علي جبار البلداوي
يخاطب الله سبحانه وتعالى عباده في الحديث القدسي ويقول (يا عبادي لقد حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرما). لماذا? لان الظلم مرتعه وخيم لان الظلم ظلمات يوم القيامة, فالانسان لا يجوز له ان يظلم نفسه, فكيف اذا ظلم غيره والأنكى من ذلك كله ان يظلم وطنه.
من يظلم وطنه يكون ظالما لنفسه ولغيره ولجميع ابناء الوطن. وظلم الوطن يأخذ ابعادا واشكالا عديدة لا بد من استعراضها في محاولة لرفع الظلم عن الوطن الذي اصبح ينوء بتحمله لنا بعد ان استنفدنا كل قواه.
ظلم الوطن يبدأ بتدمير البُنية النظيفة منه من ماء وهواء وتراب وهي المقومات الاساسية للانسان, فالماء يُستخرج بشكل جائر, ويستخدم بمشاريع لا تخدم الا اصحابها ناهيك عن تلويث مصادر المياه وكذلك هدرها في شبكات المياه المهترئة فقطاع المياه يعاني ونحن نعاني معه.
اما التراب فهو الغالي فلم نستغله حُسن الاستغلال وذلك من خلال تعدي المباني على الاراضي الزراعية واصبحت الارض بالنسبة لنا كم تساوي بالمردود المادي لا بما تنتج لتطعمنا فاختلت معادلة التراب. اما الهواء الذي لم يُعد نظيفا داخل المدن من عوادم السيارات التي تقتل هواءنا النظيف صبح مساء وكذلك مخلفات المصانع كلها تحدث تشوهات في هوائنا النظيف فأصبحت امراض الربو والحساسية شائعة في بلدنا ولا أريد ان أُشير الى اماكن المقاهي الممزوجة برائحة النارجيلة.
اما ظلم الوطن المجحف الذي لا يمكن السكوت عنه يكون من خلال الذين يعبثون بمقدرات البلد من دون خشيه حيث تتوفر لهم كل مصادر الحماية لهذا العبث بحيث لا يجرؤ احد من الاقتراب منهم لمحاورتهم فكيف لمحاسبتهم. لقد توفرت لكم ايها العابثون الحماية حتى تعملوا بحرية مسؤولة لتقودوا مسيرة العطاء الى الامام لا لتطعنوا المسيرة بخناجركم المسمومة.
شواهد العابثين بمقدرات الوطن كثيرة وهم يعيشون بيننا كأصحاب للشرف الرفيع فها هي قصورهم وسياراتهم ومدارس وجامعات ابنائهم في الداخل والخارج وارصدتهم في البنوك المحلية والاجنبية شواهد عيان على ما اقترفت ايديهم من ظلم للوطن.
المبالغ التي نسمع عنها من عبث العابثين لم تعد بالآلاف كما كانت بالسابق الآن اصبحت بالملايين واخذت تشل الميزانية وتثقلنا بالمديونية.
لا اعلم بماذا نُجيب ابناءنا وهم يسألون عن ملف النفط وملف الموارد من قبل. نريد لهذه الملفات ان تتوقف عن ظلم الوطن.
اما عن صور ظلم الوطن فهي صور يشاهدها كل ذي بصيرة وبصر, نظلم الوطن عندما لا نقوم بالواجبات الموكولة الينا بأمانة وننظر للوظيفة على انها فرصة سانحة للثراء, يمكن ان نعطل على الوطن مشروعا استثماريا كبيرا اذ لم تكن هناك استفادة شخصية مرجوة منه.
نظلم الوطن بالعنف المجتمعي فقد نفد الصبر عند البعض واصبح يستخدم يده وسلاحه تجاه جاره, او تجاه كادر طبي يخدمه, واصبحت صور العنف
https://telegram.me/buratha