المقالات

اقصر الطرق نحو الاستبداد

1036 19:45:00 2011-01-24

بقلم:محمد التميمي

اقصر واسهل وايسر الطرق نحو الديكتاتورية والاستبداد هو استحواذ فئة او شريحة او حزب او شخص معين على السلطات المختلفة بهذا الشكل او ذاك، والفرق بين الاستبداد والديمقراطية يبدو في بعض الاحيان صغيرا لكنه كبير جدا، والمسافة بين الاثنين هي الاخرى تبدو في بعض الاحيان صغيرة لكنها في واقع الامر كبيرة جدا، وهذه المسافة اذا كان صغيرة يمكن جعلها كبيرة، واذا كانت كبيرة يمكن جعلها صغيرة، وهذا يتوقف على ما بأيديهم زمام الامور ومقاليدها.في العراق من الصعب جدا القول ان مساحات الديكتاتورية والاستبداد اختفت وتلاشت مع سقوط نظام البعث الصدامي قبل حوالي ثمانية اعوام، ومن الصعب بمكان القول ان المنهج الديمقراطي الحقيقي وليس الشكلي هو الحاكم وهو الفيصل رغم الممارسات الانتخابية على مستويات متعددة ورغم حرية التعبير عن الرأي في وسائل الاعلام ومن على المنابر السياسية والثقافية والفكرية.وقد لاتكون هناك قيمة حقيقية وكبيرة للديمقراطية عند عامة الجمهور اذا كانت النخبة السياسية الحاكمة تتصرف بطريقة تفرغ الديمقراطية بأشكالها المختلفة من جوهرها ومضمونها وتجعلها مجرد شعارات استهلاكية ليس الا.ولانبالغ اذا قلنا ان الوضع في العراق هكذا يبدو للمتابع والمراقب عن كثب. بحيث يبدو واضحا ان التوازن والفصل بين السلطات الثلاث -التنفيذية والتشريعية والقضائية-قليل جدا ، ان لم يكن معدوما ومفقودا لحساب السلطة التنفذية، التي نراها تتمدد بأستمرار على السلطات الاخرى وتستحوذ على بعض من صلاحياتها ومهامها.والاستفسار الذي تقدم به مكتب رئيس الوزراء مؤخرا الى المحكمة الاتحادية عن تبعية بعض الهيئات المستقلة كهيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والبنك المركزي العراقي، وجواب المحكمة بأنها تتبع للسلطة التنفيذية وليس السلطة التشريعية الرقابية، امر في غاية الخطورة، ويمثل خطوات واضحة لتكريس منهج الاستبداد وتجاوز الاخرين من قبل السلطة التنفيذية، وهو يذكر باللاستفسار الذي تقدم به مكتب رئيس الوزراء ايضا حول تفسير الكتلة النيابية الاكبر، والذي ادخل البلاد في ازمة كبيرة ومعقدة كادت ان تقلب الامور رأسا على عقب.كيف يمكن للمفوضية العليا للانتخابات وهي التي يجب ان تتمتع بالاستقلالية ان تتبع للسلطة التنفيذية، ونفس الشيء ينطبق على هيئة النزاهة، وعلى البنك المركزي وعلى هيئات اخرى؟.واليوم هذه الهيئات ولانعلم ماذا سيحصل غدا، وماذا ستقرر المحكمة الاتحادية ان يوضع في جيب الحكومة؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك