د. عبد السلام الصبار
مرة ثانية وثالثة وعاشرة وربما المرة الألف.. تسيل دماء بريئة بأعداد هائلة في العديد من مدن العراق مع اقتراب الزيارة الأربعينية للإمام الحسين عليه السلام، وإذا كان من الممكن ان تمر تفجيرات صلاح الدين وديالى كأخواتها السابقات فلا يمكن ان يمر تفجير كربلاء المروع بدون وقفات تأمل وعلامات استفهام حمراء.مركز الزيارة الأربعينية هي مدينة كربلاء.. وعلى هذا الأساس ومنذ اسابيع والحكومة بكل اجهزتها وخاصة الأجهزة الأمنية تلاحقنا بتصريح تلو الآخر عن استعداداتها وتجهيزاتها ومراقبتها لكل صغيرة وكبيرة في المحافظة. ولا تكاد التصريحات تنقطع حتى يدوي انفجار يسفك دماء برئية يختلط فيها الطفل بالمرأة والشيخ بالمقعد ممن لا حول لهم ولا قوة، وقد دخلوا المدينة او اطرافها آمنين مستبشرين فرحين مصدقين وعود الحكومة بأمن وأمان وراحة واطمئنان. هنا من حق الجميع ان يرفعوا سؤالا بل اسئلة الى مسامع من يعنيهم الأمر:1- من بالضبط يقف وراء هذه التفجيرات الإجرامية التي تطال الأبرياء.. ولا نريد ان يعودوا علينا بالإسطوانة المشروخة بما يسمى بالبعثيين والصداميين والقاعدة .. الخ. فهذه العناوين لم تعد تقنع احدا بل إنها اصبحت تعطي مردودات عكسية لما يراد لها. (فإن كان البعثيون والصداميون او القاعدة بهذه القوة وبهذه الإمكانات بحيث يخترقوا كل التحصينات الأمنية وكل المدن المؤمنة وكل يوم يعلن عن اعتقال المئات منهم منذ سنوات ولا يقضى عليهم فإن الأمر مرعب حقا لأن هذا يعني ان من وراء هذه الإعلانات يريد ان يقنعنا ان هذه العناوين اعدادها ضخمة وإمكانياتها هائلة وامتدادها الشعبي كبير، فإن كان حقا ما يقولون فذاك يعني انهم من باب اولى لهم الحق بالسيطرة على العراق او انهم سيسيطرون عليه لاحقا او بمعنى آخر لو اتيح لهم الدخول في العملية السياسية ديمقراطيا فإنهم سيجتاحون الإنتخابات).2- علامة استفهام كبيرة اخرى، لماذا هذه التفجيرات دائما تطال الفقراء والمساكين والمستضعفين ولا تطال كبار الساسة والمسؤولين وهم والحمد لله في عراقنا الجديد يعدون بالآلاف. إن كان الجواب ان السادة المسؤولين محصنون امنيا.. فإن تأمين المدن الصغيرة مثل كربلاء اسهل خاصة وإن الأجهزة الأمنية تردد منذ اسابيع انها أمنت كل شيء.3- كم تمنينا ان يعرض المسؤولون الأمنيون العناصر التي يلقون القبض عليها والتي قامت بقتل الأبرياء على شاشات التلفاز ليدلوا بإعترافاتهم... ليس عن عمليات التفجير.. بل عن الدول التي تقف ورائهم ثم يصار الى تقديم هذه الإعترافات الى الجهات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية فإما ان تكون هذه الإعترافات حقيقية وبالتالي يصار الى وضع حد لمصادر التمويل لهؤلاء القتلة والمجرمين وقطع الطريق عليهم بصورة نهائية وإما ان تكون هذه الإعترافات ملفقة فيمتنع المسؤولون عن عرضها ثانية فقد سأم الناس رؤية اشخاص كثيرين يعترفون بمسؤوليتهم عن هذه الجرائم ومنذ سنين لكن لا هذه الجرائم توقفت ولا عرفنا الدول التي تقف ورائهم ولا اتخذت اي اجرائات ضد الدول الممولة وبالتالي فإن الناس بالعراق ما عادوا يعطون اهمية لتلك الإعترافات ولا يصدقونها، فما قيمة الإعترافات وما فائدتها إن لم تكن تؤدي الى وقف النزيف وكشف المستور.4- وليس سرا خافيا على أحد ان الكثير من ابناء الشعب العراقي بدءوا يتهامسون بصوت مسموع ان هذه التفجيرات انما يقف ورائها جهات تعمل داخل منظومة الحكم والإدارة العراقية وبمسميات واشكال مختلفة، لا نريد ان نذكرها الآن حتى لا تكثر قائمة الذين يزعلون منا.5- وبما ان دماء الشعب البريئ اهم من اي شيء آخر فقد نضطر الى الإشارة الى الأسماء التي يتهامس بها العراقيون وعندها سنوصي من يزعل علينا ان يضرب رأسه بأقرب حائط.6- إن الامر جد خطير ولا يحتمل الصبر ولا يمكن للشعب ان يصبر اكثر من هذا، فكل قطرة دم تسيل تعني ان عائلة ستشرد وإن اطفال ييتمون وان نساء ترمل والكل يعرف ان الكيل طفح وان وعود المسؤولين اصبحت بلا معنى والشعب من اقصاه الى اقصاه بدء يتململ ونرجو ان لا تتحول الأمور الى الأسوء.7- في دول تحترم نفسها وهي كثيرة على خارطة العالم ..عندما تحدث هكذا اخفاقات امنية ويسقط ابرياء..تستقيل الحكومة او على الاقل تستقيل اوتحاسب الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية...لكن في دولتنا الديمقراطية يكافئ المسؤلون الامنيون وترقى رتبهم....ولذلك يقول الناس في همسهم المسموع....(ان في الامر إنَ)وسقوط البرياء جدا يزعل
https://telegram.me/buratha