب له قياداته ورمزه التي يقدسها وبالتالي فأن صفة الالتزام والتقديس و(ولاية الامر) بالنسبة للحكومة منتفية تماما . فالحكومات بالنسبه لا تشكل إلا أداره لمصالحة المالية والتنظيمية والقانونية فقط ، وللعلم الشعب العراقي جرب العيش دون حكومة لفترة تعدت السبع اشهر.لذا على الحكومة العراقية والسيد المالكي نفسه وصقور حزبه والمقربين والحاشية والبطانه التي تزداد يوما بعد اخر بأن تستوعب الدرس التونسي جيدا ،وتعي خطورة الأمر وتعمل على أصلاح الامور وتقليل عمليات الفساد الاداري والمالي ،والكف عن أهدار اموال الشعب ،وعدم السماح للمفسدين بالاستيلاء على اموال هذا الشعب المسكين والمبتلى. فالعراق وأهله لن يسمحوا للظلم أن يدوم ،كما وأنا التاريخ وحركته التلقائية ستكشف الكثير من الامور التي سيطلع عليها الشعب وحينها سيكون موقفكم يامن تحكمون العراق واهله اكثر عارا وسخرية من موقف الرئيس التونسي .أللهم أشهد أني بلغت.
*كاتب وفنان عراقي يقيم في القاهرة
https://telegram.me/buratha