المقالات

حول تصريحات السيد نوري المالكي ومتطلبات المهجرين والمهاجرين

1396 14:26:00 2011-01-24

سالم مكطوف

في البداية ندعو السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المحترم أو مَنْ يمثله بزيارة لمراكز تقديم الخدمات للمهجرين والمهاجرين وخاصة في مركز الكرخ الواقع في الحارثية شارع الكندي. هناك سيجدون كيف تجري الأمور في هذه الدوائر ومعاناة المهجرين والمهاجرين العائدون إلى أرض الوطن!! في تلك الدوائر التي أنشئت بسبب وجود هذه الفئة من أبناء الشعب العراقي وفسحت المجال لتعيين عدد من الدوائر والموظفين والمدراء لتقديم أفضل الخدمات الممكنة وتذليل غير الممكنة!! لهذه الفئة إلا أن هذه الدوائر وموظفيها وشعبها أصبحت أماكن راحة واستجمام وبيروقراطية مقيتة واستئثار بالمناصب والوظائف والتصدي للمراجعين المطالبين بتسهيل معاملاتهم وإنجازها بالسرعة الممكنة والتقليل من المراجعات والذهاب والإياب لأسباب مفتعلة أو لجهل أولئك الموظفين بما هو مطلوب منهم والتخبط الواضح في الإجراءات والتعليمات التي تتغير في فترات متواصلة وليس هناك قرار أو ثبات على نمط مدروس ومعين من المتطلبات التي تتطلبها كل معاملة, ومما يزيد البلاء والمعاناة ألماً وحسرة وخيبة أمل عدم اهتمام الموظفين بواجباتهم أو يجهلونها ويقضون جل وقتهم في العلاقات الخاصة والتهرب والتغيب بدون حسيب ولا رقيب وتتقاذف المراجعين "أوامر" التأجيل والدفع شهر وراء شهر وأسبوع وراء أسبوع علماً أن أيام العمل الفعلي للنظر في الطلبات أو استلامها هو ثلاثة أيام في الأسبوع!! أما الأيام الباقية فلا ندري ماذا يعملون بها عندما نرى جموع المراجعين يعانون من التخبط في معالجة المعاملات والأوراق والاستلام والتسليم وضياع الملفات والأوراق التي يعاني المواطن معاناة مريرة للحصول عليها من الدوائر المختصة المتناثرة في أنحاء العاصمة الواسعة وفي ظروف المواصلات المعروفة وعدم إمكانية المواطن المادية للاستمرار في هذه الدوامة القاتلة والتي ينفجر بين حين وآخر من شدة الضغط والللآمبالاة والإهمال للمعاملات أو ضياع الملفات التي تكتمل وتسلم بطلعان الروح!! ومسألة ضياع الملفات شائعة وعادية ولا هناك مَنْ يحاسب الموظفين المسئولين عن ضياعها ويطلب بكل بساطة وسذاجة!! بعمل غيرها لأنها "ضاعت"!! وهذا "الضائع"! ليس ورقة أو كتاب أو رسالة.. لا بل ملف كامل يحتوي على مجموعة كاملة ورسمية من الأوراق والوثائق الشخصية الأخرى. هذا هو جانب من الصورة لما يجري في دائرة مهجري ومهاجري الكرخ في الحارثية. وأليكم جانب آخر من الصورة:

في الدائرة القانونية هناك موظفة واحدة هي التي تستلم المعاملات وتدقق في الأوراق المطلوبة وكل معاملة تستغرق نصف ساعة لإنجازها ودفع صاحبها أشهر وأشهر لعله يحصل على نتيجة ما أو يواجه بمطالبته بأوراق أخرى تثبت ما يدعي!! ومن ثم يعود إلى المربع الأول كما يقال, علما أن هناك أربعين واحد يجب أن تستكمل معاملاتهم في اليوم الواحد كما هو مقرر لديهم وقبل أيام حذف هذا الرقم وأصبح المعاملات تنجز بوقوف المواطنين بالسره في ظروف بيئية وجوية سيئة الطين من تحت أقدامهم والبرد فوق رؤوسهم ومنهم كبير السن والمريض والشاب المندفع!! وكثيراً ما تحدث زهقان الروح ويبدأ الصياح والمطالبة بالإسراع وبالأمس 23.1.2011 يوم الأحد حدث انفجار في ساحة عدن ومناطق أخرى و إنفجاران في هذه الدائرة واحد قام بها مهاجر عائد من أوروبا!! من الذين يعتقدون أو يحلمون أن يجدوا وضع مؤسساتنا كما هي في الدول الغربية!! ويتورطون بالعودة ثارت ثائرته وانفجر صائحا..متذمراً من هذا الواقع المؤلم ..وكما في المثل المصري (( أسمع كلامك أرتاح أبص أعمالك أنكسف))!! كان يراجع معاملته لمدة سنتين ولم تنتهي!! وآخر خرج من الصف وقلب الكراسي والزناجيل وأخذ يسب ويشتم وما كان من الموظفين إلا استدعاء الشرطة للسيطرة على الموقف جرى ذلك في الساعة العاشرة والنصف من ذلك اليوم ومثل هذه "الإنفجارات" تحدث يوميا في هذه المراكز.. فأين هذه الأوضاع من تصريحات السيد المالكي؟؟؟ ووزير الهجرة والمهجرين الذي جعل "" الهور مرك والكصب خواشيك"" في ظهوره الميمون على شاشات التلفزة!! ومما يزيد الطين بله والقلب حسرة أن نرى بين الحين والآخر من يتسلل إلى داخل غرفة الموظف المختص وبيده معاملته وورقة صغيرة من المدير لهذا القسم من الدائرة بتمشية معاملته وآخر يأتي معه موظف من شعبة أخرى لانجاز معاملة لشخص ما وآخر دفع مبلغاً ما بطريقة أو أخرى "غير مرئية ولا مسموعة! ولا يمكن تصويرها!!؟" ..وهكذا ونحن نصطف خارج الشباك ولا نستطيع الاعتراض أو الشكوى لئلا تستدعى لنا الشرطة "الوطنية"!!؟ لإجراء اللازم في الدفع و الإهانة والتهديد بتطبيق المادة (4) إرهاب!!؟ أو تطبيق المادة "إهانة الموظف أثناء واجبه الرسمي"!! لكن إهانة المواطن وبهذلته وهو في أمس الحاجة لهم ليس لها قانون ولا حماية له!!؟ ولا ندري ما هو المانع الذي يحول دون زيادة عدد الموظفين أو الموظفات في الشعبة القانونية من أجل الإسراع في استلام معاملات المراجعين وتدقيقها والتزويد بالكتب المطلوبة وفتح ونقل الملفات ومن ثم تحال إلى الشعب والأقسام المختصة لإنجاز المتبقي وتخليص المراجعين من معانات المراجعة والمتابعة والوقوف بالعراء لساعات مريرة تتخللها عبارات التذمر والتوسل والترجي دون فائدة ويلاحظ في الجانب الآخر أو الأقسام الأخرى وفرة الموظفين ومظاهر الإسترخاء واللامبالاة والعمل بـ "روية" و "هدوء" وحسب المزاج تتخللها فترات التدخين "الممنوع"!! وشرب الشاي والقهوة ووجبة الفطور! التي يتم تناولها على رواء دون دافع من ضمير ولا حركة من وجدان ولا شعور بالإنسان المعذب خارج غرفهم.

من جانب آخر يلاحظ المراجع المقهور الذي لا يملك مالا يعطيه رشوة ولا لديه "عرف أو منكار"!! لتمشية معاملتة حتى إذا كانت تحتاج إلى أوراق مهمة فهي تجد طريقها للخلاص واستلام يما يمكن استلامه من المخصصات والمنح بكل سهولة وسلاسة وبفترة قياسية بواسطة السماسرة الموجودين في ممر باب المدير!! الذي يسيطر عليه الأشخاص: البواب "حيدر" الذي يغلق المدخل بحاوية زبالة يفتحها لمن يشاء ويغلقها بوجه مَنْ يشاء!! وهو يستلم المعاملات ويجلب الأجوبة عليها حسب "الدفع", وهناك سمسار آخر هو المعوق "أبو محمد" صاحب الشارب الغليظ هو الآخر تجد بيده معاملات يطوف بها هنا وهناك لينجزها مقابل شيء ما!! ويأتي دور السمسار الآخر المدعو "أبو حارث" وفي يده مجموعة من الملفات يصعد وينزل بها وتكون منجزة خلال يوم أو يومين بالكثير!! وحتى مشغل المولدة!! تجده بين هذه الشلة من السماسرة وبيده أوراق وملفات يسلمها إلى هذا وذاك حتى أنه يهمل واجبه حين جاءت الكهرباء "الوطنية"!! ومضت ربع ساعة وهو لا يدري ومنهمك في المعاملات لهذا الشخص أو ذاك إلى أن نبهه أحد المراجعين بأن عليه إطفاء المولدة والتحويل إلى الوطنية.. أين هو السيد المالكي من هذه الأوضاع التي تنقل له معكوسة تماما ويصرح بتلك التصريحات!!في نفس هذا اليوم 23.1.2001 الأحد الساعة الحادية عشر كان أحد المراجعين بيده كتاب أعطي من هذه الدائرة وفيه خطأ في اسمه فبدلا من "سعد" كان كتب "سعيد" يعني الخطأ في النقطتين وكان قد رفضت معاملته في دائرة أخرى لهذا الخطأ, والظلم هنا يبدأ من تلك الدائرة التي لم تعتبر كل أوراقه الشخصية التي كتب فيها اسمه "سعد" وفي الكتاب المحول من الهجرة والمهجرين "سعيد" لم تبدى له المساعدة بمسح النقطتين فقط وتمشي الأمور كما يرام وليس هناك تزوير أو تحوير.. ثم أعادوه إلى هذه الدائرة التي كتبت اسمه خطأ ولم يلاحظه هو في حينه أيضاً وقف معنا في الصف الطويل المرير أكثر من ساعة ثم فكر بأن يسأل في شباك آخر وفعل وأخذوا الكتاب إلى موظف داخل الدائرة التي أصدرت له الكتاب الخطأ وبعد ربع ساعة جاءه "حيدر" وقال له تعال يوم الأحد القادم (ونحن في يوم الأحد) يعني أسبوع كامل يأتي ليزود بكتاب آخر يكون فيه "سعد" وليس "سعيد"!! في الوقت الذي كان بالإمكان أن تتم العملية بعد الإطلاع على أوراقه الشخصية الرسمية بخمسة دقائق بمحو النقطتين وختم التصحيح وتوقيع الموظف المختص وتنتهي معاناة هذا الإنسان المعذب... فأي تسهيلات يتحدث عنها السيد نوري المالكي؟؟؟

أما قصتي أنا شخصيا... فقد أنجزت معاملتي منذ 26.7.2009 وقدمت كافة الأوراق المطلوبة بأنني مهجر لأسباب سياسية وإعدام خمسة من أولادي عام 1983 بحجة إنتمائهم إلى حزب الدعوة وبقيت أراجع للحصول على بعض ما خصص لنا من منحة أو أرض أو غيرها من التسهيلات التي يدعي السيد المالكي توفيرها لي ولغيري من المهاجرين والمهجرين وبقيت بين السفر والمرض ولم أراجع إلا في تلك الأيام المذكورة أعلاه ووجدت أن اسمي قد ظهر في المنحة ومع ذلك طلب مني التعهد ومن ثم العبارة التقليدية "بعد شهر راجع"!! وبكل بساطة.. وقد ادعى البعض أنه دفع قسم من المنحة واستلمها بوقت قياس حيث تفتعل له أسباب مثل المرض وغيرها. وفي مرحلة من المراحل زودوني بكتاب إلى الجنسية للبحث عن اسمي قبل سبعة أشهر وعند المراجعة قال الموظف المختص لقد أرسلنا (سي. دي) بالأسماء إلى دائرة الهجرة والمهجرين إذهب إلى هناك وعند مراجعتي بعد أكثر من ستة أشهر لهذه الدائرة قالوا لي "لسه بعد ما نزلنا السي دي" في السيستيم!! .. تصوروا أكثر من ستة أشهر لم يستطيعوا إنزال الأسماء في جهاز الكمبيوتر الذي لا يتطلب إنزاله بالشكل المعروف أكثر من نصف ساعة وحتى لو أن هناك إجراءات أخرى لا يستغرق أكثر من شهر واحد حتى يعمل به ويسهل أمور الملفات الأخرى. هذا هو بإختصار ومشاهدة ومعايشة هذه الدائرة لمرتين من المراجعة فكيف هو حال الناس وحال الموظفين في الأيام والأشهر والسنين الباقية... على السيد المالكي المشكور على رعايته لهؤلاء الناس أن يطلع عن كثب على ما يجري ولا يكتفي بتقارير المساعدين. والسلام عليكم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صبا العمر
2011-01-27
مأساة وآلآم حزن وقهر وضيم أكبر مسؤل بالدولة حينما لايعلم مايجري أن كنت تعلم فتلك مصيبة وأن كنت لاتعلم فالمصيبة أعظم هؤلاء هم الذين يديرون بلد عريق مثل العراق والمؤسف أكثر أن المالكي أوعد المهاجرين وأصحاب الكفاءات بالعودة الميمونة لكنها للأسف كاذبة وباطلة أين مستشاريه أين المختصين أين العقول العراقية التي يعود تاريخها وحضارتها قبل كل حضارات البشر فأننا نأسف لهذه الحكومة القاصرة شعارها الكذب والجهل لو كانو صادقين فليفتحو أبواب مكاتبهم لمقترحات العراقيين لكن لاحياة لمن تنادي
ابو زهراء
2011-01-25
ارجو التفكير بامر مهم جدا حول الذين رجعوا قسرا او طوعا لرفضهم طلب اللجوء هل هولاء هم جزء من التكوين العراقي لقد عانو الامرين وينتضرون لمسه من الحكومه بعد تم بيع ما يملكون بعد ان تمت الطائفيه بامتياز من خروجهم من العراق وهولاء يستحقون التفاته من جانب الحكومه لانها منتخبه من الشعب وهولاء جزء من الشعب وانا اوصي من كل الهيئات الاعلاميه الموقره ان تطرح هذا المقترح مع جزيل الشكر
مازن الخصافي
2011-01-25
اخي ان المعاملات ايضا دخلت لقسم الرشوة اذا كنت محسوب على الجهة الفلانية سيتم رفع معاملتك واذا حركت جيبك سوف تركض معاملتك مرهولة الى قسم التعويض..حسبي الله ونعم الوكيل اخواني الموظفين في المادة 140 ترة انتم تشتغلون باجركم مو عدكم موكب تخدمون بي بلاش لويش هذا الروتين ترة التعويض مو من جيوبكم تدفعوا سهلوا امر هؤلاء المتضررين يرحمكم اللة
طاهر عباس
2011-01-25
البيروقراطية المقيتة والمحسوبية والرشوة في الدوائر العراقية ليس لها مثيل في العالم . لانك تحس عند مراجعتك لاي موظف بسيط وكانك تستجدي من الخلفوا مع العلم ان معاملتك مكتملة الشروط والوثائق .علما بان هذا الموظف الكسول هو خادم لهذا الشعب مقابل الاجر الذي يتقاضاه من المال العام وليس من الخلفوا .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك