المقالات

نفحات من حياة الشهيد حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد مهدي الحكيم (رض)

939 21:36:00 2011-01-17

الشيخ حيدر الربيعاوي

نفحات من حياة الشهيد حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد مهدي الحكيم (رض) بسم الله الرحمن الرحيم (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) نشأ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في أحضان والده الإمام الحكيم (قده)حيث العلم والتقوى والصلاح، ودرس على يد أحد الكتاتيب في مدينة النجف الأشرف، وعند بلوغه العاشرة من عمره درس المقدمات على يد الشيخ محمد تقي الفقيه بأمر من والده، وبعد انهائه للمقدمات درس السطوح في الفقه والاصول والمنطق عند آية الله السيد محمد علي السيد أحمد الحكيم. وحضر البحث الخارج عند آية الله الشيخ حسين الحلي، كما حضر مدة قصيرة عند آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي في الفقه الخارج، وكانت له علاقة وثيقة بالشهيد الصدر (قده)؛ فقد خصص له السيد الشهيد درساً في الأصول ولم يكن يحضر هذا الدرس الخاص أحد. في بداية شبابه عرف عنه اهتمامه المبكر بالعمل الإسلامي، والدعوة للإسلام. وقد مارس في سبيل ذلك الكثير من النشاطات الاجتماعية واتصل في هذا المجال مع الكثير من الشخصيات الفكرية والمهتمين بالتحرك الإسلامي وعلى رأسهم السيد الشهيد الصدر (قده). وفي أوئل عام 1964م مثل والدَه في بغداد وقد مارس العمل التبليغي طيلة السنوات التي قضاها هناك، حيث كانت حافلة بالنشاط والعمل المتواصل؛ فقد شهدت مدينة بغداد والكاظمية والمدن المحيطة بالعاصمة خلال تلك الفترة إحداث الكثير من المشاريع الإسلامية، وانتعاش الحركة الفكرية والسياسية الإسلامية، وبناء الحسينيات والمساجد وعودتها لممارسة دورها الرائد كمنطلق ومركز للتجمع الإسلامي. وكان العلامة السيد محمد مهدي الحكيم (رض) عضواً فعالاً في (هيئة جماعة العلماء في بغداد والكاظمية) التي كان لها دور كبير في نشر الوعي ومقاومة الأنظمة المشبوهة الحاكمة , وعندما أدرك حزب العفالقة مقدار التأثير الاجتماعي والسياسي الذي يملكه العلامة السيد مهدي الحكيم في العراق عموماً وخطورة علاقاته الجهادية مع السياسيين وشيوخ العشائر وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية على مستقبل نظامه العفلقي، افترى له مهمة الارتباط بالأجنبي من أجل إلقاء القبض عليه، ولتشويه سمعة المرجعية وكسر هيبتها.. وقد كانت المرجعية حينذاك تخوض صراعها المرير ضد النظام العفلقي، وقد جاء هذا الاتهام عبر الإذاعة في حزيران/ 1969م، اصدر النظام عليه فيما بعد الحكم بالإعدام ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هذا وقد خصص النظام العفلقي جائزة مالية مقدارها (خمسة آلاف دينار) آنذاك لمن يلقي القبض عليه أو يدلي بمعلومات عن مكان اختفائه, بعد هذه الحادثة استطاع العلامة الحكيم (رض) أن يسافر بشكل سري إلى خارج العراق حيث ذهب إلى باكستان، وهناك مارس منذ وصوله نشاطاً إسلامياً ملحوظاً من خلال اللقاءات المتعددة بالعلماء. وطرح المشاريع الإسلامية المتنوعة؛ ولم يستمر في البقاء هناك طويلاً حيث أصر عليه المسلمون في دبي للقدوم إليهم فلبى طلبهم وتوجه إلى دبي، وهناك قام بتنفيذ مشاريع خيرية واسعة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، من جملتها بناء المساجد والحسينيات وإلقاء المحاضرات واهتمامه بالتحرك الواسع, وقد استطاع (رض) من خلال ما كان يتمتع به من شخصية فذة وقدرة فائقة على الحوار والاقناع أن ينجح في تأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية، والمجلس الشرعي الجعفري، فضلاً عن اهتماماته وتطلعاته الكبيرة لتطوير حركة الوعي الإسلامي فكرياً وسياسياً في البلدان الإسلامية. وبعد مرور عدة سنوات على وجوده في دبي طلب منه السيد الشهيد الصدر (قده) الذهاب إلى لندن والاستقرار فيها من أجل إدارة العمل السياسي والإسلامي هناك وتوسيع رقعة المعارضة العراقية ضد النظام في الخارج، وكان ذلك قبل اندلاع الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الإسلامية, بعد وصوله إلى لندن وتصاعد حركة المعارضة العراقية ضد النظام العفلقي على الصعيدين السياسي والعسكري أسس: 1 ــ (حركة الأفواج الإسلامية)؛ وكان الهدف منها جمع القوى في الساحة العراقية في أوربا ضمن اطار متفق عليه وتوحيد الصف لمحاربة النظام العراقي. 2ــ (مركز أهل البيت)؛ وهو مركز ثقافي عقائدي هدفه خدمة قضايا العالم الإسلامي عموماً. 3 ــ كان له دور رئيس في تأسيس منظمة حقوق الإنسان في العراق. 4 ــ تأسيس (لجنة رعاية المهجرين العراقيين) التي مقرها لندن، وقد قامت هذه اللجنة بإرسال ممثلين عنها لزيارة معسكرات المهجرين العراقيين المقيمين في الجمهورية الإسلامية. لدى حضوره مؤتمر (الجبهة الوطنية الإسلامية) الثاني في السودان، هاجمه أحد المجرمين من أزلام النظام الجائر وأطلق عليه ثلاث رصاصات غادرة، انتقل على أثرها إلى عالم الشهادة، حيث فاز بالدرجات الرفيعة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وكان ذلك عصر يوم الأحد الموافق 17/1/1988 (انا لله وأنا أليه راجعون) ( فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا) الشيخ حيدر الربيعاوي / ميسان /الميمونة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشيخ زكي التميمي
2011-01-17
رحم الله الشيدمحمدمهدي الحكيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك