المقالات

رئيسنا خادم العتبات الاربع /

974 18:01:00 2011-01-19

حافظ آل بشارة

بينما يقترب موعد زيارة الاربعين الحسينية المباركة ، يواصل مئات الالاف من الزوار توافدهم على كربلاء المقدسة مشيا على الاقدام كما اعتادوا في احياء هذه الشعائر ، ويختار الزوار القادمون من خارج العراق نقاط انطلاق قريبة من كربلاء للسير منها الى الحرمين المقدسين مشيا ، وقد لاحظ المراقبون زيادة هائلة في عدد الزوار لهذه السنة من الداخل والخارج الامر الذي يثير مزيدا من القلق في اوساط المعنيين بالأمن والخدمات في وقت تتواصل المطالبات بأن تنفذ الدولة قرارها المؤجل الذي يقضي بتأسيس هيئة وطنية لادارة الزيارة والسياحة الدينية ليكون الاهتمام بشؤون الزيارة جاريا على المستوى الوطني ومن مراكز القرار العليا ، فالهيئة الوطنية تعزز قدرات المدن المقدسة ودوائرها السياحية خاصة وان عدد الزوار في تصاعد ولم يرافقه اي توسع في امكانيات المدن المقدسة على صعيد الطرق السالكة والساحات والفنادق ومخيمات الايواء المؤقت ومراكز الاستراحة والمطاعم والاسواق والمراكز الصحية ووسائل النقل . هذه التجمعات الشعائرية عبادية تطوعية وستبقى هكذا وكذلك تبقى الخدمات المقدمة للزوار هي الاخرى ذات طابع خيري تطوعي لكن تدخل الدولة ضروري في ادارة الزيارة وخدماتها وأمنها ، ويجب ان تنظر الى هذا الدور من زاوية روحية بما يرمز اليه من شرف معنوي وما يسبغه من بركات على البلاد والعباد فخدمة ذكرى اهل البيت ع لا تقل قدسية عن خدمة حجاج بيت الله الحرام ، ويمكن ان يحمل رئيس دولتنا لقب خادم الحرمين ايضا والمقصود النجف وكربلاء بل هو خادم لاربع عتبات باضافة الكاظمية وسامراء وهو لقب تشريفي كبير ، هناك رؤية عراقية لخدمة الاسلام وتحديث الشعائر ورفدها بوسائل الادارة المتطورة في اطار تعريف الاسلام للعالم بشكله المتحضر الذي يجعل قلوب المسلمين تزداد ثقة بدينهم وتهفو اليه وتقاوم مشاريع الالحاد والردة والتكفير ، واحياء ذكر اهل البيت ع انما هو احياء للاسلام باعتداله وحضارته وتسامحه . اما اذا نوقش الموضوع من زاوية اقتصادية فان العراق مرشح لاحتلال المرتبة الاولى بين دول المنطقة في النشاط السياحي الديني والثقافي ، وهذا يعني امكانية ان تتحول السياحة الى مصدر ثان لتكوين الدخل الوطني بعد النفط في وقت يحذر الخبراء من خطورة استمرار الاقتصاد الاحادي النفطي وعدم العثور على بدائل مستدامة ففي مواجهة تفرد النفط يمكن للعراق ان يحيي قدراته السياحية والزراعية لتهيئة مصادر ثروة جديدة ومتجددة واكثر امانا ، ثم ان السياحة تفتح ابواب التبادل الثقافي مع العالم ، ومن يقترب من عتبات اهل البيت ع سيقع في جاذبية الحب التكويني لهم وهي مجربة وسيقصد العراق في كل حين زائرا ومواليا ومحبا ومندمجا في العراق وثقافته ، وذلك يتوقف على نجاح العراق في ادارة رحلة الزيارة وتحويلها الى تجربة فريدة في حياة الزائر يود تكرارها ، لهذه الاسباب نتمنى ان تكون للسياحة الدينية هيئة وطنية ذات خبرة تفتح ابواب العراق لتستقطب العالم كل يوم محطمة الحدود حيث تراب الطف مهبط لقلوب العاشقين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك