المقالات

مصير بن علي واخوته /

941 19:57:00 2011-01-17

حافظ آل بشارة

التغيير السياسي الذي جرى في تونس جاء ضمن التسلسل الطبيعي المتوقع ، انظمة المنطقة لم تعد ملائمة لهذا العصر ، كانت الشعوب العربية في منتصف القرن الماضي تعيش أجواء مختلفة تماما في اعقاب الحرب العالمية الثانية وفي ختام حقبة رموز الانتداب ، تصوروا ان انظمة الحكم الجمهوري جديدة ومتحضرة لانها بنيت على انقاظ الاستعمار المباشر وهي في الحقيقة اسوأ من الاستعمار ، بمرور العقود بدا ينمو الشعور بالخدعة التاريخية ، واتضح ان هؤلاء القادة مجرد لصوص وانذال يستخدمون الجيوش لقمع شعوبهم ، نظام بن علي في تونس والانظمة الشقيقة له تستخدم ادوات متشابهة لكي تستمر في السلطة مثل الاعلام المأجور والخطابات المشحونة بالاكاذيب والانتخابات الشكلية المزورة والبرلمان المزيف والدستور الكاذب ، احيانا يغضب الشعب ويتظاهر ويتلقى الرصاص بصدوره لانه يشعر بالخجل والاهانة الذاتية من وجود حاكم يخدعه ويضحك عليه ويستغبيه ، ثورات الجياع يمكن ان تقدم مفتاحا لتغيير اكثر من نظام في عواصم عربية معروفة ، بعض الفضائيات الحكومية العربية حاولت ان تقلل من شأن الحدث التونسي وترسم له صورة مخيفة فهم يصفون ما جرى بأنه فوضى عارمة وعنف وضياع ويقود الى مستقبل مجهول يريدون من المواطن العربي ان يصدق بأن بقاء الحكام الظلمة افضل من تغيير سياسي بهذا الشكل ، وان ما يحدث ليس حلا بل هو اسوأ من المشكلة نفسها ، هؤلاء الحكام لا يستطيعون ان يقولوا اكثر من ذلك حول ما حدث في تونس كي لا يتهموا بمؤازرة الطغاة ، واذا تكرر المشهد التونسي في اي بلد عربي فلن يستطيع الحكام مواجهة التظاهرات الغاضبة بالحديد والنار لان هناك ما تسمى بسلطة المجتمع الدولي التي يعرفها الحكام اكثر من الرعية ، تلك السلطة هي التي سهلت اعدام صدام واركان نظامه وهي التي تراقب الوضع وتستطيع رفع غطاء الشرعية عن اي حاكم يريد ممارسة القمع ، منذ مطلع الالفية الثالثة شعر الحكام باستحالة استخدام القمع من داخل القصر الرئاسي فاوكلوا المهمة الى عصابات ومجموعات ارهابية متحركة تقاتل بالنيابة عنهم ويستخدمونها لاضرام الحرائق في اي مكان يشاؤون ، لكن ثورة الجياع تتحطم امامها كل الوسائل . انظمة الحكم التي تشبه نظام تونس المنهار لديها فرصة لمراجعة النفس واجراء تغيير سلمي ، اي الاستقالة قبل الخلع ، والسفر الطبيعي قبل الفرار ، والاستعانة ببيان التنحي قبل بيان التنحية ، الاستقالة توفر وقتا كافيا للرئيس لجمع امواله وتصفية املاكه وتهيئة اقامته في دولة ما معززا مكرما وربما سيجد لاحقا من يذكره بخير في دولته الام وعلى الاقل يصفونه بانه طاغية ذكي . ولكن على نخبة المعارضين ان لاتسمح للطغاة بجعل البديل جحيما ، ليقولوا بان الديمقراطية فاشلة وان هذه الشعوب لا يصلحها الا القمع ، فعلوا ذلك في العراق ويحاولون فعله في تونس اليوم وجميع اخوة زين العابدين بن علي من العرب وغيرهم يعدون العدة لجعل الديمقراطية التي تخلفهم غالية الثمن سيئة السمعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عماد العوادي
2011-01-18
اذا اعتقدت الشعوب انها ستحصل على حقوقها وهي نائمة فلتستمر بنومها رحم الله ابو القاسم الشابي حيث قال (اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك