د.علي عبد داود الزكي
؛؛ديمقراطية الغربة؛؛ حرية السكوت والصراخ في غياهب النت
يبدوا باننا اليوم نعيش حرية بمعنى وحيد وهو حرية التزام الصمت كصدق سلبي بعد ان علمتنا التجربة خلال السنوات ما بعد سقوط الصنم بعدم وجود معنى حقيقي لحرية الكلام لعدم وجود اذان حكومية صاغية لاهات الانسان العراقي اضافة الى تعاظم دور الارهاب الفكري وفرض رؤى الظلام على الانسان من قبل سلطات الجهل التي ترعب الشارع العراقي. اصبحنا اليوم لا نعلم ؛؛عن اي ديمقراطية يمكن نتحدث؟؛؛ هناك خشية كبيرة من طرح الاراء بجراءة وقوة حيث ان الظلم والارهاب والاجرام لم ينتهي بل اخذ يظهر ويتعاظم بوجوه جديدة. هل السلطة تعني اتفاق المرعبين على وضع القوانين والتشريعات على حساب القيم الانسانية وحقوق المجتمع؟!!!. كنا نتمنى زوال الطاغية صدام لكي نستنشق هواء الحرية والسلام لكي نعيش الحرية والامان ونهتف بآراءنا بجراءة وصراحة دون خوفا من منافق ودون خوفا من الجهل واستخبارات الحائط. فما ان زال الطاغية وجدنا انفسنا غرباء عن عصر الديمقراطية اللقيطة ديمقراطية المساومات والتدكتر التي لا تحترم حقوق الانسان ولا تعمل على تحقيق العدالة والمساوات ولا تحترم راي الانسان العراقي البسيط الذي عانى ما عانى منذ عقود ولازال يعاني. ان ما تم التاسيس له في عراق ما بعد الطاغية ليس فيه اي قانون محترم كل ما فيه مساومات ونهب لثروات الشعب المغلوب على امره الشعب النائم او المنوم بافيون الشعوب. نخشى اليوم الافصاح عن كل ما في داخلنا بصراحة ونخشى ان نكشف السوء ونخشى ان نتكلم لان السلطة اليوم يقال عنها ديمقراطية ولكن الوقائع والاحداث ومجريات الامور اثبتت لنا بان ديمقراطيتنا وحريتنا منذ اليوم الاول بعد سقوط الصنم سرقت واغتيل الصدق والسلام.لا يمكن لاي عراقي اليوم ان ينتقد جميع الحركات والتيارات والاحزاب السياسة العراقية بحرية دون ان يتعرض لاذى او تصفيه او ارهاب الا ان كان مقيم خارج العراق او كان يتخذ اسما مستعار في عالم مواقع النت. كنا نظن ان حرية التعبير والانتقاد ستكون رفيق الاستقرار الامني الذي تحقق خلال السنوات الاخيرة لكن للاسف لم يرافقه تحسن على مستوى الحريات لا بل بالعكس ازداد الفساد وازداد معه نشوء المافيات السياسية. بدلا من ترسخ مفاهيم حرية الراي والانتقاد لاجل الاصلاح والبناء وازالة السوء نرى ترسخ مفاهيم حرية جديدة يمكن ان نسميها بحرية الصمت والسكوت (حرية الصدق السلبي). ان محاولة تصحيح مسارات السلطة وانتقادها اليوم حقيقة يحتاج الى جهاد شعبي كبير ولربما الشعب غير مهيء لذلك اليوم. فالجهاد لا يظهر نتيجة لازمة او ازمات في فضاء غياب الحريات في سجن العيش في ظل الارهاب وسيادة الجهل المسيطر كسلطة على الشاراع. ارهاب يسجن الانسان في خانات الصبر والانتظار ويسرق العمر وتسرق شمس الامنيات. وتغيب الحريات ويفقد القانون والنظام وتسود شريعة الغاب. ان الجهاد يحتاج الى نشوء فكر توحد شعبي قبل ان يكون انتفاضة ان الجهاد فكر يحتاج الى تنشئة سليمة في مدرسة التوحد الوطني والتي تنبه الناس وتخلق منهم وحدة سلوك جماعي توجههم باتجاه الانتفاض وتحقيق الاهداف بالاسلوب الجهادي الصحيح المؤثر بطرقه واستراتيجاته المختلفة لصفع قوى الظلام والدكتاتورية. فصوت الضعفاء لا يسمعه احد ولا يهتم له احد ما لم يزلزل عروش المستبدين. صوت الضعفاء ان توحدوا وكان له استمرار وله تواصل وله تبعات قوية فانه سيحقق غايته كما حصل في تونس في انتفاضة الياسمين الاخيرة ونتمنى ان لا تسرق ثمار الانتفاضة البطولية للشعب التونسي من قبل ايتام نظام بن علي واقزام الجهل والعمالة الخارجية.لذا فان الكلام لا معنى له قبل اوانه ما لم تحين لحظة الصرخة الشعبية الموجه ضد الظلم لقلب السوء. الجهاد يحتاج الى فكر ونضج ولحظة استراتيجيه لانطلاقه وعامل المفاجئة والاستمرار مهم جدا لكي يحقق غاياته. يبدو في عصر الديمقراطية اللقيطة اليوم بان السوء سيتفاقم وسيزداد وستهوي كل المقدسات التي احترمناها وستنشا مقدسات جديدة للجيل الجديد وسيزداد ظهور قيادات الجهل المتحالفة مع السوء لادامة استمرار الاستحواذ على السلطة. ويبدو اننا اليوم في عصر الخضرمة لنشوء افكار جديدة ومفاهيم عولمة جديدة ستلغي كل المفاهيم القديمة وستهوى معاني مقدسات الدولة والوطن امام التغرب والعولمة وتكنلوجيا النت والحاسوب وسيطرة الشركات العالمية على مقدرات العالم متجاوزة حدود دولها ونفوذها لحكم العالم بالريموت كونتورل. فهل من سبيل لمواجهة كل هذه التحديات الان؟! هل نمارس طقوس حرية الصمت بصمت .. ام نصراخ في غياهب النت؟!!...
د.علي عبد داود الزكي
https://telegram.me/buratha